وقوله تعالى: ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ﴾ (^١). وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ (^٢).
والقوة القدرة وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ (^٣)، وقوله تعالى: ﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ (^٤).
والدليل على إثبات الكلام له قوله تعالى: ﴿حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ (^٥)، وقوله: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ﴾ (^٦).
وقال النبي ﷺ: "من ينصرني حتى أبلغ كلام ربي" (^٧).
والدليل على إثبات السمع والبصر ما أخبر الله عن إبراهيم أنه قال: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ﴾ (^٨).
ولو كان إله إبراهيم لا يسمع ولا يبصر لكان دليله منقلبًا عليه. وقال النبي ﷺ في دعائه: "يا من وسع سمعه الأصوات" (^٩).
(^١) الأعراف آية (٧).
(^٢) الذاريات آية (٥٨).
(^٣) فصلت آية (١٥).
(^٤) البقرة آية (١٦٥).
(^٥) التوبة آية (٦).
(^٦) الفتح آية (١٥).
(^٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٧ بهذا اللفظ إلى ابن مردويه والضياء في المختارة، وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/ ٣٩٠ والحاكم في المستدرك ٢/ ٦١٢، من حديث جابر ﵁ قال: "كان النبي ﷺ يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ﷿" قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وأخرجه د. في السنة (ب. في القرآن) ٢/ ٢٧٨، ت. في كتاب فضائل القرآن ٥/ ١٨٤، جه. في المقدمة (ب. فيما أنكرت الجهمية) ١/ ٧٣ من حديث جابر بلفظ "ألا رجل يحملني … " الحديث، قال الترمذي: "غريب صحيح".
(^٨) مريم آية (٤٢).
(^٩) لم أقف عليه من قول النبي ﷺ، وإنما هو من قول عائشة ﵂ لما جاءت خولة بنت ثعلبة تشتكي زوجها أوس بن الصامت لما ظاهر منها، فأنزل الله عزوجل فيهما قوله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُك ....﴾ الآية، قالت عائشة ﵂: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات كلها إن خولة جاءت تشتكي زوجها إلى رسول الله ﷺ فيخفى عليّ أحيانًا بعض ما تقول فأنزل الله ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ....﴾ الآيات.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ٢٨/ ٥، الدارمي في الرد على بشر المريسي ص ٤٦، والآجري في الشريعة ص ٢٩١.