ইন্তিসার
الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197
জনগুলি
المعنى الثالث: أن المراد من قوله: نية المؤمن خير من عمله، على معنى أن المؤمن قد ينوي الفعل ولا يتفق له العمل، فيحصل له الثواب على مجرد النية وهي أسهل من العمل، بخلاف العمل فإنه لا يحصل إلا بتكليف ومشقة في فعله، فيكون المعنى بكونها خيرا أنها أسهل مؤنة وأخف محملا، بخلاف الفعل فإن فيه من المشقة ما ليس فيها، ويؤيد هذا المعنى ما روي عن النبي أنه قال: (( إن المؤمن إذا نوى خيرا كتبت له حسنة فإذا فعله كتب له عشر حسنات)).
المعنى الرابع: أن هذا الحديث وارد على سبب خاص، وهو أن الرسول ، ذكر له صلاة بعض المنافقين وأنه طول فيها قنوته، فقال الرسول : (( نية المؤمن خير من عمله))، أي من عمل الكافر، فالضمير في عمله راجع إلى الكافر؛ لأنه لا ثواب له على صلاته، وأراد أن نية المؤمن على قلتها وصغر قدرها وخفة مؤنتها، خير من عمله وإن كان شاقا يحتاج إلى مؤونة كثيرة، كما روي عن النبي أنه قال: (( إن الله خلق آدم على صورته))، فالضمير في صورته راجع إلى آدم، وقد غلط فيه بعض المجسمة الحشوية فأعاد الضمير إلى الله تعالى.
المعنى الخامس: أن المراد من ذلك: أن نية المؤمن وإن كانت قليلة في عددها، فهي خير من جملة عمله وإن كان كثيرا، فتكون الفائدة في ذلك أنها مساوية للعمل في كونه عبادة وفي كونه مستحقا عليه الأجر والثواب، فهذه المعاني كلها يحتملها الخبر ويدل عليها كما أشرنا إليه.
التقسيم الثاني: باعتبار ما يتطهر به:
اعلم أنما يتطهر به ينقسم إلى: مائع وجامد.
فالمائع هو: الماء، لقوله تعالى: {وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به}[الأنفال:11]. وما روي أنه عليه السلام قال: (( خلق الماء طهورا)).
والجامد هو: التراب، يكون طهورا عند عدم الماء في سفر أو حضر، لقوله تعالى: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا}[النساء:43]. وقد يكون بالحجر عند أثر الغائط والبول، لقوله : (( ثلاثة أحجار ينقين المؤمن))(¬1). كما سنوضحه بعد هذا بمعونة الله تعالى.
পৃষ্ঠা ১৮৮