تأثير كل ذلك يتعدى إلى أجهزة المملكة وأنظمتها الإدارية أيضًا، وإن كاتب هذه السطور يعرف جيدًا أن علماء المملكة المخلصين وشعبها المتدين يبكون على هذا الوضع المزري المؤسف.
لكن على الرغم من ذلك كله – فيما أعلم – لا أعرف على أرض الله دولة تتمسك بالشريعة الإسلامية كقانون رسمي إلى هذا الحد، وتعتبر القرآن الكريم دستورها الأساسين وتقطع يد السارق كما يأمر به القرآن وتجلد الزاني أو ترجمه، وكل يعرف أن عاهل هذه المملكة يحافظ على الصلاة والصيام وما إليها من الفرائض الدينية، ويحاول أن يأخذ الشعب بذلك أيضًا.. ولا شك أن الفضل في ذلك كله يرجع إلى جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀.
اتصال خدمة الدين والعلم في أسرة الشيخ محمد:
ومما يجدر بالذكر أن أسرة الشيخ محمد لا تزال تتوارث العلم والتدين، وخدمة العلم والدين، وقلما توجد مثل هذه الأسرة في العالم الإسلامي، فمنذ قرنين ونصف القرن، لا تزال تنجب العلماء الكبار والصلحاء والأتقياء العظام، تدل على ذلك كله مؤلفاتهم وتراجمهم، ولا شك أن ذلك من فضل الله، ﴿والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾ .