ইনসানাওয়্যা: একটি খুবই ছোট ভূমিকা
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
لا شك في أن زوال وهم الاعتقاد الديني يمكن أن يكون مؤلما لصاحبه. قد يبدو أن السحر والمعنى ينفدان من العالم، تاركين إياه على حالة باردة مجدبة؛ أليس من الأفضل أن نعيش داخل ذلك الوهم الديني إن أمكننا ذلك؟
لا أعتقد ذلك؛ إن لم يكن الإله موجودا، فالهالة السحرية التي يكتسي بها العالم في أعين المؤمنين بالوهم كانت دوما خدعة. وعندما يزول الوهم، قد يبدو العالم أكثر قتامة بعض الشيء لفترة من الزمن. لكني أفضل أن أرى العالم على حقيقته على أن أراه على الحال التي أحب أن يكون عليها.
في الواقع، أليس من المحتمل أن يحجب مثل هذا الوهم إدراك الأشياء المهمة حقا في الحياة؟ تأمل الاعتقاد في بابا نويل ومشغله في القطب الشمالي وحيوان الرنة الطائر وما إلى ذلك. عندما يزول الوهم، تتلاشى هذه الشخصيات البراقة جميعها، لكن كل ما كان مهما دوما بحلول 25 ديسمبر - الحب والتجمع مع الأصدقاء وأفراد الأسرة وما إلى ذلك - يظل كما هو. وبالنسبة إلينا نحن البالغين، ألن يعتبر الاعتقاد في وجود بابا نويل - وما يصاحبه من أنشطة مثل إرسال الخطابات إلى القطب الشمالي ووضع فطيرة اللحم المفروم والفواكه، واللبن في الخارج له - نوعا من الإلهاء المعجز يمنعنا من إدراك المسائل المهمة حقا؟
أعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على الإيمان بالآلهة والملائكة والشياطين وبالحياة الآخرة وما إلى ذلك. والحقيقة أننا من دون المعتقد الديني قد نغفل شيئا، مثل رؤية العالم باعتباره مملكة محكومة من السماء، والاطمئنان للوعد بأننا سيجتمع شملنا مع من نحب بعد الممات. إلا أننا يمكن أن نحصل على أكثر من ذلك، مع رؤية أنضج وأوضح لما هو مهم وقيم حقا في الحياة.
وكما قال الكاتب دوجلاس آدمز ذات مرة: «ألا يكفي أن نرى الحديقة بديعة دون الاضطرار إلى الاعتقاد بأن الجنيات هي السبب في وجودها؟» (7) الإنسانوية ومعنى الحياة
قد يشعر بعض القراء بخيبة الأمل لأنهم لم يعرفوا حتى الآن الإجابة الإنسانوية على السؤال الذي كان محور هذا الفصل، وهو: «ما الذي يجعل الحياة ذات معنى؟» الحقيقة هي أنه لا توجد «إجابة إنسانوية» محددة.
الحقيقة هي أن أغلب الإنسانويين يتفقون مع الدينيين (مع بضعة استثناءات واضحة، مثل الحياة المكرسة للدين) حول أي الحيوات ذات معنى وأيها خالية من المعنى. فمثل أغلب الدينيين، يرى الإنسانويون أن تربية أطفال صالحين والسعي الجاد وراء الاستقصاء الفكري وإنتاج فن أصلي وأخاذ وما إلى ذلك، كلها سبل يمكن أن نتمتع من خلالها بحياة ذات معنى. وباستثناء الجوانب الدينية، يطبق الإنسانويون «المعايير» نفسها تقريبا في الحكم على أي الحيوات ذات معنى وأيها خالية من المعنى.
الإنسانويون يختلفون فحسب عن بعض الدينيين في افتراضهم أن تلك الحيوات التي نتفق جميعا على أنها ذات معنى تظل كذلك حتى في حالة عدم وجود الإله، وأن الاعتقاد في وجود الإله يمكن أن يكون في واقع الأمر حائلا دون أن نعيش حياة كاملة ذات معنى؛ عن طريق إلهائنا عن التفكير في الأسئلة الكبرى - على سبيل المثال - أو إجبارنا على أن نعيش على نحو معين بدافع من الخوف من العقاب الإلهي، أو تبديد حياتنا في تأييد معتقدات زائفة بسبب الترقب الخاطئ لوجود حياة أخرى.
من وجهة النظر الإنسانوية، إن حياتنا الحالية وجملة ما فيها من ثراء هي المهم حقا.
الفصل الثامن
অজানা পৃষ্ঠা