ولكن هنا عوامل سابقة أدت إلى الدماغ الكبير، فما هي؟
نحتاج لشرح هذه العوامل، إلى بعض التفصيل.
إلى قبل نحو عشرة ملايين من السنين كنا مثل سائر القردة التي تأوي إلى الأشجار تأكل من ثمارها وحشراتها ونحتمي على غصونها من وحوش الأرض، وانتفعنا من الإقامة، ملايين السنين، على الشجر؛ لأننا تعلمنا كيف نتسلق بأيدينا، فلم تعد اليد للمشي، وإنما صارت للتسلق، واستعمال اليد للتسلق يؤدي إلى استعمالها للتناول، كما نرى في القط والفأر والسنجاب، ولكننا أيضا كنا نجد الحياة في الليل أنفع لنا من الحياة في النهار، ولعل السبب لذلك ضعفنا وأننا لم نكن لنستطيع مقاومة أعدائنا، فصرنا نحيى حياة سرية ننام في النهار ونختبئ ونستيقظ ونسعى في الليل.
والرؤية في الظلام تحتاج إلى زيادة القوة في النظر، ولذلك اجتمعت العينان في الوجه بدلا من أن تكون في الصدغين، وهذا شأن حيوانات الليل مثل الوطواط والبومة، وأقل منها في الفأر والقط.
واجتماع العينين في الوجه لم يزد قوة النظر زيادة كمية فقط بل زادها زيادة نوعية؛ لأن تقدير المسافات يحتاج إلى العينين، أما العين الواحدة فتخطئ المسافة.
ولذلك نستطيع أن نقول: إننا انتفعنا بمعيشتنا على الشجر بشيئين:
الأول:
إعداد اليدين للتناول عن طريق التسلق.
الثاني:
جمع العينين في الوجه مثل البومة والوطواط. •••
অজানা পৃষ্ঠা