মানুষ, পশু এবং যন্ত্র: মানব প্রকৃতির পুনর্নির্ধারণ

মিশেল নাশাত শাফিক হান্না d. 1450 AH
71

মানুষ, পশু এবং যন্ত্র: মানব প্রকৃতির পুনর্নির্ধারণ

الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية

জনগুলি

على مر صفحات هذا الكتاب قارنا بين الإنسان - أنفسنا - وفئتين من الأنظمة المعقدة التي تملك صفات مشابهة له، ألا وهما الحيوانات والآلات. وسرعان ما نلاحظ بالطبع أنه لا يوجد تشابه بين أصل كل من الحيوانات والآلات بما أن الإنسان انحدر عن الحيوان في حين أن الآلة انحدرت عن الإنسان، ولكن لا يفيد اختلاف الأصل في الإجابة عن الأسئلة الرئيسية التالية: هل لا يزال هذا الإنسان المنحدر عن الحيوان حيوانا؟ وهل تفترض الآلة المنحدرة عن الإنسان أن الإنسان هو أيضا آلة؟ هل يوجد لدى الإنسان خصائص فريدة من نوعها تميزه عن الحيوانات والآلات؟ لقد سمحت الفصول المختلفة في هذا الكتاب بمناقشة هذه الأسئلة المهمة فيما يتعلق بنقاط أساسية يبرز فيها النشاط الإنساني.

ولقد استطعنا تقدير أوجه الشبه العديدة بين الإنسان والأنظمة المعقدة الأخرى. وفيما يتعلق بأوجه الشبه مع الحيوانات أوضحنا أنها عديدة. فنجد لديها المبادئ الأولى لكل القدرات الإنسانية: القدرة على الشعور بالألم والتعلم والذكاء والوعي والفضول والثقافة والتحلي بالأخلاق ... إلخ، حتى لو كانت القدرات الإنسانية تتخطى قدرات الحيوان في أغلب الأحيان. وترتبط هذه القدرات بتعقيد الكائنات الحية، وهو ما يعد إحدى صفات الكائنات الحية بأسرها، بما فيها الإنسان. وينتج عن ذلك أن الإنسان حيوان قادر مثل الحيوانات على امتلاك عواطف وغريزة جنسية، وينتج عن ذلك أيضا أن الحيوانات قد تكون جزءا لا يتجزأ من العالم الفكري للبشر وتساعدهم على التفكير، وأنها تستطيع أن تمتلك حقوقا. وينتج عن ذلك أيضا أنه يمكن المزج بين المملكة البشرية والحيوانية وأنه يمكن تخيل استمرار الحياة الحيوانية دون الإنسان.

ولقد وصفنا أيضا الدور الجوهري الذي تلعبه التقنية فيما يخص إنسانيتنا وكيف يمكن اعتبار كل أداة وكل آلة جهازا بديلا أو امتدادا لجسمنا. ولقد أوضحنا العلاقات المعقدة التي تربطنا بهذه التقنيات التي تحيك معنا علاقات نفسية بعيدا عن دورها الوظيفي. وناقشنا كيف بدلت الآلة مفهومنا عن الوقت وأوجدت استعارات تجعلنا نفكر في أنفسنا، وكيف اختلطت التقنية بمجملها مع الثقافة في نهاية المطاف. وقد عرضنا أيضا كيف تستطيع بعض الآلات الحديثة حاليا التعلم والتنبؤ والمحاكاة وكيف يمكننا تزويدها بالفضول وبإدراك لذاتها. وتوقعنا ابتكار آلات قادرة على الشعور والتخيل، بل قادرة على أن تشكل بصورة جماعية ظواهر ثقافية تميزها وحدها. ولكن بدلا من أن نرى في هذه التطورات حججا تؤيد الرؤية الميكانيكية بالكامل للإنسان، ركزنا في المقابل على أن الآلات تتيح لنا قبل كل شيء أن نفهم أنفسنا بإبراز الاختلافات؛ «فنحن لدينا ما لا تمتلكه الآلات». وإذا بدت الآلات ذكية فذلك يعني أننا لم نتحر الدقة بالدرجة الكافية حول معنى الذكاء. وإذا بدت تمتلك نوعا من الوعي فيتعين علينا تحديد ما نقصده بهذا المصطلح؛ فكلما تطورت الآلات نجد تعريفا أفضل لما يميزنا.

نود في الختام محاولة تحديد المعايير التي قد تسمح بتعريف الإنسان مقارنة بالأنظمة المعقدة الأخرى. وفي ضوء التجاوز المنتظم لكافة الحدود المفروضة على مدار التاريخ، سنتفهم قطعا الطابع المؤقت الذي قد يتسم به هذا الجهد، ولكن يجدر وصفه بصورة إجمالية بما أن المنطق يملي علينا أن الإنسان يمتلك حاليا طريقة عيش تميزه وحده، وذلك دون أن يكون الهدف هو الاستجابة إلى رؤية بعيدة المدى. وتختلف إجابات كل من عالم الأحياء والمهندس عن هذه الأسئلة وفقا للمساحة التي تخصصها للطبيعة والثقافة في عملية التحول إلى الإنسانية. (2) الإنسان وعقله القوي ومغامرات المعلومات

وفقا لما ذكره ديزموند موريس،

1

الإنسان قرد عار مزود بعقل فائق القوة، وبدقة أكبر هو شمبانزي عار بما أن 98٪ من جيناته مشتركة مع نظرائه الشمبانزي لدرجة أنه يطلق أحيانا على الإنسان «الشمبانزي الثالث» إلى جانب فصيلتي الشمبانزي. وفي الواقع، لا يختلف السلوك الاجتماعي أو الجنسي للإنسان كثيرا عن سلوك الشمبانزي، ولكن إذا كانت كل الحيوانات كائنات معقدة، وإذا كان الشمبانزي يمتلك عناصر ثقافية أولية معقدة وصفناها على مر صفحات هذا الكتاب، فالإنسان وحده هو الذي يمتلك ثقافة شديدة التعقيد، وقادرة على الانتقال من جيل إلى آخر ، ومختلفة عن النماذج الأولية الموجودة لدى نظرائه. وانتقل الإنسان من النموذج الأولي لأداة الشمبانزي إلى الكمبيوتر أو الصاروخ، ومن النموذج الجمالي إلى العمل الفني، ومن النموذج الخطابي إلى لغات ذات تعقيد نادر. وحتى في المجال الذي لم يبرع فيه الإنسان بصورة كبيرة على مدار تاريخه وهو مجال الأخلاق، انتقل من أخلاقيات أولية تجريبية لدى الشمبانزي إلى أنظمة أخلاقية خطابية معقدة.

وتتسم الكائنات الحية بأسرها، سواء الحيوانات أو البشر، بالتعقيد ولكن يمكن حاليا تعريف هذا التعقيد من حيث المعلومات، وانطلاقا من هذا المفهوم يمكن المقارنة بين قدرات الحيوانات والبشر.

وثمة طريقتان لفهم المعلومة. فيما يتعلق بالطريقة الأولى، أعطى بعض خبراء المعلوماتية مثل شانون معنى رياضيا بحتا لهذا المفهوم؛ فعرفوه ليس على أنه «معلومة» بل على أنه «كمية المعلومات التي تحتوي عليها رسالة ما». وفي السياق ذاته، أراد الفيزيائي ليون بريوان تشبيه المعلومة بحجم من الطاقة يتلاءم مع فكرة «ترتيب» ولكن جانبه الصواب في ذلك الأمر

2

অজানা পৃষ্ঠা