মানুষ, পশু এবং যন্ত্র: মানব প্রকৃতির পুনর্নির্ধারণ
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
জনগুলি
فنحن نشبه السيارة التي نقودها، حيث نحتاج إلى عدة ساعات للتعرف على هذه الآلة والتعود على طريقة استخدامها. ففي البداية تكون جسما غريبا ومعاديا ومقاوما، ولكن بمجرد نجاح هذا التعلم تصبح السيارة بمنزلة هيكل عظمي ثان أو جلد ثان، فلقد اندمجنا مع حجم هيكلها وسرعة كبحها وتسارعها. وفي وقت ما تصبح القيادة أمرا طبيعيا مثل السير؛ أي نشاطا غير واع.
9
يعتبر إذن غلافنا الجسدي قابلا للامتداد ومتغيرا؛ فنمدده عبر المطرقة التي نمسك بها في أثناء دق مسمار، وبعد انتهاء العملية تعود الأداة لتصبح شيئا خارجيا في متناول اليد لكنه بعيد عنها. ولا يكون شكل جسدنا في ذلك الوقت نموذجا له بل هو مساحة هندسية متغيرة. ففي كل حين، نقوم نحن بدور السرعة القصوى أو طرف العصا أو حد السيف أو أيقونة الفأرة. فهكذا نتفاعل ونشعر ونقيس.
إن عملية الإدماج التي لا تزال غير مفهومة جيدا وغير مدروسة باستفاضة، تعد عملية أساسية، فالحياة عبارة عن تحولات مستمرة. (2-4) ذاكرتنا ليست في رأسنا
توجد ذاكرتنا في الخارج، فهي موزعة في البيئة المحيطة بنا ومحفوظة على جدران الكهوف ومدونة على الألواح وعلى جلود الحيوانات وفي كتب مطبوعة أو رقمية: ذاكرة لا تكون أبدا مباشرة بل مهيكلة ومتاحة عبر أجهزة تقنية، فذكرياتنا وما نعتقد أنه يذكرنا ليست إلا إدخالا للتمثيلات الخارجية. فنحن نتذكر قصيدة أو رقما أو قائمة أو خطة، وأحيانا نستغرق وقتا لتذكر معلومة ونظل نتلعثم في اسم مدينة كان «على طرف اللسان». وينبغي علينا أن نحرك أصابعنا لكي نتذكر الرقم السري لبوابة ما. ويكون أحيانا أكثر سرعة وفاعلية أن نتذكر معلومة بفضل أجندة رقمية أو محرك بحث قادر في بضع ثواني على تصفح قواعد بيانات هائلة.
يحاول مرضى ألزهايمر تعويض فقدان الذاكرة عبر بيئات مهيكلة جيدا يقوم فيها كل شيء بدور جهاز مساعد للذاكرة؛ لذا يعتبر أي هدم أو تحويل لهذه البيئة التي شيدوها بمنزلة بتر جزء منهم شخصيا. ونحن جميعنا مصابون إلى حد ما بمرض ألزهايمر: بما أن جزءا منا يقع خارجنا في الأشياء المحيطة بنا؛ لذا قد يسبب الانتقال من مسكن إلى آخر الاضطراب في بعض الأحيان، فيتعين علينا في هذه الحالة تعديل سلوكيات روتينية وأوضاع معتادة وطرق يمكننا سلكها مغمضي الأعين، وبناء كل هذه الأمور في مكان آخر؛ فتغيير بيئتنا يقلب أمورنا.
ومع تزايد بدائلنا الإدراكية، يقل استخدامنا لقدرتنا على حفظ المعلومات والمهارات، فالآلة الحاسبة تغني عن الحساب العقلي، وكذا نظام تحديد المواقع الذي يغنينا عن القدرة على تحديد الاتجاهات، بالإضافة إلى الموسوعات الرقمية التي تغنينا عن الاستذكار. فتتحرر أجزاء من فكرنا لاستكشاف مجالات أخرى من التفكير.
فنحن إذن سايبورج، نستعين بصورة متزايدة بالبدائل الخارجية للتحرك والتفكير والابتكار ولتحديد هويتنا. ووفقا لمقولة ميرلو-بوتي: «يوجد جسمنا في المكان الذي تقع فيه الحركة»؛ فهو يتغير ويتمدد ويصغر ويتحول باستمرار. ومع الوقت يحدد تاريخ تفاعلاتنا المطورة عبر البدائل هويتنا، وهي قصة تعد في حد ذاتها بناء تقنيا. ولا شيء يدعو إلى الاعتقاد أن هذه العملية قد تتباطأ.
الفصل السابع عشر
الاستبدال
অজানা পৃষ্ঠা