الثالث: قول من قال: أن الفرقة الناجية فرقة واحدة من فرق الإسلام لا غير، والباقي هالكون في النار؛ وهذا القول هو الحق ، لأنه مطابق للعقل والنقل: و أما القولان الأولان فباطلان لمخالفتهما للعقل والنقل؛ لأن الصالحين من كل فرقة فرقة، لا بد أن يكونوا متباينين في الاعتقاد، وفي عبادة رب العباد، وقد عرفت أن الحق لا يكون إلا في جهة واحدة.
وكذلك كل من قال: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولأن النبي لما سئل عن الفرقة الناجية؟ قال: (ما أنا عليه اليوم وأصحابى)(1)، وفي رواية الشيعة: (ما أنا عليه وأهل بيتى)(2)، وهذا تبيين إن صح منه وعنه ، وتفسير لما يوجب النجاة، وهو الاعتقاد الحق والعمل الصالح المتقبل، الذي كان عليه هو وأهل بيته وأصحابه الراشدين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، ويلزم من ذلك بيين الفرقة الناجية، إذكل من اعتقد مثل اعتقاده ، وعمل بما أمر به من ستته، فهو من الناجين إجماعا، ومن المحال أن يكون النبي على اعتقادات متباينة متضادة، وعلى عمل مختلف الكيفية والوجوه.
وقد أخبرتك أن كل فرقة من فرق الاسلام تدعي أنها الفرقة الناجية، وتدعي أيضا أنها على ما كان عليه رسول الله (غير أن من عدا الإمامية لا
পৃষ্ঠা ৪১