ইনকিলাব উসমানি

জুর্জি জায়দান d. 1331 AH
99

ইনকিলাব উসমানি

الانقلاب العثماني

জনগুলি

قال: «إن أخانا هناك أخبرنا ببعض ما قاسيته، وذكر أنك كنت مسجونا في قصر مالطة.»

فازداد رامز استغرابا لأنه لم يكن يعرف وجود جاسوس للجمعية هناك، فقال: «نعم، إني كنت مسجونا وقد قاسيت كثيرا، ولي الشرف بأني بررت بالقسم الذي أقسمته للمحافظة على أسرار الجمعية المقدسة، ورغم محاولات السلطان وغيره من رجال القصر وإلحاحهم علي لأبوح بأسماء الأعضاء العاملين. وكنت أتوقع أن أتشرف بالقتل بعد هذا، ولكن الأقدار فتحت لي بابا لم يسبق لأحد أنه وفق إلى مثله، وفيه منجاة من سفك الدماء والوصول إلى المقصود على أهون سبيل.»

فتطاول الأعضاء بأعناقهم لسماع حديثه، وقال الرئيس: «ما هو ذلك الباب أيها الأخ؟ إننا من أرغب الناس في المسالمة. وأنت تعلم أن خطة جمعيتنا هذه نيل الدستور وإنقاذ الدولة من الدمار بالطرق السلمية ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.»

فقال رامز: «نعم، أعلم هذا، ولذلك أعد ما وفقت إليه نجاحا باهرا.»

فاستأذن أنور بك وقال: «هل يأتي من القصر أمر فيه مصلحة لا يعتوره سفك دماء؟ إني لا أرى الإصلاح ينال بغير السيف وسفك الدماء.»

فقاطعه الرئيس قائلا: «لله درك يا أنور من رجل حرب وحزم! على أن ذلك لا يمنعنا من الإصغاء إلى ما يعرض علينا، وليس على الله مستحيل.»

فعاد أنور إلى مجلسه واستأنف رامز كلامه فقال: «أنتم أهل حرب وكفاح يهون عليكم القتل. وأما أنا فإني رب قلم وبحث، ولا أرى الوصول إلى الإصلاح بالحسنى مستحيلا. ومع ذلك فإني عارض عليكم ما جئت من أجله.»

فأصغى الجميع، وأخذ رامز يقص حديثه مع السلطان حتى وصل إلى ما دار بينهما في قاعة قصر جيت، وكيف اعترف عبد الحميد بخطئه وكلفه أن يخابر أعضاء الجمعية في شأن المجيء إليه وأطلق سراحه لهذا الغرض، إلى أن قال: «ومما يؤكد لي صدق نية السلطان هذه المرة أنه أطلق سراحي بعد أن كنت في قبضة يده، وكتم نبأ ذلك عن كل إنسان حتى لقد تولى إخراجي بنفسه خفية، وقد أطلق سراح أبي أيضا وأنتم تعلمون أننا يئسنا من بقائه حيا و...»

فلما ذكر أباه ظهرت البغتة على الحاضرين، ولم يتمالك الرئيس عن قطع حديث رامز قائلا: «أبوك أتى معك؟! أين هو؟!»

قال: «لم يأت معي، إذ استمهلني ريثما يصلح من شأنه ويأتي في الغد. ألا تعدون هذه المعاملة دليلا على اقتناع عبد الحميد بخطئه؟ وأنه ألهم الرجوع إلى الصواب على أيدي الأحرار العثمانيين؟»

অজানা পৃষ্ঠা