قال: «ستقتل الليلة».
قال: «أجل ذلك وأبلغها أني اشتقت لرؤيتها، فلتأت إلي بعد القيلولة لتلبسني ثيابي وحدها. وأظنها ستفرح بذلك كثيرا.»
فقال: «إنها ستجن من الفرح طبعا.»
فضحك عبد الحميد وقال: «افعل كما قلت لك.» فأشار مطيعا وخرج.
ثم عاد عبد الحميد إلى مناجاة نفسه قائلا: «لا يقدر على كشف هذا السر منها إلا تلك القادين الداهية، إنها خبيرة بأساليب الدهاء، وهي تحبني. وعلى كل حال سأكلفها القيام بهذه المهمة ثم أرى ما يكون.»
وذهب عبد الحميد بعد الغداء إلى غرفة المنام، وبعد القيلولة أتت القادين ج وقد أصلحت من شأنها، وكادت تطير من الفرح بهذه الدعوة التي يحسدها عليها سائر نساء القصر، لا سيما بعد أن أهملها مدة طويلة وهي لا تعرف ذنبها.
فلما دخلت علية حيته بالطريقة المعتادة ووقفت تلتمس إشارة، فقال لها وهو يمازحها: «أظنك إذا شغلت أنا عنك بمهام السلطنة لا أخطر ببالك.»
فقالت بلهفة: «العفو يا مولاي، إني أمتك وطوع إشارتك، وأنت مالك الرقاب والقلوب، إني أقبل موطئ قدميك وأتفانى في ...» وتنهدت وتشاغلت بتقديم الدراعة لتلبسه إياها.
فأدرك أنها تشير إلى حبها الشديد له فقال: «تزعمين أنك تحبينني؟» ومد يده ليدخلها في كم الدراعة. فقالت وهي تدير الدراعة نحو يديه: «إني أعبدك يا سلطاني ومولاي ... إني لا أجد عبارة أعبر بها عن حبي.»
فقال: «وأنا أيضا أحبك كما تعلمين، ولكنني شغلت عنك وعن سواك بقيام بعض الغلمان الملاعين في سلانيك بتأليف جمعية سرية وهم يزعمون أنهم من الأحرار. وأنا لا أخافهم طبعا، ولكنني أحب أن أعرف من هم، فأذكرني ذلك صادق خدمتك في الماضي. هل رأيت الفتاة المقدونية التي أتتنا بالأمس؟»
অজানা পৃষ্ঠা