فقال: «ربما يأتي في صباح الغد.» وقص عليها ما فعله باختصار، ثم قال: «يظهر أن مقتل صائب أزال عن الأمة المصائب لا عنك فقط.»
فقالت: «وكيف ذلك؟»
قال: «ألم تسمعي الضوضاء في الأسواق والناس يصيحون فرحين بنيل الحرية والدستور؟»
وكانت خالية الذهن من كل شيء، لأنهم منعوا عنها الجرائد والأخبار فصاحت: «الدستور؟! الدستور؟! ماذا تقول؟!»
قال: «نعم يا سيدتي، قد طلب الأحرار من السلطان أن يمنحهم الدستور فأطاعهم، ولذلك حديث ستسمعينه من سيدي رامز أفندي.»
فلم تصدق نفسها لغرابة الخبر، وقد تراكم عليها الفرح من كل ناحية حتى ظنت نفسها في حلم، ثم تذكرت أمها فقالت : «ووالدتي أين هي؟»
قال: «هي في خير بمناستير، وربما تأتي مع سيدي رامز. اصبري إلى الغد.»
وبينما هي في ذلك إذ سمعت قرعا بباب غرفتها فسألت: «من؟»
فأجاب: «أنا طهماز والدك.»
فنهضت وفتحت الباب، فرأت الدمع في عينيه وقد أكب على ابنته يقبلها ويقول: «أهنئك يا حبيبتي بنيل الدستور وببقاء رامز حيا. قرب الله خطواته لنفرح به وبك!»
অজানা পৃষ্ঠা