137

ইনকিলাব উসমানি

الانقلاب العثماني

জনগুলি

فلما سمع رامز ذلك الاسم قف شعر رأسه وقال لخريستو: «أين هو صائب اللعين؟»

ولم يكن خريستو يلتفت إلى أحد من الحاضرين غير فوزي بك، فلما سمع صوت رامز أجفل والتفت إليه وصاح: «سيدي رامز أفندي! هذا أنت؟!» وأكب على يديه وأخذ يقبلهما ويذرف الدموع ... ثم تنفس الصعداء وقال: «الحمد لله الذي أراني وجهك سالما. ما هذه المصادفة؟! من لي أن أطير إلى سيدتي شيرين وأزف إليها هذه البشرى؟!»

قال: «أين هي الآن؟»

قال: «هي في ضاحية مناستير بالجانب الآخر مع أبيها.»

فابتدره قائلا: «وصائب أين هو؟»

قال: «تركته في هذا الصباح هناك وفررت لنقل الدسيسة التي دبرها مساء أمس مع إحدى النساء على أن تدس السم للطفل، ولم يكن هذا اللعين عارفا بمكان سعادة الأميرالاي إلا أمس، بعد أن ضعف شأن الحكومة وتحقق أن الجند مع الجمعية، فأراد أن يتمم مهمته بقتل الطفل خلسة، فعلمت أنه يدبر هذه الدسيسة فأسرعت لأخبركم، ولكن سبق السيف العذل!»

فقال رامز: «نأسف كثيرا لفوات الفرصة!» والتفت إلى خريستو وقال: «هل صائب هناك الآن؟» قال: «نعم».

فالتفت إلى فوزي بك وقال: «أستأذن سيدي في الذهاب لعلي أظفر بذلك المنافق فأذيقه الموت.» وودعه مع أبيه ومشيا مع خريستو، فسأله رامز في أثناء الطريق: «ما معنى وجود هذا الملعون في بيت سيدك وشيرين هناك؟»

قال: «أقص عليك الخبر يا سيدي باختصار: إن سيدتي لما يئست من رجوعك يوم سفرك إلى يلدز، صممت على الذهاب بنفسها إلى هناك واستعانت بي في هذا الأمر. فسافرنا إلى الأستانة ومنها إلى يلدز، فمكثت في يلدز بضعة أيام بين الخدم كواحد منهم. فلما عزمت سيدتي على الفرار مع القادين جئت في خدمتها، فوصلنا إلى سلانيك بعد مدة طويلة، فأحبت أن تسأل عن والدتها لأنها تركتها فيها، فاستأذنت من القادين وفوزي بك، وسرت في خدمتها إلى بيتها فوجدت أباها وحده، فرحب بها وأظهر لها كل العطف وقال لها: إن والدتك آتية قريبا. فندمت على مجيئها إلى البيت لأن صائب باشا أتى في الصباح التالي لزيارة والدها، وقد صار باشا وتوسع في النفقة واللبس والبذخ. وسمعت سيدي مرة يحبب إليها صائبا بأنه صار من أقرب المقربين إلى السلطان، وقد عول عليه في إنجاز أكبر مهامه لمعاكسة الأحرار، وأن رامزا قتل ولا فائدة من انتظاره، ولا تلبث الجمعية أن تتمزق ... وهي لا تجيب. وأخيرا طلبت منه ألا يخاطبها في هذا الشأن مطلقا، وهي إلى الآن لا تعرف أنك حي، ولكنها ثابتة في حبك. وبعد أيام سافر صائب باشا لا أدري إلى أين، وظلت شيرين مع أبيها وهي حزينة لا يلذ لها طعام ولا شراب، تسأل عن والدتها ولا تعرف مقرها، وقد سمعت من الجيران أنها في مناستير فطلبت إلى أبيها أن ينقلها إلى هنا فانتقل بها، وهو لا يأذن في خروجها ولا يسمح لها أن تكلم أحدا. وقد ضيق علي أيضا وحبسني في البيت، وأصبح لا يكلفني أن أشتري شيئا من السوق. فلما جئنا مناستير أنزلنا بالفندق الذي نحن ذاهبون إليه، وقال لسيدتي إنه بعث للبحث عن والدتها. وأنا لا أقدر على الخروج، ولو عرفت أنك هنا لهربت إليك. وكان صائب في أثناء هذه المدة يتردد على الفندق يحمل الهدايا ويتزلف ويتملق بكل وسيلة، وسيدتي لا تعيره التفاتا، حتى سمعته أمس يخاطب تلك المرأة عن تسميم الطفل، ورأيته يدلها على بيت فوزي بك، وتحققت أن خروجي ينجي هذا الطفل من الموت، وأخبرت سيدتي شيرين فأمرتني بالخروج حالا، لكنني تأخرت.»

فقال رامز: «تبا لهذا اللعين! ألا يزال يتعقبنا؟ قد انقضى أجله بلا ريب.» قال ذلك وأعد مسدسه وقد عزم أن يفتك به حالما يقع نظره عليه، وأصبح يرتعد من شدة الغيرة والتأثر. وأعاد السؤال عن شيرين وأحوالها ليلهو بالحديث بقية الطريق، وبعد مسيرة ساعة لم يجدوا في أثنائها مركبة يركبونها أطلوا على بيت ظهر لهم عن بعد بين البساتين، فقال خريستو: «هذا هو الفندق.» فأسرعوا في المسير، وعمد خريستو إلى الركض حتى سبقهما فرأياه وصل إلى الفندق ودخله، فأسرعا نحوه فإذا هو خارج يقلب كفيه من الفشل ويقول: «لم أجد في الفندق أحدا.»

অজানা পৃষ্ঠা