ابتسم شاكر واسترخى في السرير فاتحا ساقيه.
كان لزيت اللوز الممزوج بالكولونيا رائحة ناعمة تشبه الموسيقى الحالمة التي تبعث في الجسم خدرا لذيذا. - الأستاذة كانت بتحب الزيت ده.
أغمض شاكر عينيه وهو يئن بصوت خافت. - الله يا سلام الماساج ده شيء ساحر! - الأستاذة كانت دايما تقول كده.
تقلصت عضلات وجهه فجأة وقال بغضب: الأستاذة، الأستاذة، ما عندكيش غير الأستاذة؟ هي الأستاذة دي ربنا سبحانه إذا كان ربنا موجود؟
انتفضت هنادي في الكرسي وكفت يديها عن الحركة، لم تسمع في حياتها أحدا يتشكك في وجود ربنا سبحانه. - أستغفر الله العظيم يا شاكر بيه. - متأسف يا هنادي أنا مش طبيعي النهارده، يمكن التسمم الغذائي ... - أعمل لك كمان كوباية يانسون؟ - أظن أن التدليك أحسن من اليانسون يا هنادي. - حاضر يا بيه. - إيه حكاية بيه دي؟
ارتجفت يداها وهي تدلك قدميه. - اطلعي فوق شوية يا هنادي، أيوه فوق السمانة ومفاصل الركبة آه، أيوه كده. - انت جواك تعب كتير يا أستاذ شاكر.
شعرت بثقة أكثر بنفسها حين قالت أستاذ بدلا من بيه.
سكبت قطرات الزيت فوق ركبتيه وراحت تدلكهما بحماسة، سمعته يتنهد ويهمس. - أيوه جوايا تعب كتير، الألم في كل جسمي، إنتي خبيرة في الماساج، أكثر من المتخصصين.
أرادت أن تضحك في سرور لكنها ابتسمت وقالت: المتخصصين درسوا الماساج زي ما أنا بادرس الكومبيوتر، كل شيء عاوز علم ودراسة. - برافو عليكي يا هنادي، الفرق بين الدول هو العلم والدراسة. - أيوه أمي دايما تقول كده، ولما أتخرج من المعهد هاشتغل ع الكومبيوتر وأمي تستريح من الشغل، حلم حياتي أن أمي تستريح.
لم يسمع شاكر بيه ما قالته هنادي لأنه كان ينقلب بجسمه فوق وجهه، كاشفا عن ظهره. - سلسلة العمود الفقري عاوزة تدليك قوي جدا يا هنادي. - حاضر يا أستاذ.
অজানা পৃষ্ঠা