دخلت سعدية ومن ورائها ابنتها مدخل العمارة الكبير، البلاط أبيض لامع، الجدران من المرايا، رأت سعدية نفسها في المرآة شبحا أسود اللون، شبشبها البلاستيك يحتك بالبلاط أو البلاط يحتك بشبشبها ، رأت أمامها باب المصعد ففتحته ودخلت من ورائها ابنتها.
أقبل البواب مسرعا، دفعهما خارج المصعد وهو يزعق: الأسانسير عطلان.
بعد لحظة، رأته ينحني ويفتح باب المصعد لرجل طويل مهيب، يرتدي بذلة سوداء وربطة عنق حمراء، اتفضل يا سعادة البيه.
ابتلعت سعدية لعابها المر، وعدتها الأستاذة أن تأتي معها إلى عيادة الدكتور، لن تتركها حتى تطمئن إلى نجاح العملية وسلامة ابنتها، تركتها أمام باب العمارة وانطلقت مع زوجها.
هل ستموت ابنتها في العملية وقد تركتها الأستاذة وحدها؟
تلهث سعدية ومن خلفها ابنتها، يصعدان السلالم إلى الدور السابع، تطرد الهواجس والشكوك، الأستاذة من أطيب الناس، لا تتخلى عنك يا سعدية بعد هذه السنين؟
ترتعش عيناها فوق أسماء الأطباء، أبواب عياداتهم مفتوحة يطل منها الموت. - فين اسم الدكتور؟ - تعرفي القراية أكتر مني يا هنادي.
تبربش ابنتها، تتطلع إلى الأسماء بعينين حمراوين من بين جفونها المتورمة.
في نهاية الممر الطويل، تشير الابنة بإصبع صغيرة مرتعشة إلى باب أبيض مفتوح.
تدخل الأم وابنتها من خلفها، الصالة ملأى بنساء ملابسهن نظيفة أنيقة، تفوح رائحة عطر في الجو، تعثرت سعدية بشبشبها بالسجادة فوق الأرض، أقبل نحوها التمرجي بخطوة متحفزة، لهثت: إحنا من قبل الأستاذة فؤادة وشاكر بيه.
অজানা পৃষ্ঠা