وكلامك يُعرض على الله فلا تحترز " (١).
وقال أبو علي الدقَّاق: " لو كنتم تشترون الكاغد -أي الورق- للحَفَظة لسكتم عن كثير من الكلام " (٢).
وقال مالك بن دينار: " لو أن القوم كُلِّفوا الصحف؛ لأقلوا المنطق " (٣).
وكان مالك بن أنس يعيب كثرة الكلام، ويقول: " لا يوجد إلا في النساء أو الضعفاء " (٤).
وقال الحسن البصري: " يا عجبًا لابن آدم: حافظاه على رأسه، لسانه قلمهما، وريقه مدادهما، وهو بين ذلك يتكلم بما لا يعنيه " (٥).
وقال أيضًا: " ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه " (٦).
وقال ﵀: " لا تستقيم أمانة رجل حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه " (٧).
وقال الفضيل بن عياض: " والله ما يحل لك أن تؤذي كلبًا أو خنزيرًا بغير حق، فكيف تؤذي مسلمًا؟ " (٨).
وقال الإمام تاج الدين السبكي ﵀: (كنت جالسًا بدهليز دارنا، فأقبل كلب، فقلتُ: " اخسأ كلبَ بنَ كلبٍ "، فزجرني الوالدُ من داخل البيت، فقلت: " أليس هو كلب بن كلب؟ " قال: " شرط الجواز عدمُ قصد
(١) " سير أعلام النبلاء " (١١/ ٤٨٧).
(٢) " شرح الأربعين النووية " الحديث رقم (١٥) ص (٥٠) ط. دار الصحابة- طنطا.
(٣) " الحلية " (٢/ ٣٧٥).
(٤) " الآداب الشرعية " لابن مفلح ص (٣٧).
(٥) " الزهد " للإمام أحمد (٤٣).
(٦) " الإحياء " (٣/ ١٢٠).
(٧) " الآداب الشرعية " لابن مفلح ص (٤٠).
(٨) " سير أعلام النبلاء " (٨/ ٤٢٧).