177

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

জনগুলি

الدلالة الثالثة: دوام عذاب النار، وخلود الكافر فيها. قال الخطيب الشربيني ﵀: (في هذه الآيات دلالة على أنّ الجنة مخلوقة، وأنها في جهة عالية، وأن عذاب النار دائم، وأن الكافر فيه مخلد، وأن غيره لا يخلد فيه بمفهوم قوله تعالى: ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المجادلة: ١٧]). (^١) وجه الاستنباط: في قوله تعالى ﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾ لأن المصاحبة تقتضي الملازمة، وقوله ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ يفيد الحصر (^٢)، فدلَّ بمفهومه على خلود الكافرين في النار. (^٣) الدراسة: استنبط الخطيب بدلالة اللازم من الآية أن عذاب النار دائم، لأنه تعالى قال ﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾ أي الملازمون لها ملازمة الصاحب للصاحب والغريم لغريمه. (^٤) قال الشيخ ابن عثيمين: (﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾ أي الملازمون لها؛ ولهذا لا تأتي «أصحاب النار» إلا في الكفار؛ لا تأتي في المؤمنين أبدًا؛ لأن المراد الذين هم مصاحبون لها؛ والمصاحَبُ لابد أن يلازَم من صاحبه؛ وقوله ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ أي ماكثون، والمراد بذلك المكث الدائم الأبدي؛ ودليل ذلك ثلاث آيات في كتاب الله؛ آية في النساء، وآية في الأحزاب، وآية في الجن؛ أما آية النساء فقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ

(^١) السراج المنير (١/ ٦١) (^٢) الحصر هنا بأسلوب تقديم ماحقه التأخير (قصر الصفة على الموصوف). (^٣) ينظر: روح البيان لحقي (١/ ١١٦) (^٤) ينظر: جامع البيان للطبري (١/ ٢٤٨)

1 / 177