50

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

তদারক

-

প্রকাশক

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

الأعمال الصالحة التي تزيد في إيمانكم وازدادوا يقينًا وبصيرة ومعرفة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وقد يقول الناس بعضهم لبعض مثل ذلك في كل فعل يمتد ويحتمل الازدياد فيه، كقولك لرجل يأكل: كل تريد زد أكلك، ولرجل يمشي: امش تريد أسرع في مشيك، ولرجل يصلي أو يقرأ: صل أو أقرأ تريد زد في صلاتك. ولما كان الإيمان له بداية بغير نهاية، والأعمال الصالحة والأقوال الخالصة تزيد المؤمن إيمانًا جاز أن يقال: يا أيها المؤمن آمن، أي: ازدد في إيمانك، ولا يجوز أن يقال ذلك في الأفعال المتناهية التي لا زيادة على نهايتها، كما لا تقول للقائم قم، ولا لرجل رأيته جالسًا اجلس، لأن ذلك فعل قد تناهى فلا مستزاد فيه فهذا يدل على زيادة الإيمان لأنه كلما ازداد بالله علمًا وله طاعة ومنه خوفًا كان ذلك زائدًا في إيمانه"١: وقال أبو عبيد في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ ٢:"فلولا أن هناك موضع مزيد، ما كان لأمره بالإيمان معنى"٣. وقال ابن كثير في تفسيره:"يأمر تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائمه وليس هذا من باب تحصيل الحاصل، بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه كما يقول المؤمن في كل صلاة ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ أي: بصرنا فيه

١ الإبانة لابن بطة (٢/٨٣٤) . ٢ سورة النساء، الآية: ١٣٦. ٣ الإيمان لأبي عبيد (ص ٦٥) .

1 / 59