سألها: ألم ترسمي شيئا جديدا؟
قالت: لا.
سكت لحظة ثم سألها: وماذا ستفعلين الليلة؟
قالت بصوت خافت: لا أدري.
وضع يده في جيبه وأخرج مفتاحا صغيرا. ناوله لها، وهو يقول: هذا مفتاح شقتي بالمقطم، تعالي في أي وقت بعد الثالثة، سأنتظرك. •••
اختفى بسرعة وراء مبنى الكلية الضخم، وظلت هي واقفة في مكانها، أصابعها تلتف حول شيء معدني صغير، رأسه مستدير ناعم يتوسطه ثقب، وذيله له أسنان صغيرة مشرشرة، تحسستها بطرف أصبعها فسرت في جسدها قشعريرة، كحبات الرمل الناعمة الساخنة، تمشي في ذراعيها وتهبط إلى ساقيها ثم تصعد إلى رأسها وتهبط إلى عنقها وذراعيها وتتركز في كفها المتكرر حول ذلك الشيء الصغير.
كأي مفتاح من مفاتيح الأبواب، ولكن تدرك أن الأشياء تتغير بتغير أحاسيسها، ومفتاح معدني صغير قد يصبح فجأة مفتاحا ذريا أو سحريا، يحرك الهواء والضوء من حوله في ذبذبة دائرية، وينفث في الجسد حرارة تسري فوق الجلد كقشعريرة البرودة، ويتمدد فوق الكف ضخما يملأ الكف ويزيد، طويلا بطول الذراع الممدودة، امتداد الشجرة في السماء، أو الأرض المنبسطة الممتدة بامتداد البصر.
أحست قطرات العرق في كفها الساخنة تحت الجسم الصلب وأطراف أصابعها حين لامست سطحه المعدني أصبحت باردة مثلجة. لفته في منديلها الصغير، ووضعته في جيبها، وبخطوتها الواسعة السريعة كوثبات الفهد اجتازت الفناء المزدحم. حاصرتها العيون من كل جانب، فوضعت يدها فوق جيبها لتخفيه، وكأنه قادر على أن يشق بمعدنه السحري منديلها وجيبها ويصبح أمام العيون واضحا ومرئيا كقرص الشمس. •••
ضغطت بيدها فوق جبيها عن غير وعي، واتجهت ناحية باب الكلية، لكنها سمعت صوتا ينادي: بهية.
استدارت ورأت الدكتور علوي أمامها بعينيه الزرقاوين من خلف النظارة البيضاء ومن حوله بعض الزميلات.
অজানা পৃষ্ঠা