ইসলামি সাম্রাজ্য ও পবিত্র স্থানসমূহ
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
জনগুলি
هذه إلمامة سريعة عن صلب المسيح، كما يصور في الأناجيل وفي التواريخ المسيحية. أما الروايات الإسلامية، فتنفي أنه صلب وإن لم تنف ما سبق الصلب، وهي تنفي الصلب بقوله تعالى:
وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما .
ويقول المؤرخون المسلمون إن اليهود ضاقوا ذرعا بالمسيح، فشكوه إلى الحاكم الروماني، فأمر بالقبض عليه، فلم يعثر به الباحثون عنه، وإنما عثروا برجل يشبهه، فساقوه إلى المحاكمة مربوطا في حبل، وجعل اليهود يقولون له: «إن كنت تحيي الموتى أفلا تخلص نفسك من هذا الحبل؟» ثم يوجهون إليه ألوان الأذى والإساءة، فلما صلب ومات استوهبه يوسف النجار من الحاكم الروماني فيلاخوس ودفنه في قبر كان يوسف أعده لنفسه.
ليس المقام هنا مقام تفصيل لصعود عيسى، أكان بجسده أم بروحه، وما وقع على ذلك من خلاف، فنحن إنما سقنا ما تقدم تمهيدا للحديث عن كنيسة القيامة التي أقيمت ذكرا لدفن عيسى في القبر الذي رفع منه إلى الله بعد أن توفاه.
هيكل لادونيس
سبقنا إلى القول - حين حديثنا عن كنيسة المهد ببيت لحم - إن قسطنطين بنى المعبد الأول لذكر الميلاد ببيت لحم بعد وفاة عيسى بثلاثمائة سنة، وإنه بنى هذا المعبد في المكان الذي كان يقوم فيه هيكل لادونيس بناه هادريان، ومثل ما حدث ببيت لحم لكنيسة المهد حدث ببيت المقدس لكنيسة القيامة؛ فقد بنى هادريان عدة مساجد وثنية أثناء حكمه، ومن بين هذه المعابد معبد لأفروديت أو الزهرة ببيت المقدس، وكان بناء هذا المعبد الوثني في سنة 135 ميلادية، فلما تولى قسطنطين إمبراطورية روما ، واعتنق المسيحية بعد ست سنوات من إمبراطوريته، شن حروبا عدة حالفه النصر فيها، وكان يعتقد أن الصليب سبب انتصاره؛ ولذلك عول أن يبحث عن مكان صلب المسيح وعن مكان مولده، واهتدى الباحثون إلى أن مكان المولد كان حيث يقوم هيكل لادونيس، وأن مكان الصلب كان حيث يقوم هيكل أفروديت. أترانا نستنتج من هذا أن هادريان عرف مكان مولد المسيح ومكان صلبه ودفنه، فأقام فيهما هذين الهيكلين ليعفي على آثار المسيحية الناشئة، أم أن الأمر يرجع إلى محض المصادفة؟ يقول الباحثون إنه محال القطع في هذا الأمر برأي يستند إلى سند علمي.
مكان الصلب والدفن
قرر الإمبراطور قسطنطين أن يقيم كنيسة حيث صلب المسيح، ومن حيث صعد إلى السماء، فعهد بالبحث عن مكان الصلب والدفن والصعود إلى القس مكاريوس. وقرر هذا القس أن المكان الذي كلف بالبحث عنه يوجد تحت الهيكل الذي أقامه هادريان للزهرة. وأمر الإمبراطور فهدم الهيكل، فوجد قبرا منقورا في الصخر، وعلى مقربة من هذا القبر إلى ناحية الشرق وجدت صلبان ثلاثة لوحظ أن أحدها يشفي المرضى، فلم يبق شك في أنه هو الذي صلب عليه المسيح، وأن القبر المنحوت في الصخر هو الذي دفن فيه بعد صلبه. وأبلغ هذا الاكتشاف إلى الإمبراطور قسطنطين، فأمر مكاريوس أن يقيم عمائر فخمة في هذا المكان المقدس.
نقف هنيهة قبل الكلام عن عمارة كنيسة القيامة من ذلك العهد، فنذكر أن كثيرين أبدوا الريبة في صحة هذا الاكتشاف الذي أعلنه مكاريوس إلى الإمبراطور، وأن كتبا وبحوثا نشرت للتدليل على هذا الرأي، وليس في إبداء هذا الرأي ولا في نشر تلك البحوث عجب، وقد نشر مثلها في أمر كثير من الأماكن المقدسة في أديان مختلفة، ونشر مثلها في أمر كثيرين من العظماء، ومن يذكر التاريخ أنهم وجهوا العالم في عصرهم وجهة جديدة. فإذا ذكرنا أن مكاريوس بدأ بحثه عن مكان الصلب ومكان الصعود بعد وفاة المسيح بثلاثة قرون، وأن الحرص على تحديد هذين المكانين كالحرص على تحديد مكان مولده عليه السلام، كان أقوى في نفسه من الحرص على الأسانيد العلمية في البحث، التمسنا له ولأمثاله من العذر حسن نيتهم من ناحية، وشدة توقهم لقيام معبد يذكر الناس بهذه الأحداث الجليلة في حياة العالم الروحية من الناحية الأخرى.
أبلغ مكاريوس اكتشافه إلى الإمبراطور قسطنطين، فأمره الإمبراطور أن يقيم عمائر فخمة ذكرا لصلب المسيح وصعوده، وشيدت يومئذ كنيستان: إحداهما فوق القبر، والأخرى حيث وجدت الصلبان الثلاثة، وكانت هذه الثانية أكبر وأفخم. وبين الكنيستين قام مرتفع قيل إنه مرتفع الجلجنة، وسويت الأرض المحيطة بالكنيستين وأحيطت بالأبواب والعمد.
অজানা পৃষ্ঠা