سابعًا: مصنفاته وكتبه:
لا أحسب أحدًا من العلماء كتب لمصنفاته وكتبه القبول عند الأمة -كمًا وكيفًا- كمثل شيخ الإسلام ﵀.
يقول الحافظ الذهبي: "ولقد سارت بتصانيفه الركبان، في فنون العلم وألوانه، لعل تواليفه وفتاويه في الأصول والفروع والزهد واليقين والتوكل والإخلاص وغير ذلك تبلغ ثلاثمائة مجلد، بل أكثر .. " (١).
وقال في موضع آخر: "وما أبعد أن تصانيفه إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلد .. " (٢).
وذكر ﵀ أنه جمع مصنفات شيخ الإسلام فوجدها ألف مصنف، ثم وجد له مصنفات أخرى (٣).
ويقول الحافظ ابن عبد الهادي: "وللشيخ ﵀ من المصنفات والفتاوى والقواعد والأجوبة والرسائل وغير ذلك من الفوائد ما لا ينضبط، ولا أعلم أحدًا من متقدمي الأمة ولا متأخريها جمع مثل ما جمع، ولا صف نحو ما صنف، ولا قريبًا من ذلك، مع أن أكثر تصانيفه إنما أملاها من حفظه، وكثير منها صنفه في الحبس، وليس عنده ما يحتاج إليه من الكتب .. " (٤).
وقال كاتبه ابن رشيق المغربي: "لو أراد الشيخ تقي الدين ﵀ أو
_________
= شذرات الذهب (٨/ ٣٩٦)، جلاء العينين (٣٤)، والحافظ ابن كثير والإمام الذهبي رحمهما الله تعالى ينطبق عليهما ما ذكره الحافظ ابن كثير نفسه حين قال في البداية والنهاية (١٢/ ١١٠) في ترجمة شيخ الحفاظ الخطيب البغدادي: وهو ممن قيل فيه وفي أمثاله:
ما زلت تدأب في التاريخ مجتهدا ... حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا
فهما رحمهما الله ما زالا يدأبان في التراجم وتواريخ الوفيات حتى جاء اليوم الذي أرخوا في، فسبحان من يبقى وجهه ذو الجلال والإكرام.
(١) الذيل على تاريخ الإسلام (٣٢٦).
(٢) العقود الدرية (٢٠) شذرات الذهب (٨/ ١٤٧).
(٣) الرد الوافر (٧٢).
(٤) العقود الدرية (٢١).
1 / 55