ইমামা ওয়া সিয়াসা
الامامة والسياسة
أمركم خيركم في نفسي، فكلكم ورم أنفه إرادة أن يكون هذا الأمر له. وذلك لما رأيتم الدنيا قد أقبلت[ (1) ]. أما والله لتتخذن نضائد[ (2) ]الديباج، وستور الحرير، ولتألمن النوم[ (3) ]على الصفوف الأذربي[ (4) ]، كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان[ (5) ]، والله لأن يقدم أحدكم فضرب عنقه في غير حدث خير له من أن يخوض غمرات الدنيا[ (6) ]. فقال له عبد الرحمن بن عوف: خفض عليك من هذا يرحمك الله، فإن هذا يهيضك[ (7) ]على ما بك، وإنما الناس رجلان: رجل رضي ما صنعت، فرأيه كرأيك، ورجل كره ما صنعت، فأشار عليك برأيه، ما رأينا من صاحبك الذي وليت إلا خيرا، وما زلت صالحا مصلحا، ولا أراك تأسى على شيء من الدنيا فاتك[ (8) ]. قال: أجل، والله ما آسى إلا على ثلاث فعلتهن، ليتني كنت تركتهن، وثلاث تركتهن ليتني فعلتهن، وثلاث ليتني سألت رسول الله عنهن، فأما اللاتي فعلتهن وليتني لم أفعلهن، فليتني تركت بيت علي وإن كان أعلن علي الحرب، وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان هو الأمير وكنت أنا الوزير، وليتني حين أتيت بذي الفجاءة السلمي[ (9) ]أسيرا أني قتلته ذبيحا أو أطلقته نجيحا، ولم أكن أحرقته بالنار. وأما اللاتي تركتهن وليتني كنت فعلتهن، ليتني حين أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا أني قتلته ولم أستحيه، فإني سمعت منه، وأراه لا يرى غيا ولا شرا إلا أعان عليه، وليتني حين بعثت خالد بن الوليد إلى الشام، أني كنت بعثت [ (1) ]العبارة في الطبري: ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل، وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير..
3/429.
[ (2) ]قال المبرد في الكامل: نضائد الديباج، واحدتها نضيدة، وهي الوسادة وما ينضد من المتاع.
[ (3) ]في الطبري: وتألموا الاضطجاع.
[ (4) ]كذا بالأصل والكامل للمبرد، وفي الطبري: الأذري نسبة إلى أذربيجان من بلاد العجم.
[ (5) ]السعدان: نبت كثير الحسك تأكله الإبل فتسمن عليه.
[ (6) ]زيد عند المبرد والطبري: يا هادي الطريق جرت، إنما هو والله الفجر أو البجر.
[ (7) ]قال المبرد: قوله يهيضك مأخوذ من قولهم: هيض العظم إذا جبر ثم أصابه شيء يعنته فأذاه، كسره ثانية أو لم يكسره، وأكثر ما يستعمل في كسره ثانية.
[ (8) ]الخبر إلى هنا في الكامل للمبرد 1/11. وانظر العقد الفريد 4/268 وإعجاز القرآن (ص 116) .
[ (9) ]وكان الفجاءة قد أتى أبا بكر وادعى أمامه الإسلام وطلب إليه جهاد المرتدين، فحمله وأعطاه سلاحا فأخذ يشن غاراته على المسلمين أينما توجه. ولما أمكنت أبا بكر الفرصة منه وأمسك به أحرقه بالنار مقموطا.
পৃষ্ঠা ৩৬