ইমামা ওয়া সিয়াসা

ইবনে কুতাইবা d. 276 AH
162

أحل لكم أن تضعوا سيوفكم على عواتقكم، تضربون بها هامات الناس، وتسفكون دماءهم؟!إن هذا لهو الخسران المبين. قال: فتنادوا لا تخاطبوهم ولا تكلموهم، تهيئوا للقاء الحرب [ (1) ]، الرواح الرواح إلى الجنة.

قتل الخوارج

قال: فرجع علي، فعبأ أصحابه فجعل على الميمنة حجر بن عدي، وعلى الميسرة شيث بن ربعي، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري، وعلى الرجالة أبا قتادة، وعلى أهل المدينة وهم ثمان مائة[ (2) ]رجل من الصحابة قيس بن سعد بن عبادة، ووقف علي في القلب في مضر. قال: ثم رفع لهم راية أمان مع أبي أيوب الأنصاري، فناداهم أبو أيوب: من جاء منكم إلى هذه الراية فهو آمن، ومن دخل المصر فهو آمن، ومن انصرف إلى العراق، وخرج من هذه الجماعة فهو آمن، فإنه لا حاجة لنا في سفك دمائكم[ (3) ]، قال: وقدم الخيل دون الرجالة، وصف الناس صفين وراء الخيل، وصف الرماة صفا أمام صف، وقال لأصحابه:

كفوا عنهم حتى يبدءوكم. قال: وأقبلت الخوارج حتى إذا دنوا من الناس نادوا:

لا حكم إلا لله، ثم نادوا: الرواح الرواح إلى الجنة. قال: وشدوا على أصحاب علي شدة رجل واحدة، والخيل أمام الرجال، فاستقبلت الرماة وجوههم بالنبل، فخمدوا.

قال الثعلبي: لقد رأيت الخوارج حين استقبلتهم الرماح والنبل كأنهم معز اتقت المطر بقرونها، ثم عطفت الخيل عليهم من الميمنة والميسرة، ونهض علي في القلب بالسيوف والرماح، فلا والله ما لبثوا فواقا[ (4) ]حتى صرعهم الله، كأنما قيل لهم موتوا فماتوا[ (5) ]. قال: وأخذ علي ما كان في عسكرهم من كل [ (1) ]في الطبري: للقاء الرب.

[ (2) ]في الطبري: سبعمائة أو ثمانمائة رجل.

[ (3) ]بعد نداء أبي أيوب انصرفت طائفة منهم إلى الدسكرة وطائفة إلى الكوفة وجماعة إلى علي، وكانوا أربعة آلاف. وبقي مع عبد الله بن وهب منهم ألفان وثمانمائة رجل. (الطبري 5/86 ابن الأثير 2/406 فتوح ابن الأعثم 4/125) .

[ (4) ]الفواق مقدار حلب الناقة أو البقرة أو نحوهما.

[ (5) ]لم يفلت منهم إلا تسعة نفر: هرب منهم رجلان إلى خراسان ورجلان إلى اليمن ورجلان إلى بلاد الجزيرة وصار رجل إلى تل موزن. (شرح نهج البلاغة-ابن الأعثم) .

পৃষ্ঠা ১৬৯