214

القضاة.

ثم قال عليه السلام : أخبروني لو كان الناس كلهم كالذين تريدون زهادا لا حاجة لهم في متاع غيرهم ، فعلى من يصدق بكفارة الأيمان والنذور والصدقات من فرض الذهب والفضة والتمر والزبيب وسائر ما أوجب فيه الزكاة من الإبل والبقر والغنم وغير ذلك؟ اذا كان الأمر كما تقولون لا ينبغي لأحد أن يحبس شيئا من عرض الدنيا إلا قدمه وإن كان به خصاصة ، فبئس ما ذهبتم فيه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل ، وردكم إياها بجهالتكم وترككم النظر في غرائب القرآن من الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه والأمر والنهي.

واخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليهما السلام حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه الله عز وجل اسمه ذلك ، وكان يقول الحق ويعمل به ، ثم لم نجد الله عز وجل عاب عليه ذلك ولا أحد من المؤمنين ، وداود النبي قبله في ملكه وشدة سلطانه.

ثم يوسف النبي عليه السلام حيث قال لملك مصر : اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ، فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها الى اليمين ، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم وكان يقول الحق ويعمل به ، ثم لم نجد احدا عاب عليه ذلك.

فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عز وجل للمؤمنين ، اقتصروا على أمر الله ونهيه ، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به ، وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله تبارك وتعالى ، وكونوا في طلب علم ناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه ، وما أحله الله فيه مما حرم فإنه أقرب لكم من الله ، وأبعد

পৃষ্ঠা ২১৭