145

وأفضل كل علم ، يقول الصادق عليه السلام : أفضل العبادة العلم بالله (1).

وليس للسمع في تلك القواعد والاصول مدخل ، لأن التقليد في العقليات لا يصح عند أرباب العقول.

بلى قد يجيء النقل دليل ولكنه من الارشاد الى حكم العقل ، أو الاشارة الى الفطرة كما في قوله تعالى : « أفي الله شك فاطر السموات والأرض » (2) وأمثاله من القرآن المجيد ، فإن هذه الآية الكريمة لم تحملك على القول بالوجود حتما ، بل لفتتك إليه من جهة الأثر ومشاهدته.

فاذا جاء عن الرسول وعترته أدلة على هذه الاصول فما كلامهم في هذا إلا إرشاد الى حكم العقل ، فإنهم ما زالوا يدلون على العقل ويهدون الى دلالته ، وهذا الصادق نفسه يقول : العقل دليل المؤمن ، ويقول : دعامة الانسان العقل ، ويقول : لا يفلح من لا يعقل (3)، ولو قرأت ما أملاه الكاظم عليه السلام على هشام بن الحكم في شأن العقل والعقلاء (4) لعرفت كيف عرفوا حقيقة العقل ، ودلوا عليه وحثوا على الاستضاءة بنوره.

ولقد جاء في كلامهم الشيء الكثير من الاستدلال على هذه الاصول ، وهذا نهج البلاغة قد جمع من البراهين ما أبهر العقول وحير الألباب ، كما جمعت كتب الحديث والكلام كثيرا من تلك الحجج ، ومن تلك الكتب احتجاج الطبرسي ، واصول الكافي ، وتوحيد الصدوق ، والأول والثاني من البحار ، وفي كتبه الاخرى التي يترجم فيها الأئمة عليهم السلام ويذكر كلامهم طي

পৃষ্ঠা ১৪৮