سِيَاق الذَّم وَكَذَلِكَ قَول قوم شُعَيْب ﴿إِنَّك لأَنْت الْحَلِيم الرشيد﴾ أَي السَّفِيه الْجَاهِل لوُقُوعه فِي سِيَاق الْإِنْكَار عَلَيْهِ
وَكَذَلِكَ ﴿إِنَّا أَطعْنَا سادتنا وكبراءنا﴾ لوُقُوعه فِي سِيَاق ذمهم بإضلال الأتباع
وَأما مَا يصلح للأمرين فَيدل على المُرَاد بِهِ السِّيَاق كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَإنَّك لعلى خلق عَظِيم﴾ أَرَادَ بِهِ عَظِيما فِي حسنه وشرفه لوُقُوع ذَلِك فِي سِيَاق الْمَدْح وَقَوله ﴿إِنَّكُم لتقولون قولا عَظِيما﴾ أَرَادَ بِهِ عَظِيما فِي قبحه لوُقُوع ذَلِك فِي سِيَاق الذَّم
وَكَذَلِكَ صِفَات الرب المحتملة للمعاني المتعددة تحمل فِي كل سِيَاق على مَا يَلِيق بِهِ كَقَوْلِه ﴿إِن ذَلِك فِي كتاب إِن ذَلِك على الله يسير﴾ تمدح بسهولة فِي قدرته وَكَذَلِكَ قَوْله ﴿ذَلِك حشر علينا يسير﴾
وَأما قَوْله ﴿فَسَوف نصليه نَارا وَكَانَ ذَلِك على الله يَسِيرا﴾ وَقَوله ﴿يُضَاعف لَهَا الْعَذَاب ضعفين وَكَانَ ذَلِك على الله يَسِيرا﴾ فَإِن المُرَاد فِي هَاتين الْآيَتَيْنِ احتقار المعذب وعنته وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك لِأَن من هان عَلَيْك