قلت(1): وبه يندرج الإمام الأعظم في سلك التابعين، فإنه قد رأى أنسا - رضي الله عنه - وغيره من الصحابة على ما ذكره الشيخ الجزري(2) في ((أسماء رجال القراء))، والتوربشتي في ((تحفة المسترشدين))(3)، وصاحب ((كشف الكشاف))(4) في (سورة المؤمنين)، وصاحب ((مرآة الجنان))(5) ، وغيرهم من العلماء المتبحرين، فمن نفى عنه أنه تابعي فإما من التتبع القاصر، أو التعصب الفاتر. انتهى.
وقد نقله عنه محمد أكرم بن عبد الرحمن(1) في ((إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر))، وأقره))(2).
و((في ((الخيرات الحسان)) في (الفصل السادس): صح كما قاله الذهبي: إنه رأى أنس بن مالك وهو صغير، وفي رواية: مرارا، وكان يخضب بالحمرة، وأكثر المحدثين على أن التابعي من لقي الصحابي وإن لم يصحبه، وصححه النووي كابن الصلاح، وجاء من طرق أنه روى عن أنس - رضي الله عنه - أحاديث ثلاثة، لكن قال أئمة الحديث: مدارها على من اتهمه الأئمة بالأحاديث.
وفي ((فتاوى شيخ الإسلام ابن حجر)): إنه أدرك جماعة من الصحابة كانوا بالكوفة، لأن مولده بها سنة (ثمانين)، فهو من طبقة التابعين، ولم يثبت ذلك لأحد من أئمة الأمصار المعاصرين له، كالأوزاعي بالشام، والحمادين بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالمدينة، والليث بن سعد(3) بمصر. انتهى كلام الحافظ. فهو من أعيان التابعين الذين شملهم قوله تعالى: {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضواعنه}(4). انتهى(5).
الاختلاف في طبقته:
পৃষ্ঠা ৩৪