سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من طين مسمومة عند ربك للمسرفين) * (1) وتلا (عليه السلام) * (فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * (2). قال: وخرجت المخدرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مكشفات الرؤوس وإذا الأطفال يبكون ويصرخون فلا يلتفت أحد، فلما بصر الباقر (عليه السلام) ضرب بيده إلى الخيط فجمعه في كفه فسكنت الزلزلة ثم أخذ بيدي والناس لا يرونه وخرجنا من المسجد فإذا قوم قد اجتمعوا على باب حانوت الحداد وهم خلق كثير يقولون: ما سمعتم في مثل هذه المدرة (3) من الهمهمة، فقال بعضهم: بلى همهمة كثيرة. وقال آخرون: بلى والله صوت وكلام وصياح كثير ولكنا والله لم نقف على الكلام. قال جابر: فنظر الباقر (عليه السلام) إلى قصتهم ثم قال: يا جابر هذا دأبنا ودأبهم في كل عصر، إذا بطروا وبشروا وتمردوا وبغوا أرعبناهم وخوفناهم فإذا ارتدعوا وإلا أذن الله في خسفهم.
قال جابر: يا بن رسول الله فما هذا الخيط الذي فيه الأعجوبة؟ قال: هذه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إلينا، يا جابر: إن لنا عند الله منزلة ومكانا رفيعا ولولا نحن لم يخلق الله أرضا ولا سماء ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا برا ولا بحرا ولا سهلا ولا جبلا ولا رطبا ولا يابسا ولا حلوا ولا مرا ولا ماء ولا نباتا ولا شجرا، واخترعنا الله من نور ذاته، ولا يقاس بنا بشر، بنا أنقذكم الله عز وجل وبنا هداكم ونحن والله دللناكم على ربكم فقفوا عند أمرنا ونهينا ولا تردوا كلما ورد عليكم منا فإنا أكبر وأجل وأعظم وأرفع من جميع ما يرد عليكم، ما فهمتموه فاحمدوا الله عليه وما جهلتموه فكلوا أمره إلينا وقولوا: أئمتنا أعلم بما قالوا. قال: ثم استقبله أمير المدينة راكبا وحواليه حراسه وهم ينادون في الناس:
معاشر الناس احضروا إلى ابن رسول الله علي بن الحسين وتقربوا إلى الله عز وجل به لعل الله يصرف به عنكم العذاب، فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر (عليه السلام) تبادروا نحوه وقالوا له: يا بن رسول الله أما ترى ما نزل بأمة جدك محمد، هلكوا وفنوا عن آخرهم، أين أبوك حتى نسأله أن يخرج إلى المسجد ونتقرب به إلى الله ليرفع به عن أمة جدك هذا البلاء؟ قال لهم محمد بن علي (عليه السلام): يفعل الله ما يشاء أصلحوا من أنفسكم وعليكم بالتوبة والتضرع والورع والنهي عما أنتم عليه فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون. قال جابر: فأتينا علي بن الحسين وهو
পৃষ্ঠা ৩৯