إذا عرف الإنسان أخبار من مضى ... توهمته قد عاش من أول الدهر ولعمري إنه عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، فكيف من هو عين الرحمة، والعروة الوثقى والعصمة، من كشف الله تعالىبه عن الوجود الغمة، وصرف بوجوده عن الأمة الهلاك بالسنة والنقمة، وتمت باتباعه النعمة، وعمت بحديثه وإسماعه الخيرات الجمة، سيد الأولين والآخرين، وسند المتقدمين والمتأخرين، والتعرض لهذا فوز [ينبئ بمحبة]، معلن بقصد التقرب والقربة، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره، والمحب مع محبوبه، في علوه وفخره، ممن يخوله المسامحة في تقصيره، وترك المشاححة في كثير من أموره، عملا بقوله تعالى المتلو بألسنتكم وقلوبكم:
{وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم}.
وقال رسول رب العالمين: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين)).
وقد انتدب لجمع مغازيه وسيرته وسائر أيامه، مما يرشد
পৃষ্ঠা ২৮