فارسا فلقيه أمير من أمراء الحطى يقال له زلن حش في خمسين فارسا البسين آلة الحرب ومعه من العسكر للراكبين الخيل "عرب" عالم كبير فكان مشهورا بالقوة والشجاعة فاقتتل الفريقان أعظم قتال وأشده. فقتل الله اللعين ونصر المسلمين نصرا مؤزرا وغنموا غنائم عظيمة.
فجمع الحطى أمحرة ونزل إلى بلاد المسلمين فلقيه أمير اسمه محمد في ستة فرسان ونحو ألف راجل فقاتلوا قتالأ عظيما استشهد فيه الأمير محمد ومن معه ولم يسلم منهم سوى فارس واحد فجرد الحطى أميرا يقال له باروا فلقيه سعد الدين بنفسه ومعه الفقهاء والفقراء والفالحون وجميع أهل البلاد وقد تحالفوا جميعا على الموت, فكانت بينهما وقعة شنيعة استشهد فيها من المشايخ الصلحاء أربعمائة شيخ كل شيخ منهم له كازو تحت يده من الفقراء المساكين عدد عظيم فاستمر القتل في المسلمين حتى هلك أكثرهم وانكسر من بقى ومر سعد الدين على وجهه وأمحرة في إثره يتبعه حتى التجأ إلى جزيرة زيلع في وسط البحر فحصروه بها ومنعوه الماء إلى أن دلهم من ال يتقى الله على الوصول إليه فلما وصلوا إليه قاتلهم فأصيب في جبهته بعد فقده الماء ثلاثة أيام فخر إلى الأرض فطعنوه فمات - رحمه الله - وهو يتشهد ويضحك وذلك في سنة خمس وثماني مائة وقد ملك نحوا من ثالثين سنة وكان رجال صالحا.
وفى أيامه مات جده على بن صبر الدين في سجن الحطى بعد ما قام مسجونا نحو الثالثين سنة ولما قتل سعد الدين ضعف المسلمون بموته واستولى الحطى وقومه أمحرة على البلاد وسكنوها وبنوا بها
পৃষ্ঠা ৯০