على ولده مال أصفح فإنه كان أعز ولده عنده وكان هو القائم بأمر الدولة وتدبير الأمور وتزايد مع ذلك حنقه على حق الدين وبغضه إياه الأ أن ضرورة الحال اقتضت كفه عنه لعجزه عن مقاومته فتأدب حق الدين مع جده وأقره على والية أوفات فأمده عند ذلك بمال حمله إليهه وسار حق الدين بمن معه عن أوفات: وأخرج معه أيضأ أهلها بعيالاتهم ونزل أرض شوه وبنى هناك مدينة سماها وحل: وأنزل بها أهل أوفات وجعلها دار مملكة فتلاشت من حينئذ مدينة أوفات وأضيعت حتى خربت وكان حق الدين هذا أول من خالف من أهل بيته على الحطي ملك أمحرة من الحبشة الكفرة وخرج عن طاعته. وهو أول من استبد منهم بالأمر وما زال يحارب الخطي وعساكره ويأسر منهم ويغنم إلى أن مات الخطى سيف أرعد.
وقام من بعده بأمر الحبشة ابنه الحطي داود وهو داود بن سيف أرعد فاستمر حق الدين على محاربته إياه - والله يؤيده بنصره - على أمحرة بحيث إنه كانت لهم فيهم بضع وعشرون واقعة في مدة تسع سنين آخرها أنه سار إليهم وقاتلهم قتالأ شديدا استشهد فيه سنة ست وسبعين وسبعمائة في أرض شوة ولم يوجد مع القتلى, وكان مدة سلطته نحو عشر سنين, وكان شجاعا مقداما قوى النفس عجولا مهابا.
وقام من بعده أخوه سعد الدين أبو البركات محمد بن على بن صير الدين محمد ولخوى بن منصور بن عمر ولشمع فمضى على سيرة أخيه حق الدين في جهاد أمحرة الكفرة لكن بتؤدة وسياسة حسنة فكثرت عساكره وتعددت غاراته واتسعت مملكته. فقاتل مرة في اثنين
পৃষ্ঠা ৮৮