40
إلى الأثيوبيين النبلاء، من أجل وليمة، فتبعته جميع الآلهة، لكنه سيعود إلى أوليمبوس في اليوم الثاني عشر، وعندئذ أذهب إلى بيته ذي العتبة البرونزية وأمسك بركبتيه متوسلة، إنني لأعتقد أنني سوف أحظى برضاه.»
وما إن قالت هذا، حتى انصرفت وتركته حيث كان، يملأ الغضب قلبه من أجل الفتاة الجميلة الإزار التي أخذوها منه عنوة بالرغم منه!
استرداد الحسناء «بريسيس»
في تلك الأثناء كان «أوديسيوس» وجماعته وابنة الكاهن قد بلغوا «خروسي» ومعهم الذبيحة المقدسة من مائة ثور. فلما صاروا الآن داخل المرفأ العميق، طووا الشراع، وحفظوه في السفينة السوداء، وخفضوا الصاري إلى قاع المركب وجعلوه بسرعة في مستوى الدعامة، وجذفوا بالسفينة بواسطة المجاذيف إلى مكان الرسو. وبعد ذلك ألقوا أحجار المرساة وثبتوا حبال كوثلها، وذهبوا هم أنفسهم إلى شاطئ البحر. وفي الحال أحضروا ذبيحة المائة ثور لأبولو، الذي يضرب من بعيد، كما أسرعوا بإنزال ابنة خروسيس من السفينة ماخرة البحار. ثم قادها أوديسيوس الكثير الحيل إلى المذبح، ووضعها بين ذراعي أبيها العزيز، وقال له: «أي خروسيس، إن أجاممنون، ملك البشر، قد أوفدني إليك لأحضر لك ابنتك، أقدم لأبولو ذبيحة مقدسة من مائة ثور بالنيابة عن «الدانيين»، حتى يمكننا بواسطتها أن نسترضي الرب الذي جلب على أهل «أرجوس» الويلات والأحزان.»
قال هذا ووضعها بين ذراعيه، فأمسك الكاهن بابنته العزيزة فرحا، ولكنهم أسرعوا ليقدموا الذبيحة المقدسة من مائة ثور حول المذبح الراسخ البنيان، من أجل الرب، وبعد ذلك غسلوا أيديهم، والتقطوا حبات الشعير. عندئذ رفع خروسيس يديه وصلى بصوت مرتفع من أجلهم قائلا: «استمع لي، يا صاحب القوس الفضية، يا من تشرف على «خروسي» و«كيلا المقدسة»، ومن تحكم جزيرة «تينيدوس». كما سبق أن أصغيت إلي عندما صليت، وشرفتني، وأنزلت ضرباتك شديدة على جيش الآخيين، الآن أيضا حقق لي رغبتي هذه: أبعد الوباء البغيض عن الدانيين.»
تكلم هكذا في صلاته فسمعه الإله أبولو. وبعد أن صلى القوم ونثروا حبات الشعير، شدوا أولا رءوس الذبائح إلى الوراء، وذبحوها وسلخوها، ثم قطعوا الأفخاذ وغطوها بطبقتين من الدهن، ووضعوا عليها لحما نيئا. فأحرقها الرجل العجوز فوق أعواد من الخشب، وسكب عليها سكيبة من الخمر الملتهبة، وإلى جواره كان الشبان يمسكون في أيديهم المذاري ذات الشعب الخمس. غير أنه عندما احترقت قطع الأفخاذ عن آخرها، وتذوقوا الأجزاء الداخلية، قطعوا الباقي وشووه في السفود بعناية ثم أخرجوه كله من السفود. ولما انتهوا من عملهم وأعدوا الوليمة، أكلوا كفايتهم من المائدة الحافلة، ولكن عندما ولت عنهم الرغبة في الطعام والشراب، ملأ الشبان الكئوس حتى حافتها بالشراب وداروا بها على الجميع، ساكبين أولا قطرات في كئوسهم كسكيبة. وهكذا سعوا اليوم كله إلى إرضاء الرب بالغناء، منشدين أغنية النصر الجميلة، ورتل الآخيون مديح الرب الذي يضرب من بعيد، فابتهج قلبه وهو يستمع إليهم.
بيد أنه عندما غربت الشمس وساد الظلام، رقدوا ليستريحوا إلى جوار حبال كوثل السفينة، وما كاد الفجر الباكر ذو الأنامل الوردية يظهر ، حتى أقلعوا صوب معسكر الآخيين الواسع. فأرسل إليهم أبولو، الذي يضرب من بعيد، ريحا مواتية، فأقاموا الصاري ونشروا الشراع الأبيض؛ ومن ثم ملأت الريح بطن الشراع، وراحت الموجة الدكناء تغني عاليا حول جؤجؤ السفينة، وهي تشق طريقها بسرعة فوق الموج. ولما بلغوا معسكر الآخيين الفسيح، سحبوا السفينة السوداء فوق الشاطئ، إلى علو فوق الرمال، ووضعوا تحتها صفا من الدعامات الطويلة، وتفرقوا هم وسط الأكواخ والسفن.
ولكن ابن بيليوس المنحدر من السماء، أخيل، السريع القدمين، ظل يجتر غضبه بجوار سفنه السريعة، ولم يتقدم على الإطلاق إلى مكان الحشد، حيث يفوز الرجال بالمجد، ولا إلى الحرب قط، بل اعتزم في نفسه أن يظل عاطلا، يتلكأ حيث هو، رغم أنه كان يتوق إلى صيحة الحرب وإلى القتال.
فوق جبل أوليمبوس
অজানা পৃষ্ঠা