إهداء
إلى كل أب
كن لابنتك أبا وصديقا وسندا قبل أن تكون ممولا لاحتياجاتها؛ فهي تحتاج لحضنك قبل مالك، وتحتاج للإحساس بالأمان معك لا للخوف منك، لا تخجل من أن تظهر لها حبك؛ فذلك هو أهم وأقوى حب في حياتها لتكون قوية في مواجهة الحياة.
المقدمة
إلى كل أب قبل أن تفكر في خطوة الانفصال عن زوجتك، فكر أولا في تداعيات ذلك على أولادك، ولا بد أن تفرق بين انفصالك عن زوجتك وحق أولادك؛ فلا تحرمهم من عطفك وحنانك واهتمامك ووجودك في حياتهم، ولا من مالك؛ فهم ليسوا مسئولين عن سوء اختيارك، لكنك مسئول عن نشأتهم أسوياء.
الجزء الأول
أبي العزيز، لا أعلم كيف أبدأ رسالتي إليك - التي ربما تكون الأخيرة حيث لم يعد أمامي الكثير - ولكني أعلم لم قررت أن أكتبها الآن لك؛ لأريح قلبي من عبء ثقيل يرزح تحته ويثقله، وأنا أحب أن أتخلص من أعباء القلب في تلك المرحلة، كما أني أردت أن أطلب منك أن تسامحني على سوء الظن بك حينا، وعلى فورات الغضب التي كانت تجتاحني عندما كنت مراهقة غضوبة، فكنت أخاصمك لفترات طويلة، وكنت أحملك مسئولية كل الكوارث التي تقع لي.
لكني الآن وأنا أجلس بمفردي بهدوء بعد مرور سنوات عديدة على كل شيء صرت أرى الصورة بشكل أوضح؛ لذا قررت أن أرسل لك رسالتي تلك؛ لأوضح لك الكثير، وأستوضح منك كل شيء.
الحب الأول
دعنا نبدأ من البداية تماما لا أعلم متى أحببتك، هل عندما تكونت كجنين في بطن أمي؟ أم قبلها عندما كنت مجرد روح؟ أم بعد ميلادي؟ لا أعلم لكن كل ما أعلمه أني كنت دوما أحبك، لا بل أعشقك، وكنت مدللتك التي لا ترفض لها طلبا أبدا. كنت صغيرة جدا يا أبي، لكني ما زلت أتذكر عندما تعود من عملك متعبا وتخلع جاكيت البدلة والحذاء فأسرع لأرتديهما، وبالطبع كان جاكيت البدلة أكبر مني بعشرات المرات، وكذلك الحذاء، لكنك كنت تضحك أنت وإخوتي عندما أقول: «أنا بابا أنا كبيرة»، ثم تمسكني بيدك لتمنعني من السقوط بعد تعثري في هذا الحذاء الكبير، فكنت أشعر أن تلك اليد الكبيرة ستحميني دوما من السقوط.
অজানা পৃষ্ঠা