لم أجبه ولم أعره اهتماما، فقال أحمد غاضبا: عيب يا عصام! الآنسة نهلة محترمة ومش زي اللي إنت تعرفهم. - هو أنا قلت حاجة؟ أنا بس عايز أتعرف عشان أغير نمط الناس اللي أعرفهم، ولا إيه رأيك يا آنسة؟
فقلت بغضب: هو احنا مش هنخلص من موال كل يوم دا؟ - اشمعنى أحمد؟ - لأنه محترم وبيتكلم في حدود الشغل وبس. - قصدك إني مش محترم؟ - افهمها زي ما أنت عايز! - دي آخر مرة هتشوفي وشي أو هاكلمك فيها.
خرج غاضبا وظننته سيعود ككل مرة، لكنه فعلا انقطع عن المكتب، لا أعلم لم شعرت بالضيق، يبدو أني اعتدت على مشاكساته واهتمامه بي الذي كان يسعدني، لكني لم أفكر في تغيير موقفي أو حتى الاعتذار له. وسألتني لبنى زميلتي بفضول: صحيح إنتي طردتي عصام وهزأتيه؟ - لبنى كبري دماغك وسيبيني أشتغل. - يا بنتي دا خبر الموسم في الشركة نهلة اللي طرقعت للدنجوان، عملتيها ازاي يا جبارة! دا كل البنات بتتمنى رضاه ونظرة بس منه. - لأنهم هايفين، أنا لا شايفاه دنجوان ولا حاجة، دا بهلوان بيتنطط في كل حتة شوية وبيضحك على كل بنت بكلمتين، ودي واضحة جدا، دا عمره ما حب حد غير نفسه وبس. - لأ دا انتي باين عليكي مش سهلة، وأنا اللي كنت فاكراكي عبيطة، دا أنا لازم أتعلم منك. - يبقى هتفضلي خايبة وقاعدة جنبي. - طبعا هافضل جنبك، يمكن يجي ويشوفني ويتكلم معايا وأنول رضاه. - هبلة.
غاب عصام وشعرت بفراغ، وأصبحت حياتي روتينية مرة أخرى، وقلت لنفسي: «أفيقي من أوهامك، أنت مجرد دمية جديدة لم يلعب بمثلها من قبل ويريدها بشدة، وبعد فترة سيملها.»
ذات يوم أثناء انتهاء عملي وقبل توجهي لركوب أتوبيس الشركة سمعت صوتا يناديني. - نهلة.
التفت فوجدته أكمل أخي الأصغر - من زوجة أبي - فدهشت لأنه لم تكن بيننا صلات قوية، بل علاقة رسمية ليس أكثر، حيث ربتهم أمهم على أننا أعداؤهم الذين نتربص بهم لننقض على مال أبي ونحرمهم منه؛ لذا تعجبت كيف عرف مكان عملي ولم جاء، فذهبت إليه ملهوفة وقلت: أكمل؟ فيه إيه؟ بابا كويس؟ - أه متخافيش. - أمال جاي ليه؟ - عايزك في موضوع مهم. - بس الأتوبيس هيفوتني والمكان هنا مقطوع. - تعالي معايا عربيتي هاوصلك وندردش في السكة. - أكمل طريقي غير طريقك، خليني أروح ونبقى نتكلم في التليفون، هات رقمك.
فجذبني من يدي بقوة وقال: يالا يا بنتي اركبي بلاش رغي كتير، دا كلام ما ينفعش في تليفونات، أمال أنا جاي ليه كل المشوار دا؟
في تلك الأثناء رآه عصام وهو يجذبني من يدي فقال بحدة: فيه إيه، بتشدها كده ليه، وانت مين؟
ذهلت من دفاع عصام عني فقلت له: مافيش حاجة يا أستاذ عصام، دا أكمل أخويا وجاي ياخدني. - أنا آسف يا أستاذ أكمل، افتكرتك حد بيضايقها.
فقال أكمل ببرود: وانت بقى البودي جارد بتاعها؟
অজানা পৃষ্ঠা