إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال PageV0MP001
إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال تأليف العلامة علاء الدين مغلطاي ابن قليج بن عبد الله البكچري الحنفي (689: 762 ه) تحقيق أبي عبد الرحمن أبي محمد عادل بن محمد أسام ء بن إبراهيم المجلد الأول الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنشر PageV0MP003
جميع حقوق الطبع محفوظة للناشر لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب أو إعادة طبعة أو تصويره أو اختزان مادته العلمية بأي صورة دون موافقة كتابية من الناشر.
الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر خلف 60 ش راتب حدائق شبرا ت: 4307526 - 2055688 - القاهرة اسم الكتاب: إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال تأليف: العلامة علاء الدين مغلطاي تحقيق: عادل بن محمد وأسام ء بن إبراهيم رقم الايداع: 17637 / 2000 م الترقيم الدولي: 2 - 16 - 5704 - 977 الطبعة: الأولى سنة النشر: 1422 ه - 1 200 م طباعة: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر PageV0MP004
بسم الله الرحمن الرحيم PageV0MP005
كلمة الناشر الحمد لله حمدا لا ينبغي إلا له... سبحانه له الحمد والشكر، والصلاة والسلام على سيد الخلق وإمام الأنبياء الحق سيدنا ونبينا محمد (ص) وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين وبعد...
من دواعي السرور والاغتباط وانشراح القلب أن تستمر مسيرة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر في خدمة كتاب الله تبارك وتعالى، وسنة نبيه * * * * * فبعد أن شرفنا في العام السابق بإصدار الموسوعة الفقهية الكبرى التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد للإمام الحافظ ابن عبد البر، مرتبا على الأبواب الفقهية للموطأ ومحققا تحقيقا علميا على عدة نسخ خطية. ونحمد الله على نعمه أن لاقى قبول واستحسان طلبة العلم وثناء العلماء، فها نحن بحمده - سبحانه وتعالى - نستهل عامنا الحادي والعشرين ونقدم إلى جماعة الأمة الإسلامية هذه الموسوعة العلمية الضخمة اكمال تهذيب الكمال في علم تراجم رجال الحديث الشريف والتي تحوي أكثر من خمسة آلاف ترجمة يصدر في (اثنا عشر مجلدا).
والكتاب كنز من كنوز تراث الأمة الخالد، ولذا فإن اخراجه بين أيدي العلماء والباحثين يفتح آفاقا رحبة للبحث العلمي والاستزادة من العلم، ولا شك أنه يمثل إضافة جديدة إلى المكتبة الحديثية. PageV0MP007
والفاروق الحديثة للطباعة والنشر إيمانا منها بأهمية وخطورة العمل في التراث أن تمتد إليه أيد العابثين، فقد قامت بإسناد وتحقيق الكتاب إلى من تثق في أمانتهما العلمية وخبراتهما العلمية وهما الأخوين الكريمين: عادل بن محمد حفظه الله و أسامة بن إبراهيم حفظه الله واللذان لم يدخرا جهدا في إتمام العمل وإخراجه إلى عالم المطبوعات فالله يجزيهما خيرا، وأسأله أن يبارك في عملنا هذا وأن يتقبله عنده، ويمنحه القبول عند الناس فما رآه المسلمون حسنا فهو حسن والحمد لله رب العالمين.
الناشر PageV0MP008
مقدمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون).
والحمد لله الذي لا يؤدى شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة منه توجب على مؤدى ما حتى نعمه بأدائها: نعمة حادثة يجب عليه شكره بها، ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته، الذي هو كما وصف نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه، أحمده حمدا كما ينبغي لكرم وجهه عز وجل وأستعينه استعانة من لا حول له ولا قوة إلا به، وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه، وأستغفره لما أزلفت وأخرت، استغفار من يقر بعبوديته، ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحدا من أمته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمه الله وبركاته، وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلا عن من أرسل إليه فإنه أنقذنا به من الهلكة وجعلنا في خير أمة أخرجت للناس دائنين بدينه الذي
পৃষ্ঠা ৯
ارتضى واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه. فلم تمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت، نلقى بها حظا من دين ودنيا أو دفع بها عنا مكروه فيهما أو في واحد منهما: إلا ومحمد * * * * * سببها، القائد إلى خيرها، والهادي إلى رشدها، الزائد عن الهلكة وموارد السوء في خلاف الرشد المنبه للأسباب التي تورد الهلكة القائم بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها . فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد.
فنسأل الله المبتدئ لنا بنعمة قبل استحقاقها، المديمها علينا مع تقصيرنا في الإتيان على ما أوجب به من شكره بها، الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس، أن يرزقنا فهما في كتابه، ثم سنة نبيه، وقولا وعملا يؤدي به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيدة (1).
وبعد،، فهذا التراث الضخم الذي آل إلينا من أسلافنا جدير بأن نقف أمامه وقفة الإكبار والإجلال، ثم نسمو برؤوسنا في اعتزاز وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء لأنه جزء أصيل من كيان الأمة ووجودها.
والوعي بالتراث أمر ضروري لحياة الأمة، وهو يجعلها تطل من خلاله على واقعها المعاصر بعين البصيرة الواعية التي تبني حاضرها على أسس سليمة، ودعائم راسخة من تطلعات الحاضر، وعراقة الماضي.
PageV0MP010
ولذا بذل الاستعمار وأعوانه - وما زالوا - محاولاتهم لصرف الأمة عن تراثها ونبذه وراء ظهرها، تمهيدا لهدم هذا الصرح العظيم إيذانا بضياع هذه الأمة.
وقد منيت هذه الثروة بنكبات وكوارث وعواد عبر العصور أتت على مئات الآلاف بل الملايين منها تلفا وإحراقا وضياعا.
ومن منا لا يتذكر حادثة هولاكو وجنوده الذين صنعوا من الكتب جسرا يعبرون عليه نهر دجلة.
هذا إلى جانب ما أحرقه الصليبيون - أحرقهم الله - في حملاتهم المسعورة على البلاد الإسلامية، فقد قدر بعض المؤرخين ما أتلفه الصليبيون في طرابلس وحدها بثلاثة ملايين مجلد.
هذا بالإضافة إلى ما نهب وسرق من قبل المستشرقين والدول الاستعمارية في العصور الأخيرة.
وحسبنا في تقدير ما أصاب تراثنا المخطوط من تلف وضياع أننا نفتقد اليوم أسماء قدر كبير من المؤلفات القيمة التي تطالعنا أسمائها في تراجم العلماء والأدباء، وفي المصادر التي تعنى برصد حركة التأليف: كالفهرست لابن النديم، وكشف الظنون وذيوله، ومفتاح دار السعادة، وكتب برامج العلماء، حيث لا نقف في هذه المصادر إلا على مجرد الاسم فقط ولا نجد له أثرا في الواقع بعد البحث والتحري في مظانها. PageV0MP011
هذا فضلا عن الكتب التي لم يبقى منها سوى أشلاء مبعثرة وهي في حالة تدمي القلب وتصيب الانسان بالحسرة على مجد هذه الأمة الضائع.
وعلى الرغم من ذلك فما بقي من هذا التراث، والذي هو أمانة بين أيدي الأمة الآن، يعد مفخرة لأمتنا، ويعبر عن مدى عناية علماء الأمة - طوال عصورها - بهذا التراث.
بيد أن الضعف الذي أصاب الأمة في هذه الأيام قد انعكس على هذا التراث بما ينذر بضياع البقية الباقية منه إن لم تداركه أيدي المصلحون ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ويرجع اختيارنا لكتاب (إكمال تهذيب الكمال) للعلامة مغلطاي رحمه الله إلى عدة أسباب.
أولا: بحكم التخصص في هذا المجال الذي هو الحديث الشريف وعلومه، منذ أكثر من عشرين عاما، فهو من أهم العلوم الشرعية وأكثرها تولجا في العلوم منه استمدت مناهجها وبأدواته واصطلاحاته قام بنيانها، ولذلك كثر وهم العاطلين منه والمخلين، وازداد المتمكنون منه صوابا ولقيت مصنفاتهم كل عناية وترحيب.
فهو بحق جدير بأن تفنى فيه الأعمار ويبذل في سبيل تحصيله الغالي والنفيس.
والله نسأل أن يزيدنا استبصارا به وتبحرا فيه، وعملا بمقتضاه إنه نعم المسؤول. PageV0MP012
ثانيا: ما زال المسلمون يتطلعون إلى بناء الموسوعة الشاملة للحديث النبوي الشريف والتي يتم خلالها تجميع كتب السنة وإعادة ضبط ما يحتاج منها على أصوله الخطية، والحكم على حال نصوصها من الصحة والضعف وفق أقوال أهل العلم ومناهجهم، ولن يتأتى هذا إلا من خلال تجميع كتب الرجال ضمن موسوعة واحدة قيمة يتم خلالها تجميع كل ما قيل في الراوي من أقوال الجرح والتعديل وبما يعين الباحثين على الوصول إلى حالة في الرواية.
وهذا لن يتأتى إلا بدراسة مصطلحات وألفاظ كل إمام على حدة حيث إن كل إمام يعد مدرسة مستقلة في هذا الجانب.
وكتاب (الإكمال) للعلامة مغلطاي بما يحويه من فوائد وتجميعات لهذه الألفاظ وتحليلات لها ومعلومات قيمة تشمل كل جوانب ترجمة الراوي بما تجعله بحق خزانة علم بحق وحلقة هامة لا يستغني عنه في أي مشروع يخص رجال الحديث النبوي الشريف.
وكيف لا وقد بنى الحافظ ابن حجر كتاب (تهذيب التهذيب) على كتاب مغلطاي حذو القذة بالقذة، واستخلص معظم مادته العلمية منه، حتى إنه ليتابعه في كثير من الأوهام مع دعوى الحافظ أنه سيحرر ويعود إلى الأصول، إلا أن واقع الكتاب يشهد أن الحافظ لم يفعل هذا إلا في القليل النادر. PageV0MP013
وقد أفصحنا عن شئ من هذا في مواضع عديدة من الكتاب.
وكذا استفاد منه سبط ابن العجمي في كتابه (نهاية السول في رواة الستة الأصول) وهو ما زال في حيز المخطوط.
ولا يتصور أحد أن في كتاب ابن حجر غناء عن كتاب مغلطاي فمن طالع الكتابين علم الفارق بينهما، وهو كالفارق بين الهجان والهجين، والأصيل والدهين.
ولا ينقضي عجبي كيف يظل كتاب مغلطاي حبيس دور الكتب إلى هذه الأعصار المتأخرة، في حين يطبع كتاب ابن حجر (تهذيب التهذيب) عشرات الطبعات بما يملأ أرجاء العالم الإسلامي، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، والأعمال بالنيات.
وكذا الحال بالنسبة لكتاب (الكمال) للحافظ عبد الغني بن سعيد المقدسي الذي هو أصل الأصول، فما زال الكتاب في حيز المخطوط.
وقد كان هذا هو حال كتاب (تهذيب الكمال) للعلامة المزي إلى عهد قريب تداركته العناية الإلهية فطبع بعناية الدكتور / بشار عواد.
وكتاب (إكمال تهذيب الكمال) مع غزارة مادته العلمية وما بذله العلامة مغلطاي من مجهودات في تجميع هذه المادة واستخراجها من بطون مئات من المراجع النادرة، والتي لم تتوافر لكثير من أهل العلم في عصره. PageV0MP014
إلا أن العلامة مغلطاي تناكر في هذا الكتاب وذلك بخروجه وتجاوزه حدود الأدب مع شيخه العلامة الحافظ المزي وإطلاق لسانه فيه حتى وصل به الحال أن رماه بالجهل وقلة العلم واغتراره بمن حوله من صغار الطلبة.
لقد أظهر المصنف تجاه شيخه المزي وتلميذه الذهبي حقدا دفينا كشف به عن سوءاته وما يضمره لهذين العالمين من ضغينة دفعته إلى استعمال سوء الأدب معهما والتعصب والتشغيب في الردود عليهما بما لا يليق بعالم مثله. وهذا أسوأ ما في الكتاب، ولعل بشأن صنيعه هذا أحمد الله ذكره، وأخر العناية بكتبه حتى عصرنا الحاضر فالله يعفو عنه ويسامحه.
وقد آثرنا أن يكون الكلام عن الكتاب، ومنهج المصنف وما يؤخذ عليه في فصل مستقل حتى تجتمع الفائدة وتكتمل، فانظره عقب ترجمة المصنف إن شاء الله.
وقبل أن أختم هذه الافتتاحية أحب أن أؤكد أننا لم ندخر وسعا في ضبط مادة الكتاب وهذا مبلغ علمنا وغاية جهدنا، فمن وقف فيه على تقصير أو خلل أو غير ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر إخوانه في ذلك متطولا، وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا، أو يبلغنا إياه شاكرين له، فالتقصير من الأوصاف البشرية، وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية، فهو الذي وسع كل شئ علما، وأحصى مخلوقاته عينا، واسما. PageV0MP015
وقديما قال الإمام مسلم في كتابه التمييز (1): (فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا وإن كان من أحفظ الناس وأشدهم توقيا وإتقانا لما يحفظ وينقل إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله) أ. ه.
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا زللنا، وأن يبارك في علمنا هذا ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به أهل العلم وطلابه وأن يجزل مثوبة علمائنا، وأن يتجاوز عما أخطأوا فيه، وأن يرزقنا حسن الأدب معهم والحمد لله رب العالمين.
المحققان
PageV0MP016
ترجمة المصنف (*) اسمه ونسبه:
هو العلامة المحدث أبو عبد الله علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحكري التركي الأصل مصري النشأة.
وسماه القاضي تقي الدين الحنفي كما في (طبقات الحنفية):
محمد مغلطاي.
وقال برهان الدين العمادي: علاء الدين على مغلطاي (1).
ومغلطاي بضم الميم وإسكان الغين وفتح اللام كذا عند الأكثرين.
ويقال: بضم الميم وفتح الغين واسكان اللام، ورجحه خير الدين الزركلي في (الأعلام) وقيل غير ذلك.
وقليج بضم القاف بجيم آخره مصفرا، وقيل
PageV0MP017
بكسر القاف آخره حاء مهملة (1).
ووقع في (لسان الميزان) بفاء في أوله كذا في جميع الأصول الخطية غير أن الحافظ ابن حجر ذكره في (الدرر) بقاف وجيم البكجري بفتح الموحدة وسكون الكاف وفتح الجيم كذا في (ذيل لب اللباب) نقلا عن الداودي (2).
مولده:
ذكر الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة) قال: وكان مغلطاي يذكر أن مولده سنة 689 ه، ولما سأله العراقي عن مولده قال: سنة 689 ه.
وقيل بعد سنة 690 حكاه ابن حجر عن الصفوي (3)، وكذا ذكره الشوكاني (4).
وقيل: في سنة 690 حزم به ابن رافع كما في (النجوم الزاهرة).
شيوخه: بحكم نشأة العلامة مغلطاي في مصر، ومقامه بالقاهرة التي كانت في ذاك الوقت عامرة بالعلماء والحفاظ مما أتاح له الفرصة للقاء العديد من مشاهير الحفاظ والفقهاء منهم:
PageV0MP018
(1) الإمام الفقيه المحدث محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد قاضي الدار المصرية المتوفى سنة 702 ه.
وشكك جماعة من الحفاظ، كالعراقي وابن حجر في سماعة المصنف منه، وتأتي مناقشة هذه القضية عند حكاية أقوال أهل العلم في المصنف.
(2) الإمام الحافظ العلمية أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي المتوفى سنة 705 ه وهو من أشهر مشايخه ويحكى عنه كثيرا في كتابه هذا.
(3) نور الدين علي بن نصر الله بن عمر القرشي المصري الشافعي المعروف بأبي الحسن بن الصواف المتوفى سنة 712 ه راوي (سنن النسائي)، وذكر مغلطاي أنه سمع منه أربعين حديثا من (سنن النسائي)، وكان ذلك سنة 712 ه، كما في (لحظ الألحاظ) قد شكك الحافظ العراقي في سماعه منه كما يأتي بيانه.
(4) الحسن بن عمر بن عيسى بن خليل أبو علي الكردي نزيل الجزيرة بمصر المتوفى سنة 720 ه.
ذكره ابن حجر في (الدرر الكامنة).
(5) شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني المعروف بابن تيمية.
كذا ذكره المصنف عند ترجمة زهرة غير منسوب من هذا PageV0MP019
الكتاب، ونعته بقوله: شيخنا.
(6) الإمام الحافظ الفقيه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد اليعمري المعروف بابن سيد الناس المتوفى سنة 734 ه.
كذا ذكره ابن حجر، وغير واحد في شيوخ المصنف وهو أشهر من تخرج بهم كما ذكر ابن فهد في (لحظ الألحاظ) (1).
(7) الإمام الفقيه علي بن عبد الكافي بن تمام أبو الحسن السبكي المتوفى سنة 756 ه.
ذكره ابن حجر (2) وغيره.
(8) الحافظ أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحنفي المعروف بابن الشحنة المتوفى سنة 730 ه.
ذكره ابن فهد في (لحظ الألحاظ) (3).
(9) الإمام العلامة الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف أبو الحجاج المزي، المتوفى سنة 742 ه.
فقد نعته المصنف في تقدمة كتابه هذا بقوله: شيخنا.
هؤلاء أشهر شيوخ المصنف الذين حمل عنهم العلم اقتصرنا عليهم، لصعوبة الحصر في هذا الباب، وخاصة أن المصنف من المكثرين عن الشيوخ، والحمد لله.
PageV0MP020
تلاميذه: لقد نال العلامة مغلطاي بسبب كثرة علمه وسعة اطلاعه شهرة وذاع صيته، مما دفع كثيرا من نبهاء الطلبة إلى التوجه إليه والإقبال على دروسه، فكان أشهر من تتلمذ عليه وتخرج به:
1 - الإمام الفقيه أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي المذهب المعروف بابن الملقن توفى عام 804 ه.
لازم المصنف ملازمة شديدة، وتخرج به وقد نسج كثير من مصنفاته على منوال مصنفات شيخه (1).
2 - العلامة الفقيه سراج الدين عمر بن رسلان الكناني الشافعي المعروف بالبلقيني مات سنة 805 ه (2).
3 - الإمام الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين بن عبد الرحمن المعروف بالعراقي مات سنة 806 ه (3).
4 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد، أبو محمد الحنفي الكناني مات سنة 803 ه.
ذكر الحافظ السخاوي أنه تخرج بالحافظ مغلطاي (4).
5 - عبد الله بن مغلطاي بن قليج ابن المصنف مات سنة 791 ه (5).
PageV0MP021
آراء العلماء فيه:
مع ما وصل إليه العلامة مغلطاي من علم، وما نال من مناصب مرموقة كانت جديرة أن يصون نفسه عن المهاوي التي تعترض طريق أهل العلم، فدفعته شهوة الاستكثار من السماع إلى إدعاء ما ليس عنده مما عرضه لسياط أهل العلم ولدغاتهم وهم في ذلك معذورون، لأن من أظهر سوءا عامله العلماء بسوء وإن كانت نيته حسنة.
فقد تورط المصنف في أمور - لو صحت - فهي مفسدة للعدالة وبعضها ينبئ عن تدني مستوى كفاءته العلمية - كما يأتي بيانه -.
كما أدى إطلاق المصنف لسانه في مشايخه وأقرانه من علماء عصره إلى تصدي العلماء له وتتبع زلاته وكشفها ومن جذب ذيول الناس جذبوا ذيله، فالله يعفو عنا وعنه.
ما ورد في الثناء عليه:
وصفه الحافظ ابن حجر بالإمام العلامة (1)، وقال: انتهت إليه رئاسة الحديث في زمانه (2)، وفي مقدمة (تهذيب التهذيب) (3) وصفه بأنه شيخ الشيوخ.
وقال الحافظ ابن فهد المكي (4): العلامة الحافظ المحدث المشهور.
PageV0MP022
وسئل الحافظ العراقي (1) عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ: مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني، فأجاب بأن مغلطاي أوسعهم حفظا.
وفي (ذيل البر) (2) وصفه أبو زرعة ابن العراقي بأنه صاحب التصانيف المشهورة، بأنه شيخ المحدثين.
وفي (حسن المحاضرة) (3): قال الحافظ السيوطي: كان عارفا بفنون الحديث.
ما نسب إلى العلامة مغلطاي من تجاوزات ومناقشة ذلك:
ومن أشد ما شنعوا به عليه إدعاؤه السماع من أبي الحسن الصواف الإمام راوي (سنن النسائي) وابن دقيق العيد وغيرهما.
قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) (4):
قال شيخنا العراقي: وسألته عن أول سماعه، فقال: رحلت قبل السبعمائة إلى الشام. فقلت: فهل سمعت بها شيئا؟ قال:
سمعت شعرا ثم أدعى أنه سمع علي أبي الحسن بن الصواف راوي النسائي. فسألته عن ذلك، فقال: سمعت عليه أربعين حديثا من النسائي انتقاء نور الدين الهاشمي بقراءته، ثم أخرج بعد مدة جزءا منتقى من النسائي بخطه ليس عليه طبقة لا بخطه ولا بخط غيره.
PageV0MP023
فذكر أنه قرأه بنفسه سنة اثنتي عشرة على ابن الصواف، يعني سنة موته.
وقال العراقي: وادعى أن الفخر بن البخاري أجاز له، وصار يتتبع ما كان خرج عنه بواسطة، فيكشط الواسطة ويكتب فوق الكشط: أنبأنا.
وقد قال في هذا الجزء: سمعت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد يقول،. بمدرسة الكاملية، سنة اثنتين وسبعمائة: قال رسول الله * * * * *: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) قال العراقي: فذكرت ذلك للسبكي فقال: إن الشيخ تقي الدين ضعف في آخر سنة إحدى وسبعمائة، وتحول إلى بستان خارج باب الخرق فأقام به إلى أن مات في صفر سنة اثنتين وسبعمائة.
قال: ثم ذكر لي مغلطاي أنه وجد له سماعا على الشيخ تقي الدين في جزء حديثين فسألته عنه فقال: من سنن الكجي فقلت له:
من كتب الطبقة ؟ فقال: الشيخ تقي الدين نفسه. فسألته أن أقف عليه فوعد، فوجدته بعد بخزانة كتبه الظاهرية. فطلبته منه فتعلل.
ثم وقفت في تركته على سنن أبي مسلم الكجي وفيه سماعه لشئ منه على بنت الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد (1) أ. ه.
وهذه هولة عظيمة لمغلطاي، كان أجدر به، - وهو العالم - أن ينأى بنفسه عن مثل هذه المزالق التي أضرت به وأذهبت ببركة علمه وهي ثناء الناس عليه في محياه ومماته. فالله يعفو عنا وعنه.
PageV0MP024
وفي (لحظ الألحاظ) (1) قال ابن فهد: وكان أول سماعه الصحيح للحديث في سنة سبع عشرة وسبعمائة، غير أنه ادعى السماع من جماعة قدماء ماتوا قبل هذا كالدمياطي، وابن الصواف، ووزيرة ابنة المنجا، وتكلم فيه الجهابذة من الحفاظ، لأجل ذلك ببراهين واضحة قد تقدم بعضها فالله تعالى يغفر لنا وله.
ا. ه.
وذكر ما سبق أن سقناه عن العراقي.
وفي (اللسان) - أيضا -: وصنف (الواضح المبين فيمن استشهد من المحبين) فعثر منه الشيخ صلاح الدين العلائي على كلام ذكره في أوائله ما غرر به القاضي موفق الدين الحنبلي، فعزره ومنع الكتبيين من بيع ذلك الكتاب.
وقد أفصح ابن العماد في (الشذرات) (2) عن هذا الأمر، فقال:
فلما كان في سنة خمس وأربعين وقف له العلائي لما رحل إلى القاهرة على كتاب جمعه في (العشق) تعرض فيه لذكر الصديقة عائشة - رضي الله تعالى عنها - فأنكر عليه ذلك، ورفع أمره إلى الموفق الحنبلي، فاعتقله بعد أن عزره، فانتصر له ابن البابا وخلصه.
ومع وضوح الأمر إلا أن هذا لم يكن كافيا عند الشيخ الكوثري (3) - الحنقي المتعصب - فأخذ يرغي ويزبد ويلقي بالتهم
PageV0MP025
جزافا فأصاب كثير من أفاضل أهل العلم من حيث يدري أو لا يدري.
وادعى أن ما حكاه أهل العلم ليس فيه حجة صريحة، بل هو ظن ومناحرة بين الأقران، وغالب ما ذكره الكوثري في الدفاع عن المصنف من مغالطاته المعهودة، فهو يسقط كل القواعد والأعراف إذا كان الأمر متعلقا بأحد بني مذهبه، حتى ولو أدى الأمر إلى الإطاحة برؤوس الكثير من أهل العلم.
وكتابه (تأنيب الخطيب) شاهد عيان على ذلك، وقد قيض الله تبارك وتعالى له أحد أفذاذ علماء العصر وهو العلامة المعلمي اليماني - رحمه الله - فألقمه حجرا، ورد سهمه في نحره، وذلك في كتابه الماتع المسمى (بالتنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل).
فجزاه الله عن الاسلام وعلمائه خيرا.
ومع وضوح التهم فهذا لا يدفعنا إلى إهدار أعمال الرجل، لما تحويه من علم وفوائد واسعة في النقل لا يستغني عنها طالب علم، مع الاحتراز والتثبت فيما يحكيه، لأنه قليل التحرير والتدقيق.
قال الحافظ زين الدين بن رجب (1): كان عارفا بالأنساب، معرفة جيدة، وأما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة.
وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (2): وقرأ عليه في الجزء
PageV0MP026
الذي خرجه لنفسه، وفيه أوهام شنيعة مع صغر حجمه، وكذلك رأيت ردا عليه في هوامشه للحافظ أبي الحسن بن أيبك.
وقال: وعمل في فن الحديث (إصلاح ابن الصلاح) فيه تعقبات على ابن الصلاح أكثرها غير وارد وناشئ عن وهم، أو سوء فهم.
وقال: كتبه كثيرة الفائدة على أوهام له فيها ا. ه.
وما قاله الحافظان ابن رجب، وابن حجر واضح لكل من طالع كتب المصنف، ككتابه في (التعليق على سنن ابن ماجة)، وكتابه في (المختلف فيهم من الصحابة) وهذا الكتاب موضوع التحقيق وبأدنى تأمل، فهو واسع النقل قليل التحرير شديد التعصب على أهل العلم. عكس ما ذهب إليه الشيخ الكوثري الذي اتهم الحافظ ابن فهد زورا وبهتانا أنه لم يطالع كتب المصنف، ودليله على ذلك أن الحافظ ابن فهد لم يذكر ضمن مؤلفات المصنف كتاب (إكمال تهذيب الكمال)، وهذا عجيب من الشيخ! فالكتاب ذكره ابن فهد ضمن مؤلفات المصنف، كما في (لحظ الألحاظ) (1)، والذي علق عليه الشيخ ونفس الموضع بقوله: وكتاب ذيل به على تهذيب الكمال للمزي.
فعلق الكوثري بقوله: وهو المسمى بالإكمال!.
فهل يا ترى غفل الكوثري عن هذا؟ أم أن الهوى غلب عليه؟!
وقد عقدنا فصلا خاصا لدراسة كتابه (الإكمال) الذي هو محل
PageV0MP027
التحقيق، فانظره في هذه الافتتاحية إن شاء الله.
وفاة المصنف:
اتفق العلماء أن وفاته كانت في شعبان سنة 762 ه، زاد ابن العماد والسيوطي (1) أن ذلك كان في الرابع عشر من شعبان، إلا ما كان من الحافظ ابن حجر حيث ذكر في (اللسان) (2): أن وفاته كانت في الرابع والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة، وهو خلاف ما ذكره في (الدرر الكامنة) (3) موافقا لجماعة العلماء.
وذكر محقق كتاب (الدرر الكامنة) الأستاذ / محمد سيد جاد الحق أن المقريزي صحح في (خططه) أن وفاته كانت سنة 732 ه. والثابت عن المقريزي ما قاله الجماعة، والله أعلم.
وكانت وفاته - كما ذكر ابن فهد وغيره - في المهدية خارج باب زويلة من القاهرة بحارة حلب ودفن بالريدانية، وتقدم للصلاة عليه القاضي عز الدين بن جماعة.
رحمه الله تعالى وغفر له، وجزاه خيرا على ما قدم من علم نافع.
PageV0MP028
أهم مؤلفات المصنف (1) كتاب (إكمال تهذيب الكمال) وهو موضوع التحقيق.
(2) (الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء) مخطوط. ينقل عنه كثير في كتابه السابق.
(3) (الإعلام بسنته عليه السلام) مطبوع. شرح لسنن ابن ماجة.
(4) (الإبانة عن المختلف فيهم من الصحابة) مخطوط. ولم يتمه ونسبه إليه السيوطي في ذيل التذكرة (1) وغير واحد.
(5) (إصلاح بن الصلاح) وهو نكت على كتاب علوم الحديث لابن الصلاح. ذكره له الحافظ ابن حجر في كتابه (النكت) والسخاوي في (الإعلان بالتوضيح) (1).
(6) (الاستدراك على تحفة الأشراف) ذكره ابن حجر في (اللسان).
(7) (ترتيب بيان الوهم والإيهام) لابن القطان. ذكره ابن حجر في (اللسان).
(8) ترتيب زوائد ابن حبان على الصحيحين). ذكره ابن حجر وابن فهد (لحظ الألحاظ) (3).
PageV0MP029
(9) (الواضح المبين في ذكر من استشهد من المحبين). ذكره ابن حجر في (اللسان) وغير واحد، وبسبب هذا الكتاب تعرض له العلائي، وتعرض لمحن حتى خلصه بعض أهل العلم كما سبق بيانه.
هذا أهم ما للمصنف من مؤلفات، وإلا فقد استوعب كثير من المترجمين له معظم مؤلفاته فلتنظر. PageV0MP030
كتاب (الإكمال) وأهميته وكتاب الإكمال أصله كتاب (الكمال) لحافظ عبد الغني بن سعيد أبو محمد المقدسي (ت: 600 ه) الذي كان محط أنظار الباحثين ومحل عنايتهم، إلى أن قام الإمام جمال الدين المزي حافظ العصر في وقته فعمل عليه تهذيب يعتبر من أجود ما صنف في هذا الفن وقد صار فيما بعد حكما بين المختصين في هذا العلم وإليه المرجع عند الخلاف.
وقد كان من اهتمام العلماء به واحتفائهم أن كثرت عليه الاختصارات مثل كتاب (تذهيب التهذيب) و (الكاشف) وهما للحافظ الذهبي، وكتاب (التكميل) للحافظ ابن كثير.
وهو كعامة كتب المتأخرين بداية من القرن الخامس مرورا بعصر المؤلف تتميز بالجمع والترتيب والاستدراكات والشرح.
فقد كان جل همهم استفراغ ما دون في كتب المتقدمين من معلومات ومحاولة الزيادة والاستدراك عليها فجاءت كتبهم حافلة بالمعلومات والاستدراك.
ثم جاء كتاب العلامة مغلطاي - رحمه الله - ذكر في افتتاحية كتابه أنه بدأ في تأليفه عام 744 ه. وأكمل تأليفه في مثل حجم الأصل. PageV0MP031
وذكر الحافظ ابن فهد (لحظ الألحاظ) (1) أنه يقع (2) في أربعة عشر مجلدا اختصر منه ما اعترض به على الحافظ المزي في مجلدين ثم في مجلد لطيف.
وفي مقدمة (تعجيل المنفعة) (3) أنه اختصره في قدر النصف، ثم في مجلد اقتصر فيه على التعقيبات، وذكر أنه وقف عليه بخطه.
ومن خلال دراستنا للكتاب وعملنا فيه فقد تبين أن الكتاب ملئ بالفوائد الهامة، بقدر ما فيه من أوهام وتشغيب كما وصفه الحافظ أبو زرعة العراقي - رحمه الله - في كتابه (ذيل العبر) (1 / 70) ومن الممكن أن نجمل أهم ما يميزه في الآتي: - أولا: استدراك بعض التراجم التي غفل عنها المزي - بزعمه - وهي على شرط كتابه (التهذيب) ولازمة له.
وهي على قلة عددها إلا أن الكثير منها لا يلزم المزي بل هي وهم من المصنف.
مثل: إسماعيل بن عمرو البجلي الذي زعم أن مسلما أخرج له فاستدركه على المزي، ووهم في ذلك كما نبه عليه ابن حجر وبين أنه تصحيف من إسماعيل بن عمر الواسطي.
ومثل إسماعيل بن قعنب الذي لم يتفطن له المصنف وأنه نسبه
PageV0MP032
إلى جده وهو إسماعيل بن مسلمة بن قعنب ترجم له المزي في هذا الموضع.
وانظر - أيضا - إسماعيل بن زرارة، وإسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي وغير ذلك كثير ممكن الاطلاع عليه في ثنايا الكتاب.
ثانيا: من أهم ما يميز الكتاب أنه حفظ لنا مادة لروايات في الجرح والتعديل انعدم وجودها الآن بين الناس كرواية أبي جعفر البغدادي عن أحمد، ورواية الغلابي عن يحيى بن معين ونحو ذلك، وكذا النقل عن كثير من مصادر العلم المفقودة الآن ككتب الرشاطي، وكتب الزبير بن بكار وكتاب (الوفيات) لابن قانع، وكتاب (التعريف بصحيح التاريخ) لأحمد بن أبي خالد وتاريخ القراب.
وغير ذلك من الكتب النافعة والتي انتهت من عالمنا الآن فرحم الله المصنف وجزاه خيرا.
ثالثا: قام باستدراك كثير من أقوال الجرح والتعديل لم يتعرض المزي لذكرها.
وغالب هذه الأقوال عن المتأخرين، وكثير ممن ذكر إما من المتساهلين كابن شاهين والحاكم، أو لا يعبأ به في هذا العلم كابن حزم، أو غير المدققين كأبي إسحاق الصريفيني.
رابعا: نعم احتوى الكتاب على نقولات كثيرة من الأهمية بمكان ذكرها وخاصة ما ينقله عن كبار الأئمة كابن المديني وابن معين PageV0MP033
وغيرهما في إتيان السماعات ونفيها مثل ما فعل في ترجمة الحسن البصري، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وكذا التيمي.
وغير ذلك كثير.
ولكن يعيب المصنف أنه ينقل بلا تحرير، ولا يهتم بثبوت هذه الأقوال عن أصحابها، وهذه آفة من آفات الكتاب، ويأتي مزيد بيان بهذا الصدد عند الحديث عن المآخذ على منهج المصنف.
التنبيه على الرواة الذين أخرج لهم أصحاب الصحاح كابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وابن الجارود في كتابه المنتقى وغير هؤلاء إشارة منه إلى أن هذا التخريج فيه نوع توثيق من أصحاب هذه الكتب للراوي المترجم.
خامسا: هذا بالإضافة إلى ما اشتمل عليه الكتاب من تعقبات ومآخذ نجملها في الآتي:
أ - التعقب على المزي والاستدراك عليه في أنساب الرواة وهذا أهم ما يميز الكاتب قد برع العلامة مغلطاي في هذا الفن وتعقباته تشهد له بالنبوغ فيه وقد شهد له كثير من أهل العلم بالتضلع في هذا الفن من العلم. انظر على سبيل المثال، ترجمة:
الحارث بن حسان بن كلدة، والحارث بن عمرو السهمي، والحارث العقيلي وغير ذلك.
ب - تعقب المزي في إغفاله لبعض من أخرج لصاحب الترجمة من أصحاب الكتب الستة مع ثبوت روايتهم عنه. PageV0MP034
وقد اعتمد العلامة مغلطاي في كثير من هذه التعقبات على أبي إسحاق الصريفيني وغالبها وهم كما سبق أن أشرنا إليه.
ج - تصويب وإتمام كثير من النصوص التي نقلها المزي بالمعنى أو اضطر إلى أخذها بالوسائط لعدم وجود الأصل.
د - اهتمام المصنف بالتمييز بين الراوي صاحب الترجمة وما يظن أنه شكل معه. وقد توسع المصنف في هذا الجانب، والكثير منه لا يلزم المزي.
كانت هذه أهم أنواع التعقبات التي تعقب بها المصنف على المزي.
ولقد كان له - أيضا بعض المآخذ نجملها في الآتي: - (1) أنكر المصنف على المزي اهتمامه بذكر أسانيده إلى الرواة المترجمين من قبيل العلو والموافقة والأبدال وغير ذلك، وقد وصل في إنكاره إلى حد الشطط حيث قال في ترجمة سعيد بن بشر الأنصاري: لقد ضاق ذرعي وسئمت من تكرار هذا القول، ولولا تورطي في هذه العجالة التي أكتبها إلى هذا الموضوع لكنت تركت إتمامها.
وفي موضع آخر ترجمة زيد بن خراجة بن أبي زهير نظم شعرا حول هذا المعنى:
أبا الحجاج قد صعد الثريا كلامي إذ نزلت إلى الحضيض بلغت به المدى لما تعبنا وصابرت الهاد كالمريض وجئت بقول أهل العلم طرا تشغلك أنباء السند العريض PageV0MP035
وقد جعل المصنف هذا الأمر ديدنه على طول الكتاب (1) مع أن هذا لا يعاب المزي به كما نبه الحافظ ابن حجر (2) ولكنه لم يحرك ساكنا تجاه هذه التطاولات ومر عليها مرور الكرام فالله يغفر للمصنف ولعلماء المسلمين.
(2) الانكار على المزي محاولة استيعاب شيوخ و تلاميذ الراوي المترجم وأن الإحاطة بهذا الباب متعذرة، وهذا أعظم ما في الكتاب، فمن العجب أن يستنكر عليه، ولا يخفى على كل مشتغل بالحديث ضرورة هذا الأمر إذ بغيره يتعذر تعيين كثير من رواة الأسانيد كما أنه مفيدا سلفا في معرفة اتصال الأسانيد، بل الكثير من أهل العلم كانوا يودون لو توسع المزي أكثر من هذا، وما قام به المزي يعد عملا رائعا يعجز عن القيام به الجمهرة من أهل العلم، ولا يقدر عليه الآن سوى جهاز الحاسب الألي (الكمبيوتر) فجزاه الله خيرا وأجزل له الثواب.
هذه أهم المآخذ التي أخذها المصنف على كتاب المزي وهي كما ترى لا تصلح أن تكون مآخذا.
أما باقي المآخذ، والتي تعرض لها المصنف في مقدمة كتابه
PageV0MP036
كزعمه أن المزي لم يكن دقيقا في بعض نقوله عن العلماء ونحو ذلك، فهذا لا يسلم منه كتاب ولم ينج منه عالم حتى المصنف نفسه وقد نبهنا على الكثير من أوهام المصنف، فانظره في الفصل الآتي إن شاء الله تعالى. PageV0MP037
منهج المصنف في كتابه يتلخص منهج المصنف في كتابه في الخطوات الآتية:
(1) يذكر عنوان الترجمة كنص الحافظ المزي ثم يتوجه عليه بما يراه من تعقبات أو زيادات يراها هامة.
وكثير من هذا لا يسلم فيه للمصنف إلا ما ذكره في باب الأنساب فقيه فوائد جمعة.
وقد اعتنى كثيرا بضبط الأسماء وذكر الكنى وإن تعددت، وكذا استفاض في تحرير النسب وقد حرص المصنف على التدليل على كل ما يقول مع الرجوع إلى المصادر الأصلية ما أمكن.
(2) حرص المصنف على تجميع أكبر قدر ما أمكن من المادة العلمية والتي تفيد في حال الراوي جرحا أو تعديلا.
ودفعه هذا إلى النزول كثيرا إلى كتب المتأخرين واللجوء إلى من لا يعول عليه في هذا الباب كالجاحظ وغيره من أهل البدع، وكذا الاعتماد على المتساهلين كابن شاهين والحاكم والصريفيني ونحوهم.
ويأتي مزيد شرح وتوضيح عند الحديث عن أوهام المصنف في كتابه. PageV0MP038
(3) حرص المصنف على التنبيه على الرواة الذين أخرج لهم أصحاب الصحاح كابن خزيمة، وابن حبان والحاكم، وكذا ابن الجارود في كتابه (المنتقى)، والضياء في كتابه (المختارة) إشارة منه إلى أن هذا التخريج فيه نوع توثيق من أصحاب هذه الكتب للراوي المترجم.
(4) حرص المصنف في تراجم الصحابة على ذكر كل من أخرج له من أصحاب الكتب كالإمام أحمد في (مسنده) والطبراني في (معاجمه) وغير ذلك خاصة إذا نفى المزي الصحبة، أو زعم أن فيها خلافا ظنا منه أن هذا مما يفيد إثبات الصحبة ويرفع الخلاف.
(5) اهتم المصنف باستدراك الرواة الذين فات المزي ذكرهم من خلال الكتب الستة، ولم يتحصل للمصنف من هذا شيئا ذا بال كما يأتي بيانه.
كما حرص المصنف على ذكر الرواة الذين قد يشكلوا مع الراوي المترجم كنوع من التمييز ودفع الإشكال.
هذه مجمل عناصر المنهج الذي قام عليه عمل المصنف في كتابه وهي لا تخلو من الإشكالات وعليه فيها اعتراضات رأينا من الأهمية أن نفرد لها فصلا مستقلا. PageV0MP039
ما يؤخذ على المصنف في كتابه هذا وقبل أن نبدأ في الشرح والبيان نحب أن نؤكد أنه لولا إسراع البعض إلى اعتقاد خطأ المخطئين والاغترار بالأقوال الساقطة عند العلماء رأينا أنه من الأهمية الكشف عما في أقوال المصنف من الانحراف، ورد مقالته بقدر ما يليق بها من الرد، لما في هذا من المنفعة إن شاء الله أولى هذه المآخذ: خروجه عن حد الأدب الواجب مع شيخه الذي نهل من علمه وتخرج به، وصلت إلى حد التطاول فرماه بالجهل كما في ترجمة ثابت بن أبي صفية.
وأنه لم يكن يعرف الاستفادة من بعض الكتب كما في ترجمة زيد بن وهب الجهني، واتهامه إياه بحب التقليد وأنه يركن إلى الراحة وغير ذلك من التطاولات وهي أشنع ما في الكتاب والتي أن دلت على شئ إنما تدل على مدى حقد وحنق المصنف على شيخه،.
لقد تبوأ الحافظ المزي - رحمه الله - مرتبة عالية بين أقرانه وذلك لسبق علمه وتدينه وتميزه بين أهل عصره ولذا أمه طلبة العلم من كل حدب وصوب حتى قال الحافظ الذهبي رحمه الله (الدرر الكافية: 5 / 234): و (غالب المحدثين من دمشق وغيرها قد تتلمذوا له، واستفادوا منه، وسألوه عن PageV0MP040
المعضلات، فاعترفوا بفضيلته، وعلو ذكره).
ولعل هذا مما دفع المصنف إلى حسده وإطلاق لسانه فيه لما لم ينل مرتبته.
ولقد أضر المصنف نفسه بكلامه في شيخه، مما دفع الكتبة من أهل العلم إلى غمزه والطعن عليه، وصرفهم عن الاستفادة من علمه فالله يسامحه ويعفو عنه.
ثانيا: يؤخذ على المصنف اعتماده في إثبات الصحبة على كثير من المتأخرين أمثال الباوردي وأبي نعيم، وابن منده، والبغوي وغيرهم، وهؤلاء إنما غالب عملهم جمع كل من ذكر بنوع صحبة بغض النظر عن سلامة الأسانيد، أو من له إدراك كما نبه عليه الحافظ ابن حجر في كتابه التهذيب (1 / 139 - 342).
ثالثا: كثرة أوهام المصنف في النقل، وعدم تحرير ما ينقل انظر ترجمة الحارث بن شبيل، وحجر بن حجر الكلاعي والحارث بن حسان، وإسماعيل بن أبي كريمة. وغير ذلك كثير.
رابعا: كثرة مجازفاته ومسارعته إلى نفي ما يحكيه المزي عن أهل العلم وهو في هذا مخطئ. انظر على سبيل المثال ترجمة بكير بن أبي السميط، وثابت بن عجلان، وصخر بن جويرية وكثير غيره.
خامسا: اتهامه لمزي بالتقليد والركون إليه مع دعواه إلى هذا.
انظر ترجمة: صالح بن عامر وغيره. PageV0MP041
سادسا: تتبعه للنسخ السقيمة ويعرض بما فيها دفع الحافظ ابن حجر للإنكار عليه وتوبيخه. انظر ترجمة: عتبة بن تميم، وعرفجة بن أسعد وغير ذلك.
سابعا: التشغيب على المزي عند حكاية أقوال أهل العلم بنزول وهو يفعله. انظر ترجمة صالح بن عمر الواسطي.
هذا ما تيسر لنا كتابته مما يؤخذ على المصنف وغيره كثير مبثوث في حواشي الكتاب.
ونحب أن نؤكد أن تعقب أمثالنا على مثل عالم بحجم العلامة مغلطاي مما لا يضره، ولا يذهب بقيمة كتابه كما هو معلوم وكلامنا لا يخرج عن كونه نصيحة لطالب العلم وتحذيرا له من الإنزلاق خلف سقطات العلماء واعتقاد خطأهم.
وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل PageV0MP042
خطوات العمل في تحقيق الكتاب لقد كان عملنا في هذا الكتاب على النحو التالي:
(1) نسخ الكتاب من أصوله الخطية:
وإعادة مقابلة ما تم نسخه من هذه الأصول، وإثبات فوارق النسخ ومواضع الاختلاف، في الأعم الأغلب وما أهملناه قليل في جنب ما أثبتناه وليس من الأهمية بمكان.
(2) توثيق نص الكتاب وضبطه، وتصحيحه:
وذلك بالرجوع إلى المصادر التي ينقل عنها المصنف أو يعزو إليها.
وهذا كان في الأعم الأغلب حيث إن المصنف واسع النقل جدا وأحيانا ينقل من مصادر هي الآن في حيز المفقود. وكذا الرجوع إلى المصادر التي تعني بالنقل عن كتاب المصنف خاصة كتاب ابن حجر (تهذيب التهذيب).
هذا مع الأخذ في الاعتبار أننا نحافظ على النص كما هو مثبت في الأصل، ولا نتدخل بالحذف أو الإضافة أو التغيير مطلقا، ولكن نثبت ما وقع من اختلافات بين الأصل ومصادر التوثيق في الحاشية، وإذا اضطررنا إلى إجراء أي تعديل على PageV0MP043
النص تمليه الضرورة العلمية (1) حينئذ لا نهمل التوضيح ولفت الأنظار إليه.
(3) التعليق على النص: لا شك أن التعليق على كل جزئية من جزئيات النص أمر لا يمكن أن يتسنى لنا نظرا لكثرة هذه المواضع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن المصنف واسع النقل جدا قليل التحرير والتدقيق، وهذا ألقى علينا عبئا ثقيلا مما جعلنا نضاعف من مجهوداتنا التي بددتها كثرة العوائق والشواغل، وفي كل الأحوال فإن حصر هذه المواضع أمر متعذر لقلة الوقت وضعف البضاعة وعدم الرغبة في إثقال حواشي الكتاب، ومع هذا فقد حاولنا قدر الطاقة ألا نترك موضعا نرى أنه من الضرورة التعليق عليه إلا وقمنا بذلك.
(4) عمل فهارس علمية للكتاب: كان من المقرر أن يتم عمل فهارس علمية تمكن الباحث من الوصول إلى الفائدة بيسر
PageV0MP044
وسهولة، وخاصة أن الكتاب يحوي كم لا بأس به من الفوائد العلمية والنقولات النادرة، وكذا صناعة معجم للمؤلفين الذين ينقل عنهم المصنف ومعجم بمؤلفاتهم سواء المخطوط منها أو المطبوع والإرشاد إلى مواضعها حسب الطاقة، إلا أنه نظرا لضيق الوقت نأمل أن ييسر الله تبارك وتعالى في المستقبل القريب إصدار هذه المعاجم والفهارس التي تعتبر إضافة هامة للكتاب، تيسر على القارئ الاستفادة من هذا المرجع الهام.
(5) لقد كان من المقرر أن يشاطرني الأخ الفاضل / أسامة إبراهيم - حفظه الله - العمل في الكتاب بحيث أتولى التعليق على نصف المادة العلمية للكتاب ويتولى هو النصف الآخر، ثم أهوم بمراجعة عمله ، إلا أن ظروف ضيق الوقت وانشغالي حالت دون تحقيق هذا الاتفاق، فاقتصر عملي على التعليق في الأجزاء الخمسة الأول وهو يمثل الأحرف ابتداء من الألف حتى بدايات حرف السين ترجمة: سعيد بن جمهان.
وقام هو بالتعليق على ما تبقى من المادة العلمية دون أدنى مشاركة مني وبالله التوفيق. PageV0MP045
توثيق نسبة الكتاب إلى المصنف إن نسبة كتاب (الإكمال) إلى العلامة مغلطاي أشهر من نار على علم فقد ذكره ضمن مؤلفاته كل من ترجم له من الحفاظ، ومنهم:
* ابن رجب الحنبلي: كما في (الدرر الكامنة) (5 / 123).
* السبكي في: (طبقات الشافعية) (10 / 408).
* ابن فهد في: (لحظ الألحاظ) (ص: 139).
* ابن حجر في: (لسان الميزان) (7 / 197)، (الدرر الكامنة) (5 / 123)، ومقدمة تهذيب التهذيب) (1 / 8) الذي أكثر فيه من النقل عنه.
ومما يثبت - أيضا - صحة نسبة الكتاب، إلى مؤلفه أن النسخة الأزهرية - ويأتي وصفها - كتبها بخطه المعروف وهو نفس الخط الذي كتب به كتبه ككتاب (الإبانة عن المختلف من الصحابة)، وإحدى نسخ كتاب (الإعلام) في شرح سنن ابن ماجة. PageV0MP046
النسخ الخطية التي اعتمدنا عليها في تحقيق الكتاب اعتمدنا في علمنا على نسختين خطيتين، كل منهما تكمل الآخر:
النسخة الأولى: وهي صورة عن الأصل المحفوظة بدار المكتبة الأزهرية بالقاهرة تحت رقم (15) وهي بخط المؤلف - كما سبق الإشارة إليه - اعتمدنا صورة منها عن طريق معهد المخطوطات العربية، والموجود منها:
(1) المجلد الأول: ويقع في 153 ورقة في عشرة أجزاء بتجزئة المصنف والورقة ذات وجهين كل وجه مكون من اثنين وعشرين سطرا تقريب.
ويبدأ بمقدمة المؤلفة، ثم تراجم حرف الألف ترجمة أحمد ابن إبراهيم الموصلي، وينتهي بترجمة أيوب رجل من أهل الشام.
(2) المجلد الثاني: ويقع أيضا في 153 ورقة بنفس الوصف السابق.
ويشتمل على عشرة أجزاء تبدأ من الجزء الحادي عشر وينتهي بنهاية الجزء العشرين ويبدأ بتراجم حرف الباء، وينتهي في أثناء ترجمة الحسن البصري. PageV0MP047
وعلى حواشي هذين كثير من التعليقات والتعقبات بعضها بخط الحافظ ابن حجر.
(3) المجلد الثالث: وهو بنفس خط سابقيه ويقع في (226) ورقة ذات وجهين وهو يبدأ من الجزء الثاني والسبعين بترجمة من اسمه عبد الرحمن بن محمد بن سلام البغدادي، وينتهى بنهاية الجزء الثامن والثمانين ترجمة عمرو بن زرارة.
وهذا الجزء من محفوظات دار الكتب المصرية.
أما الجزءان التاسع والثمانين والتسعين ويبتدءان من ترجمة عمرو بن سعيد حتى نهاية ترجمة عمرو بن مرثد ويقعان في (29) ورقة وهما من محفوظات دار الكتب المصرية أيضا.
(4) المجلد الرابع: من نفس النسخة يقع في قرابة (260) ورقة من ذات وجهين يبدأ من الجزء الثاني بعد الماءة ترجمة محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وينتهى بترجمة يحيى بن يمان العجلي نهاية الجزء التاسع عشر بعد المائة.
وقد رمزنا لهذه النسخة بالرمز (ه) وعليها كان اعتمدنا مع ما فيها من نقص لأنها مسودة المصنف ومع جودة النسخة إلا أن هناك كثير من المواضع أثرت فيها الرطوبة والأرضة بشكل واضح مما أذهب ببعض الكلمات.
النسخة الثانية: وهي المحفوظة بمكتبة قلج على باستنبول وعدد أوراقها قرابة (142) ورقة ذات وجهين قام على نسخها - كما على PageV0MP048
الوجه الثاني للورقة الأولى - عبد الرب أبي الفضل بن الشحنة الحنفي وكتب على الوجه الثاني من الورقة الأولى:
صورة خط مؤلفة الحافظ مغلطاي الحنفي بظاهر أصله الجزء الأول من كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال.
وكتبه بخطه أيضا:
حبرت ذا الإكمال من كتب * غدت مشهورة كمذاهب النعمان عجز الورى عن نيلها وأنالنيها * ذو العلى والطول والإحسان في مدة قصرت كحلبك ناقة * أو قسمها بوجازة وبيان زعم الجهول بأن سيدرك شأوه * قد حيل بين الغير والنزوان أيروم شيئا قصرت أشياخه * عن بعضه والبيت ذي الأركان وكتبا تحته م نصه: بقلبه كما شاهده عبد الرب أبي الفضل بن الشحنة الحنفي غفر الله له ولمن دعا له بالمغفرة ولمن كتبه انتهى.
والنسخة مليئة بالسقط والتحريف بما يقطع أن ناسخها لم يكن من أهل هذا العلم.
المجلد الأول منها: اشتمل على مقدمة الكتاب، وينتهي بترجمة داود بن سليمان العسكري ويشتمل على الأجزاء الاثنين والثلاثين الأولى من الكتاب حسب تجزئة المصنف وللأسف فإن هذا الجزء يتخلله سقط في موضعين:
الموضع الأول: من تراجمه أثناء ترجمة حماد بن سلمة إلى ترجمة خالد الحذاء. PageV0MP049
الموضع الثاني: من ترجمة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى ترجمة الحكم بن الصلت.
أما المجلد الثاني: فيبدأ بترجمة داود بن شابور، وينتهى بترجمة عبد الله بن مغفل.
وهي الأجزاء من الجزء الثالث والثلاثين حتى الجزء الخامس والستين وعدد أوراقها (331) ورقة.
نسخة أخرى: من محفوظات دار الكتب المصرية تحت رقم (15) مصطلح.
وهي بخط المصنف، إلا أنه كتب عليها أنها لابن المللقن وهذا خطأ بل الصواب أنها جزء من كتاب (الاكتفاء بتنقيح كتاب الضعفاء) وهو للمصنف - أيضا - يكثر الإحالة عليه في كتابه محل التحقيق.
إلا أن آخرها يمثل (الجزءان 89، 90) من كتاب (الإكمال) وقد سبق الإشارة إليهما.
هذا ما تيسر لنا الوقف عليه من مخطوطات الكتاب، أما باقي الكتاب فهو في عداد المفقود بالنسبة لنا، ونسأل الله أن يوفقنا للعثور عليه لما فيه من علم ونفع كبير.
كما نهيب بالباحثين والمعنيين بأمر المخطوطات إفادتنا مشكورين بما لديهم من هذا السفر العظيم، وفقنا الله وإياهم إلى ما فيه خير الاسلام والمسلمين.
والحمد لله رب العالمين PageV0MP050
نماذج من صور النسخ الخطية PageV0MP051
غلافه المجلد الأول من النسخة الأولى PageV0MP053
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة الأولى PageV0MP054
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة الأولى PageV0MP055
الورقة الأولى من المجلد الثاني من النسخة الأولى PageV0MP056
الورقة الأخيرة من المجلد الثاني من النسخة الأولى PageV0MP057
الورقة الأولى من المجلد الثالث من النسخة الأولى PageV0MP058
مثال لرداءة التصوير وكثرة اللحق في هذا المجلد PageV0MP059
الورقة الأخيرة من المجلد الثالث من النسخة الأولى PageV0MP060
الورقة الأولى من المجلد الرابع من النسخة الأولى PageV0MP061
مثال لرداءة التصوير وكثرة اللحق في هذا المجلد PageV0MP062
الورقة الأخيرة من المجلد الرابع من النسخة الأولى PageV0MP063
ورقة الغلاف من المجلد الأول من النسخة الثانية PageV0MP064
الورقة الأولى من المجلد الأول من النسخة الثانية PageV0MP065
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة الثانية PageV0MP066
الورقة الأولى من المجلد الثاني من النسخة الثانية PageV0MP067
الورقة الأخيرة من المجلد الأول من النسخة الثانية PageV0MP068
إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال تأليف العلامة علاء الدين مغلطاي ابن قليج بن عبد الله البكچري الحنفي (698: 762 ه) الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
পৃষ্ঠা ১
مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي فضل العالم بأصغريه، وجعل الجاهل يضرب أصدريه وكأين ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصه في التكلم وصلى الله على سيدنا سيد العجم والعرب محمد بن عبد الله بن عبد المطلب المبعوث بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
أشم من الشم البهاليل ينتمي إلى حسب في حومة المجد فاضل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل وعلى آله وصحبه المهاجرين إلى حضرته، وأنصاره المحامين عن حوزته المعدودين في كرشه وعيبته.
قوم هم وسط خيار سادة (1) بدارهم نزل الكتاب المنزل فضلوا العشيرة عزة وتكرما وتغمدت أحلامهم من يجهل صلي الإله عليهم من فتية وسقى عظامهم الغمام المسبل وبعد: فإنه لما كان ممكنا أن يتبع الغابر، وربما ترك الأول فضل علمه للآخر، رأيت أن أذكر في هذا الكتاب ما يصلح أن يكون إكمالا ل (تهذيب الكمال) الذي ألفه شيخنا العلامة الحافظ المتقن المتفنن جمال الدين المزي، رحمه الله تعالى وغفر له، وأحله من الجنة خير منزلة، فإنه كتاب عظيم الفوائد، جم الفرائد لم يصنف في نوعه مثله، (لا أحاشي) (2) من الأقوام من أحد، لأن
পৃষ্ঠা ৩
مؤلفه أبدع فيما وضع، ونهج للناس منهجا متسعا لم يشرع، فقد أخل بمقاصد كثيرة لم يذكرن، وذكر أشياء لا حاجة للناظر إليها، مثل الأسانيد التي يذكرها، وما حصل له فيها من علو أو موافقة أو غير ذلك، إذ هذا بباب آخر أليق به في الكتاب، لأن موضوع كتابه إنما هو لمعرفة حال الشخص المترجم باسمه، وما قيل فيه من خير أو شر، ووفاة ومولد وما أشبهه.
وأما ما وقع للمصنف من حديثه عاليا فليس من شأن الناظر في هذا الكتاب، ولو تصدي متصد لذلك لوجد منه شيئا كثيرا وربما يذكر الشيخ من حال الشخص شيئا لا يقتضي رفعة لذلك الشخص في العلم ولا ضعته، مثل ما ذكر في ترجمة أسد صاحب خراسان، من ذكر الهدايا التي أهديت إليه وصفة وضعها، وكيفية إعطائه إياها، في نحو من ورقتين مما لا يفيد الناظر شيئا في معرفة حاله من العلم.
وأما الملوك فإن هذا الكتاب لم يوضع لمآثرهم، ولو فعل هذا لكان كتابا على حدة، وكذا ما يذكر من كلام الحسن بن أبي الحسن، ومواعظه وقضايا إياس، إلي غير ذلك. وربما يذكر عنهم في الترجمة الواحدة عشرة أوراق إلي خمس عشرة ورقة، وأقل من ذلك وأكثر لا مدخل له في هذا الشأن.
وأما هذه العجالة، فلم نذكر فيها بعون الله، وحسن توفيقه، إلا ما كان متعلقا بذلك الشخص من رفعة أو ضعة في الحديث، وما أشبه ذلك.
وأما ما ذكره من نوع السير لسيدنا رسول الله * * * * * فإنه ذكر معظم ذلك أو كله من كتاب أبى عمر، ومن نظر في كتابي (الزهر الباسم في سيرة أبى القاسم)، وكتابي المسمي ب (الإشارة إلي سيرة المصطفي * * * * *)، وجد زيادة كثيرة عليه، فاستغنينا بذكره هناك عن اعادته هنا، وإنما بدأت في هذا الإكمال بالأسماء دون ما سوى ذلك.
وشرطي أن لا أذكر كلمة من كلام الشيخ إلا اسم الرجل وبعض نسبه ثم آتى بلفظة قال أو ما في معناها من هناك، وثم الزيادة إلي آخره، وإن كان في
পৃষ্ঠা ৪
كلامه شئ مما لا يعري منه البشر ذكرت لفظه وقلت: فيه نظر، وبينته بالدلائل الموجزة الواضحة مبلغ علمي، بعزو كل قول إلي قائله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، مما قصدي فيه إرشاد الطالب، وتيسير الأمر على ناقلي (....) (1) لا الإزراء على أحد والعياذ بالله من ذلك لأنا () (2) منهم ونتعلم من علمهم، غفر الله لنا ولهم، وربما نبهت على صواب ما أثبتناه من أخطائه، وأن لا أستوعب شيوخ الرجل وزيادة على ما ذكره الشيخ، ولا الرواة إلا قليلا بحسب النشاط وعدمه، لئلا يعتقد معتقد أن الشيخ رحمه الله تعالى استوفى في جميع ذلك، ويعلم أن الإحاطة متعذرة ولا سبيل إليها (3)، لا سيما وقد صار كتاب التهذيب حكما بين طائفتي المحدثين والفقهاء، إذا اختلفوا قالوا: بيننا وبينكم كتاب المزي، وإنما يأتي ذلك من القصور المؤدي إلى الراحة، والدعة، لأن الأصول التي ينقل منها موجودة، بل أصول تلك الأصول.
قد حوينا بحمد رب عليم أصل قول لأحمد والبخاري وأصولا للهيثم بن عدى وشباب، وبعده الغنجار وعلى كل حال فأخذ الشئ من مظانه أولى، وأحرى أن لا يحصل وهم في الشئ المنقول.
পৃষ্ঠা ৫
وما كنت إلا مثلهم غير أنني رجعت عن التقليد في الأمر كله وإذا قلت: روي فلان عن فلان، فإني لا أذكر إلا ما كان من ذلك زائدا على ما ذكره الشيخ، اللهم إلا أن يكون لخلف وقع في رواية ذلك الشخص فينبه عليه.
وإذا قلت: قال فلان، فإني لا أقوله إلا من كتابه، فإن لم أر كتابه ذكرت الواسطة لأخرج من العهدة.
ثم إن الشيخ كانت وقعت له نسخة من (الكمال) غير مهذبة، فلم ير أبا محمد عبد الغني أحيانا بما يلتزمه، فأبين ذلك، وكيف وقوعه، على أن أبا محمد رحمه الله تعالى هو الذي نهج للناس هذا الطريق وأخرجهم إلى السعة بعد الضيق، فكان الفضل للمتقدم، وكان تعبه أكثر من تعب الشيخ جمال الدين، لأنه جمع مفرقا، وهذا هذب محققا.
ولعل تعبي يكون أكثر من تعبهما، وإن كانت نفسي لا تسمو إلي التشبه بتلاميذهما، ذلك أنهما أخذا من التواريخ الكبار المشهورة عند هما في تلك الديار، فلم يدعا إلا صبابة أتبرضها بمشقة الأجر فيها، ولم ألتزم مع ذلك أن أستوعب هذا النوع وأحصره وإنما قصدت أن أزيد فيه أكثره.
وما لي فيه سوى أنني أراه هوى صارف المقصدا وأرجو الثواب بكتب الصلاة على السيد المصطفى أحمدا وما سوي ذلك فلا أطلب فيه ثوابا ولا شكرا، ولا أخشى إن شاء الله بوضعه إثما في الدار الأخرى.
على أنني راض بأن أحمل الهوي * وأخلص منه لا على ولا ليا لأنني ليس لي فيه سوى الجمع لكلام العلماء في المواضيع المناسبة له في التصنيف من غير تغيير ولا تحريف، وما أبرئ نفسي استثرتها من زوايا لا يتولجها إلا من يبصر معالفها ويسهل لواطفها.
পৃষ্ঠা ৬
ثم إن الشيخ شاحح صاحب (الكمال) في أشياء حدانا ذلك على مشاححته في بعض الأحايين، مثاله قول صاحب الكمال: مولي المطلب، قال المزي: هذا خطأ، إنما هو مولى بنى المطلب، وكقوله: قال أبو حاتم عن يحيى نفسه، قال المزي: هذا خطأ، إنما أبو حاتم ذكره عن إسحاق بن منصور عن يحيى.
وأما قوله: روي عنه أشعث بن عطاء، قال المزي: هذا خطأ، إنما هو عطاف، وكقوله: روي عنه ابن بودونة: قال المزي: هذا خطأ، وإنما هو بودويه بالياء المثناة من تحت، إلي غير ذلك مما يكثر تعداده، ويمكن أن يكون من الناسخ أو طغيان القلم.
وكقوله في ترجمة العلاء: قال صاحب الكمال: قال ابن سعد: توفى في خلافة أبى جعفر، قال المزي: ابن سعد لم يقله إلا نقلا عن الواقدي شيخه.
وقال في ترجمة محمد بن جعفر: قال صاحب الكمال: روي عنه أحمد بن بشر، وهو خطأ والصواب: بشير. انتهى، وهو وشبهه قطعا إنما يكون من الناسخ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وكذا قوله في ترجمة: خلف بن سليمان: روي عنه محمد بن غالب بن محضر الأنطاكي، هذا وهم فاحش، والصواب عثمان.
وكقوله في ترجمة زكريا بن يحيي بن عمر: روي عن محمد بن مسكين، هذا غلط، والصواب: سكين: إلي غير ذلك مما يكثر تعداده، ولا يعد به المصنف واهما.
وأما اعتماد الشيخ في عدم تفرقته بين ما سمعه من الشخص مما لم يسمعه، وإنما نص في ذلك كله بلفظ روى ففيه لبس على من لم ( ) (1) والتفرقة هي الصحيح، وعليه عمل الأئمة والسعيد من عدت سقطاته: وحسبت هفواته، إذ الانسان لا يسلم من سهو أو نسيان، ومعتقدي
পৃষ্ঠা ৭
أن لو كان الشيخ حيا لرحب بهذا الإكمال، وكان استكتب منه الأسفار، وجعله عدة في الأسفار لما بلغنا من كثرة إنصافه وعدم إخلائه.
وكان مبدأ الشروع في كتب هذه المسودة قبل شهر الله رجب بقليل عام أربع وأربعين وسبع مائة، على حين تقسم القلب، واضطراب من الحال، وأثر هذه الشواغل، وأقل هذه الدواعي ما يدخل وينسى ما كان حفظ، مع علمي أنه لابد أن يقع هذا الكتاب في يد أحد رجلين، إما عالم يعلم مقدار تعبي وكيفية نصبي، لأنني أتتبع كل لفظة يذكرها الشيخ من أصلها، ثم أذكر الزيادة عليها بحسب ما يتفق، ولعله يكون في أكثر التراجم من التوثيق والتجريح، وشبههما قدر ما في كتاب الشيخ مرات متعددة، وذلك يظهر بالمقابلة بين الكلامين مع دراية وإنصاف (1).
سبق الأوائل مع تأخر عصره كم آخر أزري بفضل الأول فيصلح سهوا إن وقع، ويغتفر زللا إن صدر، لاعترافي قبل اقترافي وإقراري قبل إيرادي واصداري.
وإما جاهل حسود أحب الأشياء إليه، وأملكها لديه عيب أهل العلم، والتسرع إلى أهل الفهم، لبعد شكله عن أشكالهم.
ولذلك قيل: من جهل شيئا عاداه، ومن حسد امرءا اغتابه.
والله تعالى المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبي ونعم الوكيل.
পৃষ্ঠা ৮
باب الألف من اسمه أحمد 1 - (دفق) أحمد بن إبراهيم بن خالد أبو علي الموصلي نزيل بغداد.
روي عنه: القاضي أبو بكر / أحمد بن علي المروزي (1) في (كتاب العلم) تأليفه.
وعده أبو الفرج البغدادي مع كبار العلماء الذين روى عنهم أبو عبد الله أحمد ابن حنبل رضي الله عنه.
وذكر أبو يعلى الموصلي في (معجمه) (2) روايته عن قراد أبي نوح.
وذكره أبو بكر الخطيب في (جملة الآخذين عن مالك بن أنس رضي الله عنه)، وأبو حفص بن شاهين في كتاب (الثقات) (3).
وقال مسلمة بن قاسم في (كتاب الصلة): مجهول.
وأما ما وقع في كتاب (الكمال) (4): قال محمد بن سعد مات سنة ست وثلاثين
পৃষ্ঠা ৯
ومائتين، ففيه نظر، لم ينبه عليه الحافظ المزي، لأن ابن سعد مات في سنة ثلاثين فلا يتأتى له ذكر هذا (1). والله تعالى أعلم.
ولما ذكر الخطيب (2) قول مؤرخ الموصل: مات سنة خمس وثلاثين قال: وهم.
وزعم أن الصواب: ست.
وقال موسى بن هارون: شهدت جنازته وكان أبيض الرأس واللحية.
وفى (كتاب أبي عبيد الآجري) (3): قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أحمد بن إبراهيم الموصلي (4).
وفى طبقته شيخ اسمه:
2 - أحمد بن إبراهيم بن خالد الواسطي الشلاثائي (5).
روى عن: أبى الوليد الطيالسي. قال الدارقطني: ليس بالقوي (6).
পৃষ্ঠা ১০
ذكرناه للتمييز، ولو تتبعنا ذكر الأشخاص المناسبين لكل ترجمة لطال بذلك الكتاب ولكني أذكر من ذلك شيئا بحسب النشاط وعدمه مخافة اعتقاد قصور عما نبه عليه الشيخ.
3 - (كس) أحمد بن إبراهيم بن فيل الأسدي أبو الحسن البالسي نزيل أنطاكية. والد أبي الطاهر الحسن بن أحمد.
لم يذكره أبو عبد الرحمن النسائي في مشيخته الذين روى عنهم، ولا صاحب (زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين).
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب (الصلة): حدثنا عنه محمد بن الحسن الهمداني، وقال: هو صالح.
4 - (م د ت ق) أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور ابن مزاحم العبدي مولاهم النكري المعروف بالدورقي.
أصغر من أخيه يعقوب بسنتين، والدورقية نوع من القلانس كذا ذكره المزي.
وقد تولى رده أبو محمد الرشاطي (1)، رد ذلك، وقال هذا لا معنى له إنما هي بلد. قال زيد بن مفرغ:
ومسير لا زالت خصيبا جنانها إلي مدفع السلان من بطن دورقا وقال أبو أحمد الحالم الكبير (2): قيل له ذلك لتنسك أبيه، وكان من تنسك في
পৃষ্ঠা ১১
ذلك الزمان سمي دورقان.
وقيل: نسب إلي بلدة تسمى دورق من كور الأهواز، وتعرف بسرق فيما ذكره ابن خردزيه في (الجامع للمقلين): وكيع بن الدورقية عرف به، وهي من الدورق بالأهواز. وقال المخلص: ثنا أحمد بن محمد بن (....) (*) الدورقي وقعت عليه بدورق.
في (كتاب السمعاني): بلد بفارس، وقيل بخوزستان (1). وزعم بعضهم أن الدوارق نوع من الأكواب فيحصل أنه كان يعلمها أو يبيعها والله تعالى أعلم.
وذكر أبو هلال العسكري في كتابه (أخبار المدائن): أخبرني بعض الشيوخ قال: كان بدورق رجل يعرف بأبي الحسين كورك، وكان شريرا فلما (أسن) (*) باب عند (بيته) (*) بينما هو يصلى يوما، وقد زعم أنه يصوم الدهر، وإذا أقبل رجل ومعه دجاج فقال بعض عليها خذوا دجاجة يعنى سرقوها ليفطر عليها سيدي فأشار إليهم هنا في العلا بأصبعيه أي اسرقوا (...) (*) فصار مثلا في تلك الناحية.
ولما ذكره الحافظ أبو عبد الله بن خلفون (الأونبي) (2) في كتاب الثقات المسمى ب
পৃষ্ঠা ১২
(المنتقى) قال: نسب إلي دورق موضع بالبصرة، روى عنه: أبو (ق 2 / ب) عبد الرحمن النسائي. (ق 2 / ب) وقال في الكتاب (المعلم): قال أبو الطاهر أحمد بن محمد المدني: هو بغدادي ثقة.
وقال أبو عمر الصدفي المعروف بالمنتجيلي (1):
سألت أبا جعفر العقيلي، وأبا بكر الحضرمي وغيرهما عنه، وكلهم قال: ثقة، ومقدم وإمام، وقالوا لي أيضا: إنه أجاب في المحنة.
وقال مسلمة بن قاسم: بغدادي ثقة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وذكر المزي (2): أن السراج قال: مات في شعبان سنة ست وأربعين ومائتين.
وكأنه لم يراجع الأصل لإغفاله منه: بالعسكر يوم السبت لسبع بقين من شعبان.
في (تاريخ بغداد) للخطيب (3): قال أبو على صالح بن محمد: كان يلقب بيا بيا حداد أوثق، لخفته.
পৃষ্ঠা ১৩
وذكره أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب (الثقات) (1)، وخرج حديثه في (صحيحه)، عن الحسن بن سفيان عنه.
وذكر الحافظ أبو محمد بن الأخضر (2) أن أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي روى عنه. قال أبو محمد: وهو ثقة صدوق.
وقال الخليلي في (الإرشاد) (3): ثقة متفق عليه.
وقال أبو يعلى أحمد بن علي بن مثنى الموصلي في (معجمه) (4): ثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا أزهر.
ولما ذكر ابن أبي خيثمة في (تاريخه الأوسط) قول أحمد الدورقي: لا أشهد لأحد بالجنة. قال: هذا كلام المجانين.
وكناه الفراء في (الطبقات) (5) أبا عبد الله.
5 - (س) أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار بن عبد الملك ابن الوليد بن بسر بن أبي أرطاة، أبو عبد الملك، القرشي البسري الدمشقي.
قال أبو نصر بن ماكولا: روى عنه: تمام بن محمد.
قال أبو القاسم بن عساكر: هذا وهم، إنما يروى عن جماعة من أصحابه عنه.
পৃষ্ঠা ১৪
وقال مسلمة في كتاب (الصلة): أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي أبو عبد الملك : دمشقي صالح. وأحمد بن إبراهيم القرشي: ثقة، روى عنه العقيلي.
كذا فرق (1) بينهما، وخرج الحاكم حديثه في (المستدرك).
6 - (س. ق) أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط بن إبراهيم العبدي مولاهم أبو الأزهر النيسابوري.
قال أبو عبد الله الحاكم - وخرج حديثه -: هو بإجماعهم ثقة، وقال في (تاريخ نيسابور). وهو محدث عصره روى عنه يحيى بن يحيى، ولعل متوهم يتوهم أن أبا الأزهر فيه لين لقول أبي بكر بن إسحاق: حدثنا أبو الأزهر وكتبته من كتابه، وليس كما يتوهم، لأن أبا الأزهر كف بصره - رحمه الله تعالى -، وكان لا يحفظ حديثه، فربما قرئ عليه في الوقت بعد الوقت فنقل ابن إسحاق سماعه منه لهذه العلة (2).
والحديث الذي أنكر عليه: (يا علي أنت سيد في الدنيا والآخرة). حدث به ببغداد في حياة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، ويحيي بن معين، فأنكره من أنكره حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر برئ الساحة منه، وأن محله محل الصدق والصادقين.
পৃষ্ঠা ১৫
ولما سأل أبو عمرو المستملي (1) محمد بن يحيي عنه، قال: أبو الأزهر من أهل الصدق والأمانة نرى أن يكتب عنه. قالها مرتين.
روى عن: بدل المحبر (2)، ورأي سفيان بن عيينة أبيض الرأس واللحية، ودخل عليه أصحاب الحديث بغير إذن فقال: دخلتم داري بغير إذني يا لصوص. ولم يحدثهم في ذلك الموسم، وأصرم بن حوشب (ق 3 / أ) وسعيد ابن واصل، وعبيد الله بن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد. ويزيد بن هارون، وعبد المنعم بن بشير، وبشر بن عمر الزهراني، وسليمان بن داود، أبا الربيع الزهراني، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك.
روى عنه: يحيى بن زكريا النيسابوري، وصالح بن محمد جزرة (3)، ومحمد بن حمدون، وزكريا بن يحيى بن الحارث، وإبراهيم بن محمد بن يزيد المروزي، وأبو يحيى الخفاف، وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب. انتهى.
وعليك (4) الرازي، علي بن سعيد بن بشير، ذكره ابن عدي.
وفى كتاب (الإرشاد) (5) للخليلي: قال يحيى بن معين له لما حدث بحديث:
(أنت سيد): لقد جئت بطامة . فقال له: حدثنيه عبد الرزاق في الصحراء.
قال الخليلي: ولا يسقط أبو الأزهر بهذا - يعنى برواية هذا الحديث - وكان من بيادرة الحديث، قال: وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائتين - زاد ابن عساكر -:
فحلفت ألا أحدث به حتى أتصدق بدرهم، واعتذر إلي ابن معين غير مرة،
পৃষ্ঠা ১৬
وتعجب من حسن ذلك الحديث.
وذكر أبو علي الصدفي في كتابه (1) (شيوخ ابن الجارود)، قال أبو بكر البرقاني: لا بأس به.
ولما ذكره البستي في كتاب (الثقات) قال: يخطئ. ثم خرج حديثه في (صحيحه). وكذلك إمام الأئمة شيخه، والحافظ أبو عوانة الإسفرائيني.
قال شجاع الذهلي: سمعت محمد بن علي بن عبد الله قال: سمعت ابن شاهين يقول: أبو الأزهر ثقة نبيل كتب عنه أحمد بن سيار في مشايخ نيسابور. قال العبدي: كتب عنه الناس وهو حسن الحديث.
قال مسلمة: مجهول. في كلامه نظر إن أراد هذا المذكور، وأظنه لم يرد سواه لما بيناه قبل، وقد سبقنا بالرد عليه ابن القطان. والله أعلم.
وفى هذه الطبقة:
7 - أحمد بن الأزهر البلخي.
يروي عن: يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومعروف (2) بن حسان.
روى عنه: إمام الأئمة (3).
وذكره ابن حبان في (الثقات) (4)، بعد تخريج حديثه في (صحيحه)، وكذلك الحاكم. ذكرناه للتميز.
পৃষ্ঠা ১৭
8 - (خ) أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر المطوعي أبو إسحاق السرماري الشجاع.
نسبه إلي قرية تدعى سرمارة بفتح السين وسكون الراء (1)، ويقال بكسر السين فيما ذكره الحافظان الجياني (2) وابن خلفون (3)، وابن السمعاني (4) بضم بالسين، وكأنه معتمد المزي، لابن المهندس ضم السين ضبطا عن الشيخ.
قال صاحب (5) (الزهرة): روى عنه البخاري سبعة أحاديث.
قال الكلاباذي (6): رحل بابنه أبي صفوان قبل محمد بن إسماعيل فلحق من المشايخ عدة لم يلحقهم هو، ومات أبو صفوان بعد محمد بعشرين سنة غير نصف شهر.
ولما ذكره البستي في كتاب (الثقات) (7)، قال: كان من الغزائين، له في الغزو حكايات كثيرة محكية عنه، وكان من أهل الفضل والنسك مع لزومه الجهاد وشدته فيه، وكان من جلساء أحمد بن حنبل في (تاريخ بخارى) لأبي العلاء عبد الله الغنجار، ومن خط السلفي نقل: كانت النسخة التي أنقل منها فيما ذكره -: مات يوم الاثنين لست بقين من ربيع الآخر.
وكذا ذكره أبو الفضل بن طاهر المقدسي (ق 3 / ب)، وابن خلفون وغيرهم،
পৃষ্ঠা ১৮
وكأنه - والله تعالى أعلم - أشبه لأمرين:
الأول: غنجار قعد بأهل بلده.
الثاني: لكثرة قائليه، وتفرد من قال: يوم السبت.
قال الغنجار: كان عبد الله بن طاهر مشتاق إلي السرماري، فكلموه في المضي إليه فلم يجب، فلما أكثروا عليه مضى إلى سابور (1)، فدخل الحاجب وأعلم صاحب خراسان به فأدخله، فلما نظر ابن طاهر إليه مد يديه كلتيهما، ووسع بين رجليه وهو على السرير فعانقه بيديه ورجليه وجعل يبكى، فأطال المقام، قال أوصني، فأوصاه بكلام.
قال أبو نصر الليث بن نصر بن الحسن: اجتمعنا في الجامع بغداد، فذكرنا قوله * * * * *: (إن على رأس كل مائة سنة يبعث الله تعالى لهذه الأمة من يصلح لها أمرها ويكون علما). فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل ثم ثلثت بالسرماري لأنه وحده كسر جند العدو، فقالوا: نعم.
قال محمد بن إسماعيل البخاري - وجرى ذكره -: ما نعلم في الاسلام مثله.
قال: فبلغ ذلك أحيد بن رواحة رئيس المطوعة، فقال للبخاري: إن هؤلاء العجم يحكون عنك ويريدون كلاما ليس هو من قولك، قال: وما هو؟ قال:
قلت عن أحمد ما تعلم في الاسلام مثله، فقال: ما هكذا قلت، ولكن ما بلغنا إنه كان في الاسلام ولا في الجاهلية مثله.
وقال ابنه أبو صفوان: دخلت على أبي يوما وهو في البستان يأكل وحده فرأيت على (2) مائدته عصفورا يأكل معه وحواليه طيور، فلما رآني العصفور طار، فقال أبى: هذا العصفور فر منك وكان ينفرد معي.
قال غنجار: ولما مات بلغ كراء الدابة من المدينة إلي قريته سرماري عشرة دراهم
পৃষ্ঠা ১৯
وزيادة، وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه يشترون من ماله الحزمة الواحدة من القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له ورغبة في قضاء ديونه، فما رجعوا من جنازته حتى قضوا ديونه.
وقال محمد بن عمران عن أبيه: كان عموده ثمانية عشر منا فلما شاخ جعله اثني عشر.
وقال عبد الرحمن بن أحمد: قال السرماري وأخرج سيفه: أعلم يقينا أنني قتلت به ألف تركي وإن عشت قتلت به ألفا آخر، ولو أنى أخاف أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي في القبر ليكون لي شفيعا يوم القيامة.
9 - (م د ت س) أحمد بن إسحاق بن زيد الحضرمي مولاهم أبو إسحاق البصري.
قال ابن وضاح، فيما ذكره ابن خلفون وابن أبي أحد عشر في كتابه (الجمع بين الصحيحين): ثقة، وكذلك أخوه يعقوب.
وقال المروذي: سألته - يعنى أبا عبد الله - عن يعقوب بن إسحاق فقدم أحمد أخاه عليه، وقال: لم يكن بأحمد بأس.
ولما ذكره البستي في (جملة الثقات) (1) قال: كان يخضب رأسه ولحيته بالحناء.
وقال ابن منجويه (2): كان يحفظ حديثه، وصحح الحاكم حديثه في (مستدركه).
وقال الحافظ أبو موسى المديني في كتاب (من أدرك التابعين): مات في رمضان، وكان يحفظ حديثه، روى عنه الحارث بن أبي أسامة (3).
পৃষ্ঠা ২০