الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم مقدمه هذا كتاب في الناسخ والمنسوخ، وهو واحد من خمسة كتب اعددناها للنشر بمناسبة حلول القرن الخامس عشر الهجرى.
وقد روى هذا الكتاب عن قتادة بن دعامة السدوسى، وهو أقدم كتاب وصل الينا عن الناسخ والمنسوخ.
পৃষ্ঠা ৫
ولا بد لنا قبل الحديث عن المؤلف والكتاب أن نذكر فصولا تكون كالمقدمة لهذا الكتاب لانه خلا منها، وتشمل هذه المقدمة: أولا: معنى النسخ (في اللغة والاصطلاح): يأتى النسخ في كلام العرب على ثلاثة أوجه: الاول أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الكتاب، اذا نقلت ما فيه الى كتاب آخر، فهذا لم يغير المنسوخ منه انما صار نظيرا له، أى نسخة ثانية منه.
وهذا النسخ لا يدخل في النسخ الذى هو موضوع بحثنا.
والثانى أن يكون مأخوذا من قول العرب: نسخت الشمس الظل، اذا أزالته وحلت محله، وهذا المعنى هو الذى يدخل في موضوع ناسخ القرآن ومنسوخه.
والثالث أن يكون ماخوذا من قول العرب: نسخت الريح الاثار، اذا أزالتها فلم يبق منها عوض ولا حلت الريح محل الاثار.
هذا هو معنى السنخ في اللغة.
أما النسخ في الاصطلاح فهو رفع الحكم الشرعى بدليل شرعى متأخر.
فالحكم المرفوع بسمى (المنسوخ)، والدليل الرافع يسمى (الناسخ) ويسمى الرفع (النسخ).
فعملية النسخ على هذا تقتضى منسوخا وهو الحكم الذى كان مقررا سابقا، وتقتضى ناسخا، وهو الدليل اللاحق (1).
ثانيا: أين يقع النسخ ؟: لا يقع النسخ الا في الامر والنهى ولو بلفظ الخبر، أما الخبر الذى ليس بمعنى الطلب فلا يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد.
__________
(1) ينظر في معنى النسخ: مقاييس اللغة 5 / 424 الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 41، مفردات الراغب 511، الاعتبار للحازمى 5، اللسان والتاج (نسخ).
পৃষ্ঠা ৬
(*) وأجاز بعضهم وقوع النسخ في الخبر المحض، وسمى الاستثناء والتخصيص نسخا، والفقهاء على خلافه (2).
ثالثا: الفرق بين النسخ والبداء: البداء (بفتح الباء) (3) في اللغة: الظهور بعد الخفاء، يقال: بدا لى بداء، أى ظهر لى آخر، وبدا له في الامر بداء، أى نشأ له فيه رأى، ويقال: بدا لى بداء ، أى تغير رأيى على ما كان عليه.
فالبداء استصواب شئ علم بعد أن لم يعلم، وذلك على الله عز وجل غير جائز.
فمعنى البداء اذن في اللغة والاصطلاح هو: أن يستصوب المرء رأيا ثم
ينشأ له رأى جديد لم يكن معلوما له.
فالنسخ غير البداء لان الاول ليس فيه تغيير لعلم الله تعالى، والثانى يفترض وقوع هذا التغيير.
والبداء يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله عزوجل، لانه عالم بكل شئ ومحيط به: ما كان، وما هو كائن، وما سيكون.
والنسخ جائز عقلا، وواقع فعلا في القرآن الكريم (4).
__________
(2) ينظر: الاحكام في أصول الاحكام 444، المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ 198، معترك الاقرآن 1 / 110.
(3) ضبطها أبوالفضل ابراهيم في البرهان 2 / 30 بالضم مرتين، وهو خطأ والصواب فتح الباء كما في اللسان والتاج (بدا).
(4) ينظر في الفرق بين النسخ والبداء: الناسخ والمنسوخ للنحاس 9، المغنى في أبواب التوحيد والعدل 16 / 65، الملل والنحل 2 / 16، النسخ في القرآن الكريم 22، فتح المنان 50، نظرية النسخ في الشرائع السماوية 14.
পৃষ্ঠা ৭
(*) رابعا: الفرق بين النسخ والتخصيص: هناك تشابه بين النسخ والتخصيص، فالنسخ يفيد تخصيص الحكم ببعض الازمان، لذا سمى بعض العلماء النسخ تخصيصا، وأدخل بعضهم صورا من التخصيص في باب النسخ، ومن هنا جاء الخلاف في عدد المنسوخ.
أما الفرق بينهما: فالنسخ لايقع في الاخبار، والتخصيص يكون في الاخبار وغيرها.
فالنسخ مقصور على الكتاب والسنة، أما التخصيص
فيكون بهما وبغيرهما كالحس والعقل.
وتراعى في التخصيص قرينة سابقة أو لاحقة أو مقارنة، أما النسخ فلا يقع الا بدليل متراخ عن المنسوخ (5).
خامسا: فضل هذا العلم: اعتنى السلف الصالح بهذا العلم وقالوا: لا يجوز لاحد أن يفسر كتاب الله تعالى، الا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ.
وقالوا أيضا: ان كل من يتكلم في شئ من علم هذا الكتاب العزيز ولم يعلم الناسخ والمنسوخ كان ناقصا (6).
وروى عن على بن ابى طالب (رض) أنه دخل يوما مسجد الجامع
__________
(5) ينظر: الايضاح لناسخ القرآن ومنسوخه 74، النسخ في القرآن الكريم 110، نظرية النسخ في الشرائع السماوية 12.
(6) ينظر: الناسخ والمنسوخ لابن سلامة 4، البرهان 2 / 29، الاتقان 3 / 58.
পৃষ্ঠা ৮
(*) بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرحمن بن دأب، وكان صاحبا لابى موسى الاشعرى، وقد تحلق عليه الناس يسالونه، وهو يخلط الامر بالنهى والاباحة بالحظر، فقال له على (رض): أتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال: لا، قال هلكت وأهلكت (7).
من هذا تتضح لنا مكانة هذا العلم وحاجة العلماء اليه.
__________
(7) الناسخ والمنسوخ لابن سلامة 4.
(*) المصنفون في النسخ في القرآن
পৃষ্ঠা ৯
لاقى موضوع النسخ نصيبا وافرا من الدراسة والتدوين عند القدماء، ونتبين هذامما أفرد لهذا العلم من مؤلفات، وقد أحصيت أسماء المؤلفين في هذا الباب وذكرتهم حسب ترتيبهم الزمنى، وهو أول احصاء شامل، وهم: 1 - عطاء بن مسلم، ت 115 ه.
2 - قتادة بن دعامة، ت 117 ه.
3 - ابن شهاب الزهرى، ت 124 ه.
4 - محمد بن السائب الكلبى، ت 146 ه.
5 - مقاتل بن سليمان، ت 150 ه.
6 - الحسين بن واقد القرشى، ت 157 ه.
7 - عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ت 182 ه.
__________
(1) طبقات المفسرين 1 / 380.
(2) البرهان: 2 / 28.
(3) ينظر: النسخ في القرآن الكريم 296.
(4) فهرست ابن النديم 62.
(5) فهرست ابن النديم 62، طبقات المفسرين 2 / 381.
(6) طبقات المفسرين 1 / 160.
(7) فهرست ابن النديم 63، 329.
পৃষ্ঠা ১০
(*) 8 - عبد الله بن عبد الرحمن الاصم المسمعى، من أصحاب الامام الصادق، القرن الثانى.
9 - اسماعيل بن زياد (أو ابن أبى زياد) السكونى القرن الثانى.
10 - درام بن قبيصة التميمى الدرامى، من أصحاب الامام الرضا.
11 - أحمد بن محمد بن عيسى القمى، من أصحاب الامام الرضا.
12 - حجاج بن محمد المصيصى الاعور، ت 205 ه.
13 - عبد الوهاب بن عطاء العجلى، ت 206 ه.
14 - الحسن بن على فضال، ت 224 ه.
15 - أبو عبيد القاسم بن سلام، ت 224 ه.
16 - جعفر بن مبشر الثقفى، ت 234 ه.
17 - سريج بن يونس، ت 235 ه.
18 - أحمد بن حنبل، ت 241 ه.
__________
(8) ايضاح المكنون 2 / 615.
(9) طبقات المفسرين 1 / 107.
(10) مقدمة كتاب العتائقى 3.
(11) فهرست الطوسى 49، معالم العلماء 14.
(12) طبقات المفسرين 1 / 128.
(13) فهرست ابن النديم 333، طبقات المفسرين 1 / 364.
(14) طبقات المفسرين 1 / 138.
(15) فهرست ابن خير 47، معجم الادباء 16 / 260.
(16) طبقات المفسرين 1 / 125.
(17) فهرست ابن النديم 337.
(18) فهرست ابن النديم 334، طبقات المفسرين 1 / 71.
(*) 19 - سليمان بن الاشعث السجستانى، ت 275 ه.
পৃষ্ঠা ১১
20 - محمدبن اسماعيل الترمذى، ت 280 ه.
21 - ابراهيم بن اسحاق الحربى، ت 285 ه.
22 - ابراهيم بن عبد الله الكجى، ت 292 ه.
23 - على بن ابراهيم بن هاشم القمى، القرن الثالث.
24 - سعد بن ابراهيم الاشعرى القمى، ت 301 ه.
25 - الحسين بن منصور المشهور بالحلاج، ت 309 ه.
26 - عبد الله بن سليمان الاشعث، ت 316 ه.
27 - الزبير بن أحمد، ت 317 ه.
28 - أبو عبد الله محمد بن حزم الاندلسى، ت 320 ه.
29 - أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهانى، ت 322 ه.
30 - محمد بن عثمان بن مسبح المعروف بالجعد، ت 326 ه.
31 - ابوبكر محمد بن القاسم الانبارى، ت 328 ه.
__________
(19) فهرست ابن النديم 338، فهرسة ابن خير 47.
(20) طبقات المفسرين 2 / 105.
(21) فهرست ابن النديم 337.
(22) فهرست ابن النديم 62.
(23) فهرست الطوسى 115، معالم العلماء 62، طبقات المفسرين 1 / 385.
(24) ايضاح المكنون 2 / 615.
(25) فهرست ابن النديم 62.
(26) تاريخ بغداد 9 / 464.
(27) فهرست ابن النديم 63، طبقات المفسرين 1 / 175.
(28) وصل الينا، وقد طبع أكثر من مرة.
(29) بغية الوعاة 1 / 59.
(30) تاريخ بغداد 3 / 47، نزهة الالباء 309.
(31) البرهان 2 / 28، الاتقان 3 / 59.
পৃষ্ঠা ১২
(*) 32 - أحمد بن جعفر البغدادى المعروف بابن المنادى، ت 334.
33 - أبو جعفر أحمدبن محمد النحاس، ت 338 ه.
34 - محمد بن العباس المعروف بابن الحجام، القرن الرابع.
35 - الحسين بن على البصرى، ت 339 ه.
36 - قاسم بن أصبغ، ت 340 ه.
37 - أبو بكر البردعى، ت نحو 350 ه.
38 - المنذر بن سعيد البلوطي، ت 355 ه.
39 - أبو سعيد السيرافى النحوى، ت 368 ه.
40 - أبو الحسين محمد بن محمد النيسابورى، ت 368 ه.
41 - محمد بن على بن بابويه القمى المعروف بالصدوق، ت 381 ه.
42 - أبو المطرف بن فطيس، ت 402 ه.
__________
(32) البرهان 2 / 37، الاتقان 3 / 75، كشف الظنون 1921.
(33) انباه الرواة 1 / 102، وقد طبع.
(34) فهرست الطوسى 177، معالم العلماء 143.
وجاء في رجال الطوسى 504: سمع منه التلعكبرى سنة 328 ه.
(35) طبقات المفسرين 1 / 156.
(36) الديباج المذهب 2 / 146، طبقات المفسرين 2 / 32.
(37) فهرست ابن النديم 344، طبقات المفسرين 2 / 174.
(38) انباه الرواة 3 / 325 نفح الطيب 2 / 174.
(39) فهرست ابن النديم 63.
(40) ايضاح المكنون 2 / 615.
(41) الرجال للنجاشى 306.
(42) طبقات الحفاظ 414، طبقات المفسرين 1 / 286.
(*) 43 - هبة الله بن سلامة الضرير، ت 410 ه.
পৃষ্ঠা ১৩
44 - عبد القاهر البغدادى، ت 429 ه.
45 - مكى بن أبى طالب المغربى، ت 437 ه.
46 - على بن أحمد بى حزم الظاهرى، ت 456 ه.
47 - الواحدى، على بن أحمد، ت 468 ه.
48 - سليمان بن خلف الباجى، ت 474 ه.
49 - عبد الملك بن حبيب، ت 489 ه.
50 - محمد بن بركات السعيدى المصرى، ت 520 ه.
51 - أبو العباس الاشبيلى، ت 531 ه.
52 - محمد بن عبد الله المعروف بابن العربى ، ت 543 ه.
53 - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزى، ت 597 ه.
__________
(43) فهرسة ابن خير 46، برنامج شيوخ الرعينى 115، وقد طبع.
(44) كشف الظنون 1921، وقد وصل الينا، وسيظهر بتحقيقنا قريبا.
(45) طبقات النحاة واللغويين 504.
وقد طبع.
(46) ايضاح المكنون 2 / 615.
ولم يصل الينا كتابه، وقد وهم الاستاذ سعيد الافغانى في كتابه عن ابن حزم 59 حينما ذكر أنه مطبوع بهامش تفسير الجلالين.
(47) الوسيط في الامثال 77.
(48) الديباج المذهب 1 / 385، طبقات المفسرين 1 / 204.
(49) طبقات المفسرين 1 / 350.
(50) ايضاح المكنون 2 / 615.
وقد وصل الينا، وسيظهر بتحقيقنا قريبا.
(51) طبقات المفسرين 1 / 40.
(52) البرهان 2 / 28، نفح الطيب 2 / 35.
(53) البرهان 2 / 28.
وقد نشرنا كتابه (المصفى بأكف أهل الرسوخ)، ومازال كتابه (نواسخ القرآن) مخطوطا نرجو أن نوفق في نشره.
(*) 54 - على بن محمد المعروف بابن الحصار، ت 611 ه.
পৃষ্ঠা ১৪
54 أ - ابن الشواش، أبو عبد الله محمد بن أحمد، ت 619 ه.
55 - هبة الله بن ابراهيم بن البارزى، ت 738 ه.
56 - يحيى بن عبد الله الواسطى، ت 738 ه.
57 - على بن شهاب الدين الهمذانى، ت 786 ه.
58 - عبد الرحمن بن محمد العتائقى الحلى، ت 790 ه.
59 - أحمد بن المتوج البحرانى، ت 836 ه.
60 - أحمد بن اسماعيل الابشيطى، ت 883 ه.
61 - جلال الدين السيوطى، ت 911 ه.
62 - مرعى بن يوسف الكرمى، ت 1033 ه.
__________
(54) التكملة لوفيات النقلة 4 / 122.
(54 أ) برنامج شيوخ الرعينى 154.
(55) هدية العارفين 2 / 507.
وقد وصل الينا، ونشرته بتحقيقنا مؤسسة الرسالة عام 1983.
(56) طبقات الشافعية 10 / 391، ايضاح المكنون 2 / 615.
(57) وصل الينا ومازال مخطوطا.
(58) وصل الينا، وقد طبع.
(59) وصل الينا، وقد طبع بطهران مع شرح للقارى عليه.
(60) ايضاح المكنون 2 / 615.
وهؤلاء المؤلفون (البارزى، الواسطى، الهمذانى، العتائقى، ابن المتوج، الابشيطى) عاشوا في القرنين الثامن والتاسع، وهذا مما يستدرك على مؤلف كتاب (النسخ في القرآن الكريم) اذ قال في ص 336: (ويمضى القرنان الثامن والتاسع دون أن يذكر لنا المؤرخون الذين رجعنا اليهم مصنفا في ناسخ القرآن ومنسوخه).
(61) كشف الظنون 1921.
(62) الاعلام 8 / 88، وقد وصل الينا ومازال مخطوطا.
(*) 63 - عطية الله بن عطية الاجهورى، ت 1190 ه.
পৃষ্ঠা ১৫
وهناك مؤلفون آخرون لم أقف على سنة وفاة كل منهم بعد، وهم: 64 - الحارث بن عبد الرحمن.
65 - هشام بن على بن هشام.
66 - أبو اسماعيل الزبيدى.
67 - عيسى الجلودى.
68 - كمال الدين بن محمد العبادى الناصرى.
69 - المظفر بن الحسين بن خزيمة.
70 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الاسفرايينى.
71 - ومن المؤلفين من أنكر النسخ، ومن هؤلاء: أبو على محمد ابن أحمد بن الجنيد المتوفى سنة 381 ه، له كتاب (الفسخ على من أجاز النسخ).
* * * أما المحدثون فلعل أهم ما أفردوه في الناسخ والمنسوخ هو:
__________
(63) الاعلام 5 / 33، وقد وصل الينا، ومازال مخطوطا.
(64) فهرست ابن النديم 63، طبقات المفسرين 1 / 127.
(65) فهرست ابن النديم 62، طبقات المفسرين 2 / 352.
(66) فهرست ابن النديم 62.
(67) الرجال للنجاشى 181.
(68) ايضاح المكنون 2 / 615.
(69) طبع ملحقا بكتاب النحاس.
(70) طبع ملحقا بكتاب لباب النقول للسيوطى.
(71) الرجال للنجاشى 302، فهرست الطوسى 160، معالم العلماء 98.
(*) 1 - النسخ في القرآن الكريم: د.
পৃষ্ঠা ১৬
مصطفى زيد.
2 - فتح المنان في نسخ القرآن: الشيخ على حسن العريض.
3 - نطرية النسخ في الشرائع السماوية: د.
شعبان محمد اسماعيل.
4 - النسخ في الشريعة الاسلامية: عبد المتعال الجبرى.
وقد وهم بعض المحققين فأدرج كتب ناسخ الحديث ومنسوخه مع كتب ناسخ القرآن ومنسوخه ومن هؤلاء الاستاذ محمد أبوالفضل ابراهيم
فقد ذكر في البرهان 2 / 28 كتاب (أخبار أهل الرسوخ في الناسخ والمنسوخ) لابن الجوزى على أنه في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، والصواب أنه في المنسوخ من الحديث، وهو مطبوع.
পৃষ্ঠা ১৭
ووهم الاستاذ مصطفى بعد الواحد في مقدمة تحقيقه لكتاب (الوفا في تاريخ المصطفى) اذا جعل كتاب (أخبار الرسوخ) أيضا ضمن علوم القرآن. قتادة بن دعامة وكتابه المؤلف: هو أبو الخاطب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسى البصرى، من التابعين (1).
ولد قتادة ضريرا سنة ستين بالبادية فلما ترعرع شرع في تحصيل العلم وصار من حفاظ أهل زمانه، جالس سعيد بن المسيب أياما، فقال له سعيد: قم يا أعمى فقد أنزفتنى.
لكثرة ما سأله.
وجالس الحسن البصرى اثنتى عشرة سنة (2).
وروى عن أنس بن مالك وأبى سعيد الخدرى وابن سيرين وعطاء بن أبى رباح وعكرمة اضافة الى سعيد بن المسيب والحسن اليصرى.
وروى عنه أيوب السختيانى ومعمر بن عبد الرزاق وهمام بن يحيى وسعيد بن أبى عروبة والاوزاعى وغيرهم (3).
علمه: كان قتادة ثقة مأمونا حجة في الحديث (4).
__________
(1) المعارف 462، مشاهير علماء الامصار 96.
(2) الانساب 7 / 103.
(3) تهذيب التهذيب 8 / 351 - 352.
(4) الطبقات الكبرى 7 / 229.
পৃষ্ঠা ১৮
(*) قال عنه الامام أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير وباختلاف العلماء (5).
وكان قتادة عالما بالانساب والعربية واللغة وأيام العرب، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، كان قد أدرك دغفلا (6).
وقال الذهبى: ومع حفظ قتادة وعمله بالحديث كان رأسا في العربية واللغة وأيام العرب والنسب (7).
وروى أبو عبيدة، قال: (ما كنا نفقد في كل أيام راكبا من ناحية بنى أمية ينيخ على باب قتادة يسأله عن خبر أو نسب أو شعر، وكان قتادة أجمع الناس) (8).
وقد كان الرجلان من بنى أمية يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريدا الى قتادة، فيسألانه عن ذلك (9).
لكل هذا ترجم له ياقوت في معجم الادباء والقفطى في انباه الرواة.
قوة حفظه: أما عن قوة حفظه فنكتفى بذكر أقوال العلماء: - قال ابن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئا الا حفظه، قرئت عليه صحيفة جابر مرة فحفظها (10).
- وقال ابن سيرين: قتادة أحفظ الناس (11).
__________
(5) طبقات المفسرين 2 / 43.
(6) انباه الرواة 3 / 37، وفيات الاعيان 4 / 85.
(7) تذكرة الحفاظ 123.
(8) معجم الادباء 17 / 10.
(9) انباه الرواة 3 / 35.
(10) تذكرة الحفاظ 123.
(11) تهذيب التهذيب 8 / 353.
পৃষ্ঠা ১৯
(*) - وقال بكير بن عبد الله المزنى: ما رأيت (12) الذى هو أحفظ منه ولا أجدر أن يؤدى الحديث كما سمعه.
- وقيل: من أراد أن ينظر الى أحفظ أهل زمانه فلينظر الى قتادة (13).
- وروى ابن حجر: انه لما قدم قتاده على سعيد بن المسيب فجعل يسأله أياما وأكثر قفال له سعيد: أكل ما سألتنى عنه تحفظه ؟ قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا حتى رد عليه حديثا كثيرا.
فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك (14).
- وقال قتادة: ما قلت لمحدث قط أعد على وما سمعت أذناى شيئا قط الا وعاه قلبى (15).
مذهبه: قال ابن سعد: كان يقول بشئ من القدر (16).
وقال الذهبى: وكان يرى القدر.
وقال: ومع هذا الاعتقاد الردى ما تأخر أحد عن الاحتجاج بحديثه سامحه الله (17).
وقال ياقوت: وكان يقول بشئ من القدر ثم رجع عنه (18).
__________
(12) المصدر نفسه.
(13) تذكرة الحفاظ 125.
(14) تهذيب التهذيب 8 / 352 - 353.
(15) المصدر نفسه 8 / 354.
(16) الطبقات الكبرى 7 / 229.
(17) تذكرة الحفاظ 124.
(18) معجم الادباء 17 / 8.
পৃষ্ঠা ২০
(*) ونقل سعيد بن أبى عروبة عن قتادة أنه قال: كل شئ بقدر الا المعاصى (19).
وقال معمر: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قوله تعالى: * (وما كنا له مقرنين) * فلم يجبنى، فقلت: انى سمعت قتادة يقول: مطيقين، فسكت، فقلت له: ما تقول ياأبا عمرو ؟ فقال: حسبك قتادة، فلولا كلامه في القدر - وقد قال (ص): اذا ذكر القدر فأمسكوا - لما عدلت به أحدا من أهل دهره (20).
تجريحه: ومع غزارة علمه وقوة حفظه لم يسلم من التجريح فقد اتهم بالتدليس (21).
قال ابن حبان عنه: كان مدلسا (22).
وقال الذهبى: وكان معروفا بالتدليس (23).
وقال عنه أيضا: حافظ ثقة ثبت لكنه مدلس (24).
وقال الخزرجى: أحد الائمة الاعلام، حافظ مدلس.
وقد احتج به أرباب الصحاح (25).
__________
(19) تذكرة الحفاظ 124.
(20) وفيات الاعيان 4 / 85، نكت الهميان 231.
(21) التدليس هو أن يروى عمن لقيه، ولم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه، أو عمن عاصره، ولم يلقه موهما أنه لقيه أو سمعه منه (التعريفات 47).
(22) مشاهير علماء الامصار 96.
(23) تذكرة الحفاظ 123.
(24) ميزان الاعتدال 3 / 385.
(25) خلاصة تذهيب الكمال 2 / 350.
(*) وفاته: توفى قتادة سنة سبع عشرة ومائة بواسط.
পৃষ্ঠা ২১
وذهب الاصمعى الى أن وفاته كانت بالبصرة.
وقيل: توفى سنة ثمانى عشرة ومائة وله سبع وخمسون سنة (26).
مؤلفاته: ذكر الداودى أن له تفسيرا رواه عنه شيبان بن عبد الرحمن التميمى (27).
وله أيضا كتاب الناسخ والمنسوخ الذى ننشره اليوم.
كتاب الناسخ والمنسوخ.
أولا: توثيقه: ذكر ابن سلامة كتاب قتادة بين المصادر التى استمد منها كتابه، ولكنه أضاف الى ذلك أن راوى الكتاب عن قتادة هو سعيد بن أبى عروبة (28) وهو أثبت الناس رواية عن قتادة.
وذكر الزركشى قتادة على رأس الذين ألفوا في الناسخ والمنسوخ (29).
__________
(26) ينظر في الاختلاف في سنة وفاته: طبقات ابن خياط 511، الطبقات الكبرى 7 / 231، طبقات الفقهاء 89، معجم الادباء 17 / 9، تذكرة الحفاظ 124، تهذيب التهذيب 8 / 355.
(27) طبقات المفسرين 2 / 43.
(28) الناسخ والمنسوخ لابن سلامة 106.
(29) البرهان 2 / 28.
পৃষ্ঠা ২২
(*) ومما قطع الشك في نسبة الكتاب الى قتادة هذه النقول الكثيرة التى نراها عند النحاس ومكى بن أبى طالب، فقد أورد النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ أقوال قتادة في آيات كثيرة كما (30) كما أورد مكى نقولا أخرى عن قتادة في كتابه الايضاح (31) وهذه الاقوال جميعا تنفق مع ما ورد في كتاب قتادة.
وثمة أقوال أخرى في تفسير الطبرى (32) وأسباب النزول للواحدى (33) تطابق ما جاء في كتابنا.
الا أننى في الحقيقة استبعد أن يكون قتادة قد ألف كتابا في الناسخ والمنسوخ لان تصنيف الكتب بدأ في منتصف القرن الثانى ولعل قولة الامام أحمد بن حنبل في أبى الوليد بن جريج تسند ما ذهبت اليه، قال: (كان من أوعية العلم، وهو وابن أبى عروبة أول من صنف الكتب) (34).
وابن جريج توفى ستة 150 ه وابن أبى عروبة توفى ستة 156 ه.
وكذا قول الذهبى في ترجمة سعيد بن أبى عروبة: (وهو أول من صنف الابواب بالبصرة) (35).
ولكن النص الذى ننشره جاء برواية همام بن يحيى الذى دون ما سمع من شيخه ثم ذكرت هذه المرويات على أنها كتب اعتمد عليها المصنفون في الموضوع.
__________
(30) الناسخ والمنسوخ للنحاس 137، 155، 157، 181، 182، 183، 219، 232 (31) الايضاح لمكى 119، 127، 131، 134، 171، 195، 232، 243، 259، 263، 330، 255، 370، 378.
(32) تفسير الطبرى 1 / 78.
(33) أسباب النزول 403.
(34) تذكرة الحفاظ 169.
(35) تذكرة الحفاظ 177.
পৃষ্ঠা ২৩
(*) ثانيا: مخطوطة الكتاب: نسخة حديثة جيدة، كتب بخط معتاد فيه بعض الشكل: رؤوس الفقر مكتوبة بالحمرة.
وتقع النسخة في مجموع رقمه 7899 تحتفظ به دار الكتب الظاهرية (36).
وقد أرفقت صورة لهذا الكتاب رغبة في اطلاع القراء عليه.
ثالثا: منهج التحقيق: أهم ما يجب ذكره في منهج التحقيق هو أننى خرجت الايات القرآنية وحصرتها بين قوسين مزهرين ثم حضرت ما أضفته بين قوسين مربعين كما عرفت بالاعلام تعريفا موجزا وأحلت دائما على كتب الناسخ والمنسوخ المطبوعة والمخطوطة ونبهت على أقوال قتادة التى ذكرها النحاس ومكى في كتابيهما توثيقا للكتاب.
وأخيرا أرجو ان يكون عملى خالصا لوجهه، والحمد لله على ما أنعم، انه نعم المولى ونعم النصير.
__________
(36) فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (علوم القرآن) 404.
পৃষ্ঠা ২৪