قدمنا ذكره من الذين لما طلوا حطام الدنيا فأدركوه أسلموا الدين لمن أسلم الدنيا لهم ورفضوه ، واسترضوا بذلك العوام ، وصعف الدين ، وغيرت الاحكام ، وكثر الجبال ، واستطال الطتنام . وقلنا بحمد الله ما قلناء من الحق آمنين لما أظهر الله عز وجل الحق ، وأقام مناهج الدين على أيدى أوليائه الأانمة المهديين عليهم السلام . ولم نقصد بما ذكرناء نقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ولا الزراية عليهم إذ فيهم أمل الفضل ، والسابقة ، والدين ، والثقة ، والعدالة ، وإن كان فيمن صحب النبي وأظهر الاسلام فى عره وبعد عصره منافقون ، كم وصف الله في كتابه ولكنا إنما قصدنا إلى الرد على من قلدهم، وهم ينهون عن التقليد ، كما ينا عنهم .
ثم نقول لمن قلد من بعدهم من التابعين واللاحقين والمتفقهين (451) فى الدين كمثل ما قلناء لمن قلد الأولين ، ونحتج له فى اختلافهم عليهم بما إحتججنا به في إختلاف من تقدمهم ، إذا القول فى مؤلاء اكد فى الحجة عليهم لتقصيرهم بهم عمن تقدمهم . وإن كان الفول عندنا واحدا فى جميعهم فيما استنبطوه لأنفسهم ، واخترعوه عن آرائهم ، بغير نصر من كتاب الله جل ذكره ، ولا روايق عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، مع أن أكثر من قلدوه فى ذلك ، وأخذوا عنه ، قد شهد لهم على نفسه بما ينن عنه تقليدهم إياه. فأشهر من قلدوه، وقالوا برأيه، واستحسانه، وقياسه واجتهاده ، ونظره ، مثل النعمان بن الثابت الكوف ، ومالك بن أنس المدنى : ومحمد بن إدريس الشافعى . فعلى هؤلاء الثلاثة مدار أكثر القوم ، وحن
পৃষ্ঠা ৪০