============================================================
ولقد اتخذ السلمون رسول الله صلى الله عليه و سلم قدوة لهم و أسوة، لقوله تعالى عزوجل : (" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر،، فكانوا يفعلون كما يفعل، يتوضاون كما يتوضا، ويصلون كما يصلى، ويحجون كما يحج ويصومون كما يصوم ويحكمون كما يحكم، ويتعبدون كما يتعبد، إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - صلوا كما رأيتمونى أصلى، وقال لهم: خذوا عنى مناسككم ، وقد يراه بعضهم يصلى على وضع خاص فيضع يديه إلى صدره فى الجهة اليسرى إلى قلبه فيفعلون كما فعل، دون أن يروا ذلك اختلافا او يثير بينهم نزاعا ، بل يرون كل ذلك جائزا لا يحيدون عما رأوا الرسول يفعله ، ، ولا يفترضون أن يأتوا بما لم يأت ، فلم يكن من سبيل إلى خلاف بينهم فيما نزل فيه قرآن او فيما لم ينزل فيه و بينته السنة ، ولم يشجر بينهم أى خلاف يرجع إلى اختلافهم فى فهم آية من القرآن أو فى قضاء قضى به الرسول أو فى قول صدر منه او فعل أقره، اختلاف الصحابة وكان أول ما اختلف فيه أصحابه صلى الله عليه وسلم مسألة الخلافة ومن يخلفه من أصحابه فى ولاية أس المسلمين، واختلفوا قيمن تكون فيهم الخلافة؟ أ فى المهاجرين أم فى الأنصار! ثم أتكون لواحد أم لاكثر، فحدت الخلاف إذا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأحكام ولا يزال إلى اليوم ولن يزال قائما مادام الناس هم الناس بطبائعهم و آفكارهم و آنظارهم و تقلبهم و اساليب حياتهم و تعليمهم و تربيتهم وبيثتهم و آعراقهم وإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاموا بتطبيق ما حفظوا من شريعته على ما عرض لهم من حوادث وواجههم من مسائل بعد
পৃষ্ঠা ৫