أوريباسيوس الطبيب اليوناني لا يعلم أهو قبل جالينوس أو بعده ولم يمر ذكره في تواريخ الأطباء وإنما دلت عليه مصنفاته وهي. كتاب إلى ابنه اسطات تسع مقالات نقل حنين. كتاب تشريح الأعضاء مقالة. كتاب الأدوية المستعملة نقل اصطفن بن بسيل. كتاب السبعين مقالة نقلها حنين وعيسى بن يحيى السرياني. إبراهيم بن فزارون هذا الرجل من ولد فزارون الكاتب كان طبيبا مذكورا في زمانه واختص بصحبة غسان بن عباد وخرج معه إلى بلد السند وأقام به ثم عاد بعد برهة وذكر أنه ما أكل بالسند لجما استطابه إلا لحوم الطواويس قال إبراهيم بن فزارون وذكر غسان أن في النهر المعروف بمهران بأرض السند سمكة تشبه الجدي وأنها تصاد ثم يطين رأسها وجميع بدنها إلى موضع مخرج التفل منها ثم يجعل ما يطين منها على الجمر ويمسكها ممسك حتى يشتوى منها ما كان موضوعا على الجمر ويتضح ويؤكل منها ما نضج أو يرمي به وتلقى السمكة في الماء ما لم ينكسر العظم الذي صلب السمكة فنعيش السمكة وينبت على عظمها اللهم وإن غسان أمر بحفر بركة في داره وملأها ماء وأمرهم بامتحان ما بلغه قال إبراهيم فكنا نؤتى في كل يوم بعدة من السمك فتشويه على الحكاية المذكورة لنا ونكسر من بعضه عظم الصلب ونترك بعضه لا نكسره وكان ما كسرنا عظمه يموت وما لم نكسر عظمه يسلم وينبت عليه اللحم ويستوي عليه الجلد إلا أن جلدة تلك السمكة تشبه جلد الجدي الأسود وكان ما قشرنا من جلد السمك التي شويناها ورددناها إلى الماء يكون على غير لون الجلدة الأولى ويضرب إلى البياض.
إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن هارون الصابي أبو إسحاق صاحب الرسائل أصل سلفه من حران ونشأ إبراهيم ببغداد وتأدب بها وكان بليغا في صناعتي النظم والنثر وله يد طولى في علم الرياضة وخصوصا الهندسة والهيئة ولما عزم شرف الدولة بن عضد الدولة على رصد الكواكب ببغداد واعتمد في ذلك على ويجن بن رستم القوهي كان في جملة يحضروه من العلماء بهذا الشأن إبراهيم بن هلال وكتب بخطه في المحضر الذي كتب بصورة الرصد وإدراك موضع الشمس من نزولها في الأبراج وله مصنف رأيته بخطه في المثلثات وله عدة رسائل في أجوبة مخاطبات لأهل العلم بهذا النوع وخدم ملوك العراق من بني بويه وتقدم بالرسائل والبلاغة وديوان رسائله مجموع واختلفت به الأيام ما بين رفع ووضع وتقديم وتأخير واعتقال وإطلاق وأشد ما جرى عليه ما عامله به عضد الدولة فإنه عند دخوله إلى العراق الدفعة الأولى أكرمه وقدمه وحاضره وذاكره وسامه الخروج معه إلى فارس فعزم على ذلك ووعده به ثم نظر في عاقبة الأمر وأن أحوال أهله والصابئة تفسد بغيبته فتأخر عنه ولما تقرر الصلح بينه وبين ابن عمه عز الدولة بختيار تقدم عز الدولة إلى الصابي بإنشاء نسخة يمين فأنشأها واستوفي فيها الشروط حق الاستيفاء فلم يجد عضد الدولة مجالا في نكثها وألزمته الضرورة الحلف بها فلما عاد إلى العراق وملكها آخذه بما فعله وسجته مدة طويلة فقال إن أراد الخروج من سجنه فليصنف مصنفا في أخبار أل بويه فصنف. الكتاب التاجي فظهرت بلاغته في العبارة وله إليه من سجنه عدة قصائد ولم يزل في أيام عضد الدولة ووزرائهم يتولى الإنشاء إلى أن توفي ببغداد في يوم الاثنين الثاني عشر من شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ودفن ف الموضع المعروف بالجنينية المجاور للشونيزية وكان مولده في ليلة يوم الجمعة لخمس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشر وثلاثمائة وللشريف الرضي أبي الحسن الموسوي فيه مراثي منها:
أعلمت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادي
وهي قصيدة طويلة ولما سمع المرتضى أخو الرضى وكان متقشفا هذا المطلع قال نعم علمنا أنهم حملوا على الأعواد كلبا كافرا عجل به إلى نار جهنم.
إبراهيم بن زهرون الحراني المتطبب أبو إسحاق أظنه جد إبراهيم بن هلال الكاتب ذكره ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة في كتابه فقال وفي ليلة الخميس لإحدى عشر ليلة بقيت من صفر سنة تسع وثلاثمائة مات أبو إسحاق إبراهيم بن زهرون الجراني المنطقي.
পৃষ্ঠা ৩৬