فجاءوا به مفكوكًا غير مُدغم، ولا يفعلون ذلك بذي مثلين متحركين لا يوازن فَعَلًا أو فِعَلًا ولا فُعلًا إلا إذا كان أحدهما مزيدًا للإلحاق كقَرْدَد، أو كان ما قبلهما مزيدًا للإلحاق نحو: "ألَنْدَد، بمعنى الألد، ومعلوم أن "عُنْدَدًا" ليس موازنًا لفَعَل وأخواته فيتعين كونه ملحقًا بفُعْلَل إما بزيادة إحدى الدالين فيكون من العُنود وإما بزيادة النون قبلها فيكون من الأعداد.. الخ١.
وقال أيضًا: (وبثبوته في جميع التصاريف كنون "كضيفن" فإنها أصل خلافًا للخليل، فإن العرب قالت: ضفن الرجل فهو ضافن وضيفن إذا تبع الأضياف تطفلًا حكى ذلك أبوزيد) ٢.
وقال أيضًا: (وقد خففوا هذا النوع بإبدال أحد الأمثال ياءً نحو: تَظَنَّيت، لأنه من الظن، وكلا التخفيفين مطرد في أقيسة الكوفيين، والبصريون فيهما مع السماع، ويرون أن "كفكف" وأمثاله بناء مرتجل رباعي كل حروفه أصول وليس من مادة الثلاثي في شيء، وهذا تكلف والمختار فيه ما قاله الكوفيون) ٣.
وقال أيضًا: (وهذا الذي ذكرته وإن كان خلاف المشهور عند البصريين فهو مؤيد بالدليل وهو موافق لقول أئمة اللغة فمن قولهم ما حكاه الأزهري عن ابن السكيت وعن الفراء أنهما قالا: ما كان من النعوت مثل الدُنْيا والعُلْيَا فإنه بالياء، لأنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله وليس فيه اختلاف إلا أنَّ أهل الحجاز قالوا: القُصْوَى، فأظهروا الواو وهو نادر، وبنو تميم يقولون: القصيا، هذا قول ابن السكيت وقول الفراء
_________
١ التحقيق ص ٦٢ـ٦٣ـ٦٤.
٢ التحقيق ص٨٢.
٣ التحقيق ص ٨٧.
1 / 35