لا عاصم
وكل ما بعدها بيان يكمل به المعنى، ولكنه لا يهدر بحذفه حتى يكون الكلام بلا فائدة.
ويتكلف النحاة جعل هذه الظروف أخبارا، وليس بالوجه. وفي إعراب «لا إله إلا الله» يجعل بعض النحاة خبر «لا» هو ما بعد أداة الاستثناء، ويجعلونه نظير
وما محمد إلا رسول (آل عمران: 144) مثلا. وبين الجملتين فارق بعيد ؛ وذلك أنك تقف عند «لا إله» فتتم الجملة ولو أن معناها الكفر، ولو أنك وقفت على
وما محمد
لما أفدت شيئا ما، وإذن فالاسم بعد «لا» في هذا الاستعمال ليس بمتحدث عنه، وحقه من الحركات الفتحة، ولا شيء فيه من الإشكال.
والذي عوص الأمر على النحاة ما قرروه من أن كل جملة يجب أن تشمل مبتدأ وخبرا، أو فعلا وفاعلا، ولم يعرفوا الجملة الناقصة. ويرونها في النداء مثل: «يا محمد» و«يا علي» فيقدرون أدعو محمدا، أو أدعوك محمدا، ولا وجه لهذا التقدير، ولا هو مع المعنى، وكذلك: تحية وسلاما، وصبرا وشكرا. يقدرون الفعل لإعراب الاسم المذكور ولا وجه له. وإنما هي جملة ناقصة، والاسم استعمل عن الفعل فصار منصوبا، ومنه عندنا ما نحن فيه من مثل: لا بأس ولا ضير.
فهذا توجيه الإعراب، أما التنوين فإنه سيجيء في بحثنا هذا باب خاص له، ولكنا نعجل لك منه ما يختص بهذا الموضع.
التنوين هو علامة التنكير، والعرب يقصدون في التنكير إلى الواحد من كثير، والفرد الشائع في أفراد.
فإذا قصد إلى الإحاطة وإلى جميع الأفراد، فهو عندهم من مواضع التعريف، وهذا معنى «ال» الجنسية، فالاسم بعد «لا» إذا كانت للجنس بمنزلة المعرف تعريف الجنس، فيحذف منه علم التنكير وهو التنوين.
অজানা পৃষ্ঠা