تستعمل لا مع الفعل أكثر مما تستعمل مع الاسم، ففي سورة «البقرة» وحدها تجيء «لا» في «170» سبعين ومائة موضع، وهي مع الاسم في «54» أربعة وخمسين فقط، ومع الفعل في «116» ستة عشر ومائة.
وتكون مع الفعل ناهية ونافية.
فالناهية:
تدخل على المضارع وحده، ويكون بعدها مجزوما؛ وتجعله في باب الأمر أكثر تصرفا من فعل الأمر نفسه، ألا تراك تقول: «اقرأ» فإذا أردت النهي قلت: «لا تقرأ»، ولم يكن لك من سبيل إلى استعمال صيغة الأمر، على أنك تقول في المضارع «لتقرأ» و«لا تقرأ»؛ تأمر به وتنهى؟
والنافية:
تختص بالمضارع أيضا، ولا تدخل على الماضي إلا قليلا، وبشرط أن تتكرر؛ مثل :
فلا صدق ولا صلى (القيامة: 31).
والنافية للمضارع هي أكثر أنواع «لا» استعمالا، ونصف ما ورد في «الكتاب الكريم» من هذا النوع.
ويلاحظ في نفي المضارع، أنك تقول: «لم يتكلم»، فالنفي للماضي، و«ما يتكلم» فالنفي للحال، و«لن يتكلم» فهو للمستقبل، فإذا قلت: «لا يتكلم» كان النفي أوسع وأشمل ففي نفي «لا» معنى الشمول والعموم.
وفي معنى الفعل المضارع شيء من الشمول والاتساع أيضا؛ فالنحاة يقولون: «إنه للحال والاستقبال.» وأقول: «إنه قد يتناول الماضي أيضا.» فمثل: «هو كريم يعطي السائل ويكرم الضيف»، ومثل:
অজানা পৃষ্ঠা