وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
ثم قال:
وعض زمان يا ابن مروان لم يدع
من المال إلا مسحتا أو مجلف
فرفع «مجلف»، واستبقى حركة القافية، ولم يبال داعية النصب.
والنحاة يضطربون عند هذا البيت اضطرابا شديدا، فمذ قاله الفرزدق وهو مثار خلاف بين النحاة وبينه، وبين النحاة بعضهم بعضا.
29
فعبد الله بن أبي إسحاق إمام النحاة المتوفى سنة 117، عاب على الفرزدق وخطأه وسأله يوما: علام رفعت «مجلف» في بيتك؟ فقال: «على ما يسوءك وينوءك، علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا.» ثم أخذ يهجوه في شعره.
وأبو عمرو بن العلاء [س154]، ويونس بن حبيب [س183]، وكانا لا يعرفان للرفع وجها، ومحمد بن سلام [س232] سأل يونس بن حبيب، لعل الفرزدق قالها على النصب ولم يأبه بالقافية؟ فقال: لا، كان ينشدها على الرفع وأنشدنيها رؤبة على الرفع. ومن النحاة مع هذا من ينشده بالنصب تخلصا من الورطة في إعرابه، وقال أبو القاسم الزمخشري [س538]: «هذا البيت لا تزال الركب تصطك في إعرابه.»
وقال الإمام أبو عبد الله بن قتيبة [س276] في كتاب الشعراء: «رفع الفرزدق آخر البيت ضرورة، وأتعب أهل الإعراب في طلب الحيلة، فقالوا وأكثروا، ولم يأتوا فيه بشيء يرتضى، ومن ذا يخفى عليه من أهل النظر، أن كل ما أتوا به احتيال وتمويه؟!» ا.ه.
অজানা পৃষ্ঠা