[فصل]
ولا مؤثر حقيقة إلا الفاعل...إلخ.
حكاية منه لمذهب الفلاسفة كما وجده في شرح المواقف وغيره، فاتقن معرفتك لهذه النكتة، ولتكن منك على ذكر فيها، تعلم أن مذهب الأشاعرة ومن يحذو حذوهم في نفي الغرض والحكمة المقصودة في أفعاله تعالى مبني على الإيجاب الذي قال به الفلاسفة بعينه ومبينه، وقد اغتر بهم من قلدهم فوقع في حينه، ومنشأ ذلك هو قولهم: بقدم الإرادة التي هي عندهم معنى من المعاني، وكون نفي الغرض والحكمة المقصودة في أفعاله تعالى بل الإيجاب، وانتفاء الغرض لا يفترقان أصلا في اللزوم عند التحقيق، فمن نفى الغرض فقد نفى الإرادة.
ألا ترى أن الإمام الغزالي لما علم أن قول السيد لعبده عند العطش: اسقني ماء أمر مستلزم الإرادة قطعا أي إرادة الامتثال.
واعلم أن هذا خلاف مذهبهم.
পৃষ্ঠা ৭৮