وقال السبكي: أنه إنما يؤخذ من القراءة الشاذة {صبغة الله..} الآية وأنه ليس إلا في كلام المتكلمين لا في عداد الأسماء وسيأتي وفي ذلك الكلام مفصلا إن شاء الله تعالى.
وأما مذهب المعتزلة وسائر العدلية فالأمر فيه ظاهر وأنه خالف دليل العقل ولم يكن تأويله فهو مردود على راويه، لا سيما إذا كان داعيا به إلى بدعته والأمر كذلك فيما نحن فيه، كيف وفيه ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى فظهر أن المعترض يدهن من قارورة فارغة.
الرابع: أن المعترض في هذا التعميم الباطل غفل أو تغافل عن معنى الجلالة الشريفة في أمثال قول الله تعالى: {الله خالق كل شيء}، وفي قوله: نفسه: هو الله خالق كل شيء فإنها أي الجلالة والاسم الشريف يفيد الدلالة على خلاف مذهبه ونقيض مطلبه؛ لأنها اسم لواجب الوجود والمستحق لصفات الكمال بأسرها ونعوت الجلال عن آخرها، ومعلوم أنه لا كمال في إرادته تعالى للقبائئح التي نهى عنها وذمها وذم فاعلها ومريدها، فكيف يريدها ويفعلها ثم يلوم ويعاقب من لا أثر له فيها، وهل هذا في الكمال في شيء، فإن كان كمال في الاقتدار فأين الكمال في العدل والرحمة والرأفة وصدق والوعد والوعيد.
পৃষ্ঠা ২৫