ومنها: براعة الاستهلال وذكر العقائد إشارة إلى أن هذا الكتاب من هذا الباب مع التوجيه بذكر طوالع الأنوار وهو مصنف القاضي عبد الله بن عمر البيضاوي، والأساس وهو الكتاب الذي صنف المعترض كتابه في الاعتراضات عليه، ومؤلفه -أي الأساس- غني عن التعريف، واتصال نسبه بباب مدينة العلم لا يحتاج إلى توصيف، فإن احتاج إلى ذلك بعض الجاهلين لأهل البيت الشريف، فهو الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن الرشيد بن أحمد الأمير الحسين بن علي بن يحيى بن محمد بن يوسف الأصغر الملقب بالأشل بن الداعي إلى الله القاسم بن يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الإمام الناصر لدين الله أحمد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسبن الهادي بن الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن الرضي بن الحسن [6]السبط بن الإمام الوصي أمير المؤمنين وباب مدينة العلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقدس أرواحهم في الجنة.
ولقد كان هذا الإمام المؤلف رحمه الله تعالى على جانب عظيم من الورع والزهادة ونمحل جسيم من الجهاد في إعلاء كلمة الله مع العبادة، فهو إمام الكتب والكتائب، وجامع المناقب والمقانب، وهذا من البواعث لي على التوجه لتويجه كلامه وبيان مرامي مرامه.
وأما قواعد العقائد فهو مختصر في هذا الفن للإمام الغزالي، والعقائد بلا إضافة تطلق على عقائد النسفي وعلى عقائد العضد، وعلى عقائد الدواني وغيرها.
وعلى هذا المنوال قوله: وأعان لتجريد الحق ...إلخ، أي توجيها بالتجريد للنضير الطوسي والمواقف للعضد والمقاصد للسعد.
وفي عطف أعان على أبان نوع ألطافه، لكن الإعانة لا يتم معناها حقيقة على مذهبه الذي هو مذهب المجبرة، إذ لا يقال لمن كان مسلوب التأثير بالكلية أنه أعين على ما لا أثر له فيه أصلا، كما لا يقال لمن أوجد الأثر بجملته ينفر، وأنه إن أعان على غيره، والقائل بذلك متلاعب أو جاهل باللغة.
পৃষ্ঠা ১৭