وماسينيه (Massenet)
الذي يعد خير خلف لجونوه وميربير، كما تعد عبقرية بيزيه المتجلية في (كارمن) على الأخص من مفاخر الأوپرا الفرنسية العصرية . وتمتاز الأوپرا الفرنسية فنيا بسخاء المصاحبة والمعاونة الوترية للصوت.
فاجنر (1813-1883) نابغة الإصلاح الموسيقي في القرن التاسع عشر ومهذب فن الأوپرا.
بحيث يكون الأثر الناشئ من اقتران الصوت بالتوقيع قويا، وأكثر ظهورا منه في الأوپرا الإيطالية، وتمتاز تأليفا بدقة الوضع دقة تكاد لا تدع نقدا لناقد، بحيث يؤدي كل سطر منها معنى مقصودا ويعبر عن موقف خاص أو خوالج معينة لا مفر من إظهارها، وهي بذلك أقل ازدهارا من الأوپرا الإيطالية التي تحفل كثيرا بالمظهر وبالتأثير الأول، وقد أصبح ديبسي (Débussy)
وأنصاره معدودين في مقدمة الموجدين للأوپرا الفرنسية العصرية المستقلة بمشخصاتها الواضحة، بعد أن كانت في أول الأمر ربيبة للأوپرا الإيطالية.
وأما الأوپرا الألمانية فأخص مميزاتها التعاون الكلي بين الموسيقى والشعر على التعبير عن الدرامة الممثلة تعبيرا قويا لن يؤديه لا التمثيل وحده ولا الغناء مستقلا، ومن طبيعتها أن لا تحفل مطلقا بالغناء لأجل الغناء فقط، وإنما تعنى - بروح جدي صادق - بالجمع بين الفنون الثلاثة (الموسيقى والشعر والتمثيل) جمعا مقبولا بعيد الأثر. ومعروف أن الموسيقار كيزر (Keiser)
هو مؤسس الأوپرا الألمانية، حيث وضع في هامبرج عددا عظيما منها معبرا أصدق تعبير عن الروح الألمانية، وبذلك مهد الطريق وهيأ الأسباب لظهور ريتشارد ڨاجنر (Richard Wagner)
وهو الذي قضى بنفوذه العظيم في القرن الماضي بعد جهاد شاق على التفكك الذي كان عيبا ظاهرا في الأوپرا عامة، فجعلها وحدة متماسكة بحيث أصبحت القصة التلحينية - كيفما كان عامل الخيال فيها - قرينة الدرامة الخالية من الموسيقى في الانسجام وحسن التأليف بين أجزائها، وهذه العقيدة واضحة أجمل وضوح في الأوپرا الشائقة (برسيڨال
) التي أخرجت في سنة 1882م. وكانت آخر أعماله. فالمذهب الألماني إذن هو أرقى مذاهب الأوپرا في نظر من لا يرضيه أن يضمحل التأليف الأدبي، بل والتأليف الموسيقي أيضا مرضاة لغرور المغنيات والمغنين، حيث تغدو الأوپرا مظهرا من مظاهر الإعلان عن الأصوات الغنائية المتنوعة فحسب. وأكبر الفضل في هذا الإصلاح الفني بأوروبا يرجع إلى جلك (Cluck)
ثم إلى فاجنر (Wagner) . (4) الأوپرا المصرية
অজানা পৃষ্ঠা