وأما عن المعاني فهي وليدة العواطف والمواقف، وأشكر للأستاذ حماد رضاءه عن الأساليب التي اتبعتها في وقت يشق على الأديب إرضاء الأذواق المتباينة سواء لغويا أو أدبيا. فبينما يجد مثلا محمد إبراهيم بك هلال صاحب مجلة (النواب) يعتبرني مفسدا للأذواق وللغة، يجد الأب الكرملي صاحب مجلة (لغة العرب) يعدني خادما مجددا لها لن تجحد خدمته ...! وكيفما كانت حسناتي وسيئاتي فجهدي جهد المخلص الذي ينتقد نفسه بنفسه قبل أن ينقده غيره، ويعمل دائما - في غير قناعة - لبلوغ أقصى ما يستطاع من إتقان دون جمود أو تقليد؛ لذلك أشكر للأستاذ حماد أيضا لفته نظري إلى البيت (روحي فداؤك ...) الذي فاتني وفات غيري من الأدباء الذين اطلعوا على القصة، وقد نقحته هكذا:
روحي فداؤك يا (أمين) فإن مضت
فلسوف تخلصك الوفاء عظامي
تجنبا لتسرب ألفاظ المحفوظ القديم المتروك إلى نظمي دون قصد، وهو ما قد يقع على غير انتباه وإن كان ذلك بنسبة ضئيلة جدا لن تقدر في شعري الكثير.
1
وما يشق علي حذف هذا البيت (وإن أدى معنى آخر غير معنى البيت القديم) وإبداله بسواه، ولكنه جاء عفوا في محله، وكان أنسب ما يقال في هذا المقام، فآثرت إبقاءه وما يهمني بعد ذلك أن ينسب إلي أو أن يعد اقتباسا، فليس من طبعي التقليد ولا إنكار فضل غيري كبيرا كان أو صغيرا. وأقرئ سيدي الناقد تحياتي وأكرر شكراني.
أحمد زكي أبو شادي
هوامش
অজানা পৃষ্ঠা