"والمخصوص بهذا رجال الله علماء الآخرة، الذين هم ورثة الأنبياء، مصابيح الهدى، وغيث الأمة وغوثها، فالنظر إليهم على سبيل البر بهم، والمحبة لهم، والتعظيم لهم والتوقير والاحترام لما ألبسهم الله تعالى من أنوار علمه، إنما هو لأجل محبة العلم وهو محض محبة الله تعالى أو التعظيم للعلم وهو من تعظيم الله تعالى وإجلاله، فالمتأدب بين يدي العالم متأدب بين يدي الله، والموقر له موقر لله تعالى، إذ لم يكن حبه وتعظيمه إلا لمزية العلم الذي فضله الله تعالى بها، وأنزله فيها....وكيف لا يستأهل ذلك العلماء بالله تعالى والقوام بأمر دينه والدعاة إليه وهم الآخذون بحجز الخلق يذودون عن النار، ويدعونهم إلى الجنة مع الأبرار" (¬1) .
6- ذكاؤه ومثابرته على التعلم: كان ذكاؤه سابقا لسنه (¬2) ، متلهفا للعلوم، مما ساعده علىالنبوغ والتضلع من العلوم مبكرا فقد ألف كتاب: مقاليد التصريف وشرحه(في علم الصرف، 3 مجلدات، مطبوع) وهو لم يجاوز العقد الثاني من عمره (¬3) .
7- وكان صاحب رسالة طوع كل ما يملكه من وقت ومال وبيان (نثرا وشعرا) في سبيلها، وكان كل همه دعوة الناس إلى الاستقامة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان يعمل ليل نهار من أجل تحقيق وحدة المسلمين وإعلاء كلمة الله والنهوض بهذه الأمة من رقدتها وإثارتها من كبوتها لتقوم بالأمانة التي نيط بها وهي خلافة الله في أرضه (¬4) .
¬__________
(¬1) الخليلي،(تمهيد قواعد الإيمان)، ج3 ص 81.
(¬2) أنظر: (قراءات في فكر الخليلي)، ص 13-14، ويشهد له بذلك ما قاله لاندن:"الخليلي تمكن بذكائه وبما اشتهر به من التقوى والورع وبعد النظر".
أنظر: لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 275. وأحمد عبيدلي(الإمام عزان بن قيس)، ص 79.
(¬3) قراءات في فكر الخليلي)، ص 14.
(¬4) قراءات في فكر الخليلي)، ص 15-16.
পৃষ্ঠা ৪৯