ومن ناحية أخرى فإن القبائل العمانية ومن قبل عودة الإمامة بقيادة عزان بن قيس بوقت طويل منقسمة تحت حلفين سياسيين متعاديين، هما: "الهناوية والغافرية"ومن الحقائق التي لم تتغير في تاريخ عمان هي أن أي إمامة لا يتحقق فيها الائتلاف بين الجناحين: الهناوي والغافري القويين لا يمكنها الاستمرار في الحكم طويلا" (¬1) هذا مع عدم الإئتلاف فكيف المتوقع وحال الغافرية كما يصوره السالمي بقوله:"وكانت الغافرية من سوء رأيهم يرون أن الدولة قد صارت للهناوية. فأضمروا العداوة للإمام ومن معه إلا من عصمه الله منهم" (¬2) وهذا عند قيام الدولة وكانت في مظاهر قوتها، أما عندما استفحل الأمر فقد"أظهر غافرية عمان الخلاف.......وباطنهم رؤساء آل وهيبة وغيرهم" (¬3) فتجمعوا بالعينين (¬4) بزعامة برغش بن حميد (¬5) .
كما أن الإمام بدأ يواجه خطرا آخر يتمثل في تمرد تحالف قبائل الهناوية بعد أن كانوا من أقوى أنصاره ومؤيديه (¬6) ، وقد استفحل هذا الأمر عندما تمكن تركي بن سعيد، نجل السيد سعيد ابن سلطان من الوصول إلى مدينة"ضنك" من منطقة الظاهرة -وقد كانت له محاولات سابقة
¬__________
(¬1) لاندن،(عمان منذ 1856)، ص 274.
(¬2) السالمي، (تحفة الأعيان)، ج2 ص 253.
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 276. وقبيلة آل وهيبة إباضية تقيم بالمنطقة الشرقية.
(¬4) إحدى ضواحي مدينة عبرى بمنطقة الظاهرة (عن مسقط 300كم).
(¬5) برغش بن حميد زعيم الغافرية، وكانت قبيلته تهيمن على كثير من مناطق الظاهرة والداخلية، ولم أجد له ترجمة وافية [السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 278].
(¬6) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 267. ولاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 283.
পৃষ্ঠা ৩৬