ونتيجة للأعمال العسكرية التي قام بها الإمام تحملت الخزينة نفقات باهظة، ألجأ الدولة إلى اتخاذ إجراءات لتغطية التكاليف منها: الأخذ بفتوى العلماء بجواز أخذ القروض من الرعية، وإجبار القادرين منهم على ذلك (¬1) .
كما جرت مناقشة مسألة أموال الحكام الذين كانوا قبل الإمام عزان، فرأى الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي بأنهم قد أخذوا هذه الأموال من غير حلها ووضعوها في غير حلها، فحكم عليها بأن تؤول لبيت المال على وجه التغريق (المصادرة بدون تعويض)، وقد أخذ الإمام تلك الأموال وأضافها إلى بيت المال، فباع بعضها"وأنفذها في عز الدولة" (¬2) .
يتبين لنا مما سبق أن الإمامة عاشت أوضاعا اقتصادية عصيبة مما جعل ولاء شيوخ القبائل لها يضعف تدريجيا، فقد اعتادوا في السابق أخذ المكافآت لا دفع التبرعات للدولة فكان السبب في تسهيل مجيء السلطان تركي بن سعيد وتمكنه من القضاء على الإمامة فيما بعد.
ثالثا: المجال العلمي:
سبق أن ذكرنا أن كثيرا من مناطق عمان وحتى قبل السلطان ثويني بن سعيد كان النفوذ فيها لعلماء الدين وتلاميذهم مما يدل على وجود نشاط علمي مكثف، لا سيما إذا أدركنا سعي العلماء إلى حل الأزمة السياسية التي كانت تعصف بعمان آنذاك، وقد ظهر هذا النشاط على مستوى التدريس وانتشار حلقات العلم في المدارس والمساجد، وقد وفد الطلاب على العلماء من أنحاء مختلفة من عمان لتلقي العلم الشريف.
كما نشطت حركة التأليف بأنواعه: الموسوعي والرسائل المختصرة ومن أمثلة النوع الأول:"قاموس الشريعة" (91 مجلدا) تأليف العلامة جميل بن خميس السعدي (¬3) ، وكتاب:"تمهيد قواعد الإيمان" (13 مجلدا)، تأليف العلامة سعيد بن خلفان الخليلي.
¬__________
(¬1) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 283. وأحمد عبيدلي،(الإمام عزان بن قيس)، ص 92-93.
(¬2) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 256-258.
(¬3) السالمي، (تحفة الأعيان)، ج2 ص 218.
পৃষ্ঠা ৩২